أخيرا وبعد طول انتظار وبعد أن باتت مسلسلا مملاّ، كتب للجلسة العامة الانتخابية للملعب التونسي أن تنعقد وأمكن بالتالي لأحباء الفريق أن يختاروا رئيسا جديدا لهم للسنوات الثلاث القادمة خلفا لأنور الحداد الذي أدار بامتياز رفقة هيئته المديرة شؤون النادي في السنتين الماضيتين وجنب البقلاوة سقوطا مدويا للرابطة الثانية. الجلسة العامة الانتخابية التي احتضنت قاعة خزندار المغطاة أشغالها شهدت تنافس قائمتين ترأس حمد الصالحي الأولى فيما قاد محمد غازي بن تونس الثانية والتي نالت في النهاية ثقة الأحباء بعد أن تحصلت على 247 صوتا من جملة 320 مقترعا فيما تحصلت قائمة حمد الصالحي على 72 صوتا فيما سجلت اللجنة المستقلة للانتخابات بطاقة ملغاة وحيدة. تنظيم محكم مخاوف كبيرة سبقت انعقاد الجلسة العامة وذلك نتيجة الأجواء المشحونة بين مساندي القائمتين ولكن التواجد المكثف لقوات الأمن والإجراءات الصارمة التي اتبعت قبل السماح لأصحاب الانخراطات بالدخول مع الوعي الكبير لجماهير «البقلاوة» بدّد كل المخاوف وجعل الجلسة العامة تقام وسط أجواء منعشة تدعمت أكثر بتبادل أعضاء القائمتين التهاني والقبل بعد الإعلان عن النتائج. فائض في الميزانية انطلاقة أشغال الجلسة العامة كانت بكلمة لأنور الحداد رئيس الهيئة المتخلية رحب بها بوالي تونس فاخر القفصي وببقية الحضور وشكر فيها كذلك كل من ساهم في إنجاح فترته النيابية راجيا التوفيق لخليفته، قبل أن يمرر الكلمة للهادي عبد الملك الكاتب العام المساعد والقار للفريق لاستعراض التقريرين الأدبي والمالي. ولئن صوتت الجماهير الحاضرة بالإجماع على التقرير الأدبي الذي استعرض نتائج كل الفروع بالتفصيل فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للتقرير المالي رغم أنه سجل فائضا في الميزانية قدّر ب88 مليونا و487 دينارا و549 مليما حيث بلغب جملة الموارد في الفترة الممتدة بين 1 جويلية 2013 و30 جوان 2015 خمسة مليارات و516 مليونا و203 دينارات و127 مليما فيما بلغت جملة المصاريف في نفس الفترة خمسة مليارات و492 مليونا و484 دينارا و209 مليمات. «فلوس المساكني» والملعب في البال بعد تلاوة التقريرين الأدبي والمالي فسح المجال لمداخلات الأحباء والتي تمحورت جلها حول مصير «فلوس المساكني» وعدم تمكن الفريق من اللعب في باردو إلى غاية اللحظة والدعوة للم الشمل والوقوف صفا واحدا وراء الهيئة الجديدة ومطالبتها بتقديم برنامج واضح للفترة القادمة. أنور الحداد تولى الإجابة عن مصير فلوس النمس وأوضح بأن هيئته لم تنجح رغم طلباتها المتكررة في الحصول على الوثائق والملف الذي يثبت حق الفريق من هيئة السنوسي وهو ما جعلها غير قادرة على مطالبة هيئة الترجي بتمكينها من نصيبها من صفقة انتقال «النمس» إلى لخويا القطري. أما بالنسبة لموعد عودة الفريق للعب على أرضية مركب الهادي النيفر فقد وعد والي تونس فاخر القفصي بتسريع نسق الأشغال الجارية حاليا مشيرا إلى أن نهاية السنة الجارية ستشهد عودة الحياة إلى مركب باردو الذي استقبل نهاية الموسم الماضي مباراة الملعب التونسي والنادي الصفاقسي. «بن تونس» والبداية السيئة الرئيس الجديد للملعب التونسي محمد غازي بن تونس خالف كل القواعد والبروتوكولات وتغيب عن الجلسة العامة لتواجده خارج أرض الوطن. مصادر من هيئة الرجل أكدت لنا قبل انطلاق الجلسة أن الرجل كان سيكون في الموعد يوم أول أمس ولكنه ألغى حجوزات السفر احتجاجا على قرار هيئة التحكيم الرياضي القاضي بإعادة قائمة منافسه حمد الصالحي إلى السباق. بن تونس لم يخالف قانون الجمعية بتغيبه عن الجلسة ولكن عدم تواجده أثار نقاط استفهام عديدة حول الطريقة التي سيدير بها شؤون النادي في ظل تواجده المستمر خارج حدود الوطن. الكثير من رجالات النادي والذين التقيناهم في الجلسة أكدوا لنا بأن بداية بن تونس لم تكن مثالية وأن تغيبه عن موعد بذلك الحجم لا يمكن تبريره ولكنهم تمنوا له في النهاية النجاح مؤجلين بذلك الحكم عليه إلى موعد لاحق. «الصالحي» يهنئ ولكن ... حمد الصالحي تقبل الهزيمة بصدر رحب وهنأ أعضاء القائمة الفائزة ولكن هذا لم يمنعه من التحدث عن بعض الاخلالات التي تم تسجيلها قبل انطلاقة الجلسة والمتمثلة في منع عدد من مسانديه من دخول القاعة رغم استظهارهم ببطاقات الانخراط وببطاقات التعريف الوطنية، على حد تعبيره. في انتظار موعد التنصيب غازي بن تونس الرئيس الجديد ل«البقلاوة» حلّ صبيحة أمس بتونس وتابع مباراة فريقه ضد نجم أولمبيك سيدي بوزيد وبحسب ما علمنا من أخبار فإن عملية تنصيبه ستتم في وقت لاحق بأحد النزل الفاخرة بالعاصمة. جدير بالذكر أن أعضاء الهيئة الجديدة كانت قد التقت صبيحة أمس باللاعبين والإطار الفني لتحفيزهم قبل مواجهة نجم سيدي بوزيد.