تعرّف ظهر اليوم أهالي راعي الأغنام الشهيد نجيب القاسمي الذي تم اختطافه أول أمس من قبل مجموعة إرهابية على جثته، قبل ان يقوموا بنقل جثمانه الى مسقط رأسه في منطقة سيدي حراث، وحسب مصادر أمنية فإنّ الشهيد تعرض لطلق ناري على مستوى الرأس، من قبل مجموعة إرهابية، بجبل سمامة، تابعة لما يعرف بخليّة «عقبة ابن نافع». وكان المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع قد أكّد في وقت سابق من نهار أمس خبر عثور الوحدات العسكرية المختصة خلال عمليات تمشيط جبلي الشعانبي وسمامة على جثة مضرجة بالدماء نتيجة رميها بالرصاص، كما أشار الى ان الارهابيين عمدوا الى تفخيخ مكان الجثة، فيما ذكرت بعض المصادر الاخرى ان الارهابيين فخخوا كذلك الجثة قبل ان تنجح فرقة الهندسة العسكرية في تفكيك الالغام وتفجيرها لضمان نقل الجثة الى المستشفى الجهوي بالقصرين ووضعها على ذمة الطب الشرعي. وللاشارة فإن الشهيد يبلغ من العمر 37 عاما ومتزوج وأب لطفلين. من جهة أخرى انتظم أمس في الثكنة العسكرية بالقصرين موكب تأبين شهيدي الوطن حسام حمدي واسماعيل الظاهري بحضور عدد هام من الاطارات العسكرية ومن أفراد عائلتيهما. وتوجه اثر ذلك موكبان لنقل جثماني الشهيدين الى مقري سكناهما بمنطقتي منزل بوزيان والمكناسي من ولاية سيدي بوزيد حيث سيتم مواراتهما الثرى. وقد مثلت واقعة اختطاف راعي الأغنام نجيب القاسمي أول أمس بجبل سمامة منعرجا جديدا في «تكتيك» العناصر الإرهابية المتمركزة بجبال ولاية القصرين إذ أنّها تمثل توجّه الإرهابيين إلى استهداف المواطنين العزّل وإعلان الحرب صراحة على المدنيين. وذكر الشاهد الوحيد الحاضر في عملية اختطاف الراعي نجيب القاسمي وهو ابن خاله صالح القاسمي(35 سنة) أنهما توجها كالمعتاد صباح الأحد الماضي لرعي أغنامهما البالغ عددها حوالي 200 رأس في جبل سمامة، وأنّه في حدود العاشرة صباحا برز لهما ستة عناصر مسلحين وبأزياء عسكرية وقاموا بتكبيلهما وتجريدهما من هواتفهما الجوالة وأنّه وفق لهجتهم تبيّن لهما أنّ من بينهم عناصر جزائرية. وأضاف أنّ عنصرين قاما بالسطو على ثلاثة خرفان بينما تكفل البقية بتفحص هواتفهما الجوالة وبإلقاء بعض الأسئلة المختلفة عليهما. كما ذكر صالح القاسمي أن أحد الإرهابيين قام باستبدال حذائه معه بعدما لاحظ أن محدثنا يلبس نعلا جديدا. من هو الرّاعي المغتال ؟ نجيب القاسمي عمره 37 سنة متزوج وأب لطفلين يعيش صحبة عائلته بكوخ في ظروف مزرية وصعبة بدوار «سيدي حراث» على بعد 15 كلم من مدينة القصرين، مهنته رعي غنم أحد الفلاحين المعروفين بالجهة، عرف بدماثة أخلاقه ونظافة يده وطيب معشره. وذكر صالح القاسمي أن الإرهابيين أبلغوه رسالة شفوية إلى الأمنيين والعسكريين مفادها «يا طواغيت نحن قادمون» كما اخبروه أن قريبه راعي الغنم نجيب يقوم بتتبع تحركاتهم ويبلغها إلى أعوان الأمن وأوضحوا له أن مصادرهم الخاصة أكدت لهم تورط قريبه في التعامل مع الأمن . قتلةُ إمام الخمس صالح الفرجاوي من جهة أخرى، ذكر صالح القاسمي أن احد عناصر المجموعة الإرهابية أخبره أنهم هم من قاموا باختطاف إمام الخمس بمسجد زاوية «أولاد عمار» التابعة لمعتمدية سبيطلة المرحوم صالح الفرجاوي منذ أسابيع وأنهم تخلّصوا منه بعدما وصلتهم معلومات مؤكدة بخصوص تعامله مع الجهات الأمنية وإبلاغها عن تحركاتهم وشبكات معاونيهم. وذكر القاسمي أن العناصر الإرهابية قالت إنّ المواطنين المتعاونين مع الوحدات الأمنية والعسكرية هم من الآن فصاعدا هدافا لعملياتهم وأنهم لن يتردّدوا في تصفيتهم.. وقد أكدت كتيبة عقبة ابن نافع في بيان لها نشرته على صفحتها بشبكة التواصل الاجتماعي خبر قتلها راعي الأغنام نتيجة ما اعتبرته ثبوت تورطه في الإبلاغ عن تحركات عناصرها. لحوم وأغذية وقد عثرت وحدات مشتركة من الحرس والجيش الوطنيين مساء أول أمس الاثنين على مخبإ للإرهابيين به بقايا لحوم ومواد غذائية وملابس مهترئة وذلك في عمق جبل سمامة ...