«دربي» العاصمة في حلقته 121 أوفى بوعوده من جميع النواحي سواء تعلّق الأمر بنزال الأقدام أو بعروض الجماهير في حوار المدارج...النتيجة كما هي معلوم كانت حمراء وصفراء بثائية هجرية تزامنت مع رأس العام الهجري والخلاصة هي أنّ الترجي عرف كيف يستفيد من بعض الجزئيات الحاسمة التي رجّحت الكفة لصالحه في حين كان اكتفى الإفريقي بلعب شوط واحد لم يكن حاسما ليفسح المجال للأقدام الترجيّة لتفعل ما يحلو لها... فنيّا لم ترتق المباراة إلى مستوى كبيرا بالنظر إلى الحالة الذهنية التي كان عليها الفريقان واللذين كانا متخوفين من هاجس النتيجة الذي كبّل أقدام اللاعبين, على الميدان كانت المواجهة سجالا بين الفريقين وكانت الغلبة في الشوط الأوّل للنادي الإفريقي الذي كان أفضل من منافسه خاصة في منطقة وسط الميدان لكن الأفارقة خذلتهم النجاعة الهجومية لينتهي الشوط الأول أبيض من الجانبين في 45 دقيقة أبدع خلالها جمهور الإفريقي في تقديم لوحات فنية جميلة أعادت إلى الأذهان سنوات خلت كان فيها مسرح رادس درّة المتوسط بامتياز. في الشوط الثاني تغيّرت الأمور رأسا على عقب ومنعرج المباراة جاء من المدارج الشمالية التي كانت مسرحا لحرب «عصابات» بين جمهور اللون الواحد... فئة ضالة من جمهور الافريقي حولت الملعب الى ساحة حرب في فترة ما بين الشوطين واستمرت «المعركة» بين مجموعات الفيراج الى حدود الدقيقة 60 من عمر المباراة وهو ما أجبر قوات الامن على التدخل لردع الجماهير الغاصبة والخارجة عن القانون... تصرفات جمهور المدرج الشمالي أثرّ سلبا على عطاء الافارقة الذين وجدوا أنفسهم تحت سيطرة الجماهير الترجية الحاضرة والتي أطلقت العنان لصافرات الاستهجان ومن ثم المرور الى تشجيع لاعبيها وهو ما دفع زملاء الرائع سعد بقير الى التكشير عن انيابهم والمرور الى السرعة القصوى وزاد الاقصاء الذي تحصّل عليه ياسين الميكاري في هيجان الترجي الذي احتل كامل أرجاء الملعب في حين اكتفى لاعبو الإفريقي بالتراجع الى مناطقهم الخلفية فاسحين المجال لهجوم الترجي لنسج عملياته الهجومية في كنف الأريحية... سيطرة ترجمها «الروج» الى هدف أوّل أشعل الأضواء الحمراء في بنك الإفريقي الذي لم يجد الحلول لإعادة فريقه الى جوّ المباراة بحكم افتقاده لبدلاء في المستوى ليكون الهدف الثاني رصاصة الرحمة التي أطلقها المحيرصي في شباك بن مصطفى. دربي العاصمة وككل مرّة يفرز عديد العناوين المثيرة يبقى أهمها بلا منازع ميلاد نجم جديد في كرة القدم التونسية ونعني سعد بقير الذي كان «المايسترو» في وسط الميدان دون أن نغفل على الإشارة إلى المردود الباهر ل»بيفو» الإفريقي أحمد خليل الذي يعتبر مكسب الأفارقة الوحيد في مباراة الأمس... ختاما استحق الترجي انتصاره لأنه عرف كيف يسير بمباراته إلى برّ الأمان كما أنّ الإفريقي لم يكن سيّئا إلى هذه الدرجة على الأقل في الشوط الأوّل وتلك أحكام الدربي «يوم ليك ويوم عليك» بقي وجب التذكير مجّددا مع التنديد ب«سلوكات» بعض الجماهير التي كادت تفسد هذا العرس الكروي حيث كانت «العقلية موشي هيّ»...جمهور الإفريقي اكتفى طيلة الشوط الثاني بمتابعة المباراة دون حراك كجمهور «المسرح» بعد أن نالت حادثة «الفيراج» من معنوياته وهي لوحة لم نعهدها أبدا في المدارج الشمالية التي كانت دائما القاطرة التي تدفع الإفريقي الى سكة الانتصارات. بقية مباريات الجولة لم تحمل أيّ مفاجآت تذكر حيث لم يرض النادي الصفاقسي بأن يشاركه نجم أولمبيك سيدي بوزيد صدارة الترتيب ونجح بفضل عزيمة لاعبيه وحنكة مدربه شهاب الليلي في تسيد الجدول من جديد وذلك بعد تحقيقه الفوز الخامس على التوالي والذي جاء هذه المرة على حساب مستقبل المرسى بثلاثة أهداف دون رد. ثلاثية كشفت بوضوح جاهزية أبناء عاصمة الجنوب لتقديم موسم استثنائي، المباراة كانت في اتجاه واحد لصالح زملاء علي المعلول الذين أحكموا الخناق على مستقبل المرسى الذي لم يصمد طويلا أمام هيجان منافسه لتقبل شباكه هدفا أولا حمل توقيع مصعب ساسي الذي خاض بالمناسبة أول لقاء له بألوان الفريق. هدف دعمه محمد علي منصر بهدف ثان مع مطلع الشوط الثاني قبل أن يسدّد النيجيري جونيور الضربة القاضية على ضيوف مدينة صفاقس معلنا عن فوز مستحق لفريقه الذي يسير بخطى ثابتة مع انطلاقة الموسم الجديد في انتظار التأكيد طبعا. النجم الساحلي نجا من رحلة محفوفة بالمخاطر قادته إلى القصرين بعد أن تغلب على مستقبل المكان بهدف مبكر من البرازيلي أكوستا منذ الدقيقة الثالثة أمن به فوزا ثالثا لفريقه. الفريق المحلي قدم للأمانة مباراة محترمة ولكن خبرة لاعبي النجم كانت لها الكلمة الأخيرة ليتكبد أبناء فاروق الجنحاوي هزيمتهم الثالثة هذا الموسم مما يستدعي تعديل بعض الأمور قبل فوات الأوان. المواجهة الأخيرة في برنامج اليوم كانت فيها الكلمة لاتحاد بن قردان الذي استعاد نغمة الانتصارات بعد ثلاثة هزائم متتالية، فوز جاء على حساب ضيفه الملعب القابسي الذي لم يقدر لاعبوه على الصمود أمام رغبة أبناء المدرب سفيان الحيدوسي الذي نجح سريعا في تعديل الأوتار ووفق في حصد ثلاث نقاط في أول إطلالة له على بنك الاتحاد. هذا وكانت الجولة قد افتتحت أول أمس بثلاث مواجهات تغلب في الأولى نجم سيدي بوزيد على مضيفه الملعب التونسي بهدفين لهدف وفاز في الثانية نادي حمام الأنف على ضيفه الترجي الجرجيسي بثلاثة أهداف لهدف واحد فيما تغلب في الثانية نجم المتلوي في الثالثة على قوافل قفصة بهدف دون رد. هذا وستختتم الجولة غدا بمواجهة النادي البنزرتي وشبيبة القيروان. النتائج النادي الإفريقي – الترجي الرياضي ( 0 – 2) النادي الصفاقسي – مستقبل المرسى ( 3 – 0 ) مستقبل القصرين – النجم الساحلي ( 0 – 1 ) اتحاد بن قردان – الملعب القابسي ( 1 – 0 ) الملعب التونسي – نجم سيدي بوزيد ( 1 – 2 ) نادي حمام الأنف – الترجي الجرجيسي ( 3 – 1) نجم المتلوي – قوافل قفصة ( 1 – 0 ) الفريق لعب نقاط فوز تعادل هزيمة له عليه 1) نجم سيدي بوزيد 5 12 4 0 1 7 2 1) النادي الصفاقسي 4 12 4 0 0 7 2 3) نجم المتلوي 5 10 3 1 1 4 1 4) الترجي الرياضي 4 9 3 0 1 6 4 5) الملعب القابسي 4 7 2 1 1 4 2 -) الترجي الجرجيسي 5 7 2 1 2 6 7 -) مستقبل المرسى 4 7 2 1 1 5 4 -) نادي حمام الأنف 4 7 2 1 1 6 4 9) النادي الإفريقي 3 6 2 0 1 9 2 -) النادي البنزرتي 4 6 2 0 2 3 3 11) مستقبل القصرين 4 4 1 1 2 2 4 12) النجم الساحلي 2 3 1 0 1 4 2 -) اتحاد بن قردان 4 3 1 0 3 3 8 14) شبيبة القيروان 4 1 0 1 3 2 10 15) الملعب التونسي 5 1 0 1 4 1 8 16) قوافل قفصة 5 0 0 0 5 4 10