«رمضان» الذي انقضى أوقد فانوسه بفتوى حلال... جاء وانصرف من دون هلال... وحتى في ليلة العيد لم يتغيّر الحال... أتموّا العدّة وانصرفوا إلى اللمّة وقالوا إنّ الحساب الفلكي يوافق الحدث السعيد لذلك لا حرج في قضاء العيد... فالهلال «معذور» لم يقو على الظهور... أنهكته السحب العابرة وحجبه نور «القمور»... في تونس نسمع دائما عن الهلال ولا نراه... نحتسبه بيننا ولا نلقاه... المهمّ أننا لا نشكّ البتّة في مجراه وفي مسراه... هو حقيقة ساطعة سواء تعذّرت رؤيته أو رصدناه... في تونس, في الأرض تماما كما في السماء... لا «هلال» و لا هم يحزنون... الشارع الرياضي يسأل أين اختفى سامي هلال حارس الترجي الرياضي بعد ثبوت تعاطيه المنشطات... الأمر كان يمكن أن يكون عاديا للغاية فهلال ليس الاسم الأوّل ولن يكون الأخير الذي يتعاطى موادا محظورة لكن «تعذّر» رؤيته هو الذي يثير الريبة في ظلّ تعدّد الروايات وتباين التبريرات... الكل يتحدّث عن تحليل ايجابي... وعن تحليل ثان قد يلغي ما سبق... والجميع يسأل عن حال «هلال» وعن طبيعة المادة المحظورة التي استهلكها... و نحن في زمرة الذين يبحثون عن الحقيقة وخاصة في مزاعم هروبه خارج البلاد خاصة بعد أن اكتست القضية صبغة قضائية تجاوزت محيط المساءلة الرياضية... تسأل ولا من مجيب... لا أحد رصد «هلال» ولا يعرف هل أن رواية الملاحقة الأمنية حقيقة أم محض خيال... قد يظهر «هلال» بيننا قريبا بلا قفّازات...بلا «كلبشات»... وقد تكون كلّ الرواية مجرّد وشاية نفخ فيها البعض فتحولّت من «مزحة» عابرة إلى جناية... على كل نسأل الله الهداية... في الأخير, كالعادة تعذّرت رؤية الهلال فأطلقوا العنان لتخميناتكم ولفتاوى الخيال إلى ذلك الحين من رأى منكم «هلال» فليسأله منشطاته حرام أم حلال ؟؟؟