أخيرا حصل ما كان منتظرا منذ عدة أشهر ليتمّ إعلان الانفصال بين الهيئة المديرة للنادي الافريقي ومدرب فريق الأكابر لكرة القدم الفرنسي دانيال سانشاز، الخبر وكما أشرنا كان مرتقبا إعلانه بين مباراة وأخرى منذ مطلع التحضيرات الصيفية، بيد أن سليم الرياحي وبعد ماراطون من المفاوضات مع عدد من الفنيّين، لم يهتد وفق مقاربته إلى البديل المناسب قبل أن يستقر رأيه على نبيل الكوكي. مباراة الدربي كانت بمثابة رصاصة الرحمة التي أنهت زيجة فنية كان يشوبها غموض وعراقيل بلا حدّ، فالرياحي كان يعتبر سانشاز مدربا وقتيا في قناعاته الى أن جاءت الخسارة مساء الاربعاء ليكون الأمر مقضيّا. «التونسية» اتصلت بالمدرب المقال دانيال سانشاز لمعرفة موقفه من قرار الإقالة حيث أكّد الفني الفرنسي أنه تلقى الخبر صبيحة أمس الجمعة في اتصال هاتفي جمعه بالمدير التنفيذي خليل محجوب، مشيرا الى أنه صدم وفوجىء بقرار «الباترون» كما جاء حرفيا في وصفه لسليم الرياحي. محدثنا أضاف أنه متفاجئ من تقييم عمله بعد انقضاء أربع جولات فحسب من سباق يمتد على ثلاثين مباراة قائلا ان الوضع ليس كارثيا، مستشهدا بالموسم الفارط الذي تراوح فيه الافريقي أداء ونتائج بين الأخذ والعطاء ومرّ بفترات انتعاش وأخرى متواضعة وهذا يحصل وفق سانشاز في كل أندية العالم قبل تمكّن نادي باب الجديد من تحقيق الهدف الأساسي وهو التتويج ببطولة غابت عنه لمدة سبع سنوات. وواصل المدرب الفرنسي قوله بأنه مدرّب محترف وعليه ترك العواطف والمشاعر جانبا وتقبّل القرار رغم صعوبته، معتبرا أنه نجح رغم كل الظروف الصعبة في انجاز عمل قيّم ومحترف. سألنا سانشاز عن دواعي استغرابه طالما أن أصداء المفاوضات الجانبية مع بعض المدربين كانت تفوح منذ شهر جوان الفارط من أروقة مكتب سليم الرياحي، فأجاب أنه كان يطّلع فعلا على الأخبار مثل كافة الجماهير بوجود أسماء عديدة تستعد لخلافته، غير أنه استغرب توقيت تفعيل القرار رغم اعترافه بوقع هزيمة الدربي. سانشاز يرى وفق تصريحه أن الموسم مازال في مطلعه وهنالك هامش كبير للتحسن والعمل واعادة ترتيب البيت ليكون الافريقي جاهزا لاستحقاقاته المحلية والقارية رغم افتقاد الجمعية لمناخ الاستقرار والثقة مطلع هذا الموسم حتى في العمل الاعتيادي اليومي، غير أنه بات الآن أمام حتمية تقبّل القرار النهائي لرئيس النادي الذي يبقى وحده القادر على التقييم وتوزيع المسووليات. وفي ختام المصافحة، سألنا المدرب المقال ان كان خروج المدير الرياضي السابق منتصر الوحيشي عقّد وضعه وجرّده من حماية وفرّها له هذا الأخير في الموسم الفارط، فرفض الخوض في التفاصيل وتقديم مقاربته، معتبرا أن مهامه كانت ولا تزال فنية فحسب وأنه لا دخل له في التعيينات الادارية بل وحتى الانتدابات الحاصلة مكتفيا بالقول انه عمل بحرفية واجتهاد وفق ماهو متاح له من الصلاحيات والرصيد البشري لانجاز المطلوب قبل حدوث الإقالة.