بإدارته للمواجهة الدولية الودية بين المنتخب الوطني التونسي ونظيره الغابوني في ملعب رادس، يكون الحكم الدولي التونسي السابق سليم الجديدي قد أعلن رسميا توديعه عالم التحكيم و«تعليق» الصفارة عقب مسيرة طويلة كلّلت بالنجاح في مجملها بالنظر الى ما تركه الاسم المذكور من احترام في الأوساط الرياضية. وفي تصريح خصّ به «التونسية»، قال الجديدي إنه ممتنّ ومسرور للفتة التي شملته بتكريمه تزامنا مع انتهاء مسيرته التحكيمية، وواصل محدثنا ليعترف أن فرحته جاءت منقوصة لأنه تمنى حضور والده المرحوم وهو اللاعب الدولي السابق محمد صالح الجديدي ليكون شاهد عيان على هذا التكريم غير أن مشيئة الله حكمت بغير ذلك. وفي هذا الاطار اعترف الجديدي بفضل والده الكبير في نحت مسيرته التحكيمية وما جناه من محبة الناس، مشيرا الى أن والده المرحوم خاطبه بوضوح عندما قرّر محدثنا اختيار سلك التحكيم. وقال سليم ان والده قال له ما مفاده إنه إذا كان امتهانه للتحكيم سيزيد في نصاعة الصورة التي تركها (أي محمد صالح الجديدي) في الملاعب فإنه يرحّب بخطوته هذه، وأما اذا كانت النتيجة عكس ذلك فإنه لا داعي لخوض هذه التجربة. محدثنا قال ان صدى هذه الكلمات مازال حيّا بين أذنيه ويسترجعه كسلاح نفسي ومعنوي قبل ادارة أية مباراة، علاوة على التحلّي بصفة الشجاعة والنزاهة وتحكيم الضمير وهي شروط لا مناص منها ان أراد أيّ حكم النجاح في مهامه. من جهة أخرى استغلينا فرصة محادثة سليم الجديدي حول خطوة تكريمه على هامش اعتزاله اللعب للاستفسار عما حفظته ذاكرته سواء بالسلب أو الايجاب، فقال إن مسيرة على امتداد نحو سبعة عشر سنة تركت في ذاكرته عديد المواقف يبقى أجملها في تقييمه ادارته في مناسبتين لنهائي كأس تونس لكرة القدم علاوة على مشاركته في استحقاق دولي بحجم الألعاب الأولمبية. عمّا كان سلبيا، فإنه مازال يتذكر تعرّضه الى اصابة في ثاني مباراة يديرها خلال الألعاب الأولمبية مما حكم بانهاء مشاركته مبكرا، علاوة على اعترافه بخطأ ارتكبه ضد منتخب بوركينا فاسو في نصف نهائي ال«كان» بإشهار خاطىء لورقة حمراء.. وفي ختام المصافحة، واجابة منه عن استفسارنا بخصوص امكانية تولّيه يوما ما الاشراف على الادارة الوطنية للتحكيم، قال سليم الجديدي إن الأهم في هذا الظرف هو العمل الجماعي على اصلاح القطاع التحكيمي الذي يتطلب جهدا كبيرا..معبرا عن استعداده لذلك ولكن في حال تم الاستنجاد به من أهل الاختصاص دون سعي منه وراء الخطة كما جاء حرفيا في قوله...