بحضور 207 فريق من جملة 265 منضوية تحت لواءها، وفي ظل تواجد كل من حمدي المدب و رضا شرف الدين و لطفي عبد الناظر و وسط غياب كلي لهيئة النادي الإفريقي، عقدت صبيحة أمس بأحد نزل ضاحية قمرت الجامعة التونسية لكرة القدم جلستها العامة الخارقة للعادة و التي كانت عادية بامتياز بما أن كل من حضرها صوت كالعادة على كل التنقيحات التي تقدم بها وديع الجريء الذي كانت له الكلمة الفصل في النهاية و حصن كرسيه و كسب حربه ضد رئيس الإفريقي سليم الرياحي و اللجنة الأولمبية و وزارة الشباب و الرياضة و هيئة التحكيم الرياضي «الكناس» التي أطلقت عليها بالأمس رصاصة الرحمة بعد أن تم التصويت و بالإجماع على إيقاف العمل بها و إقرار اللجوء إلى «التاس» كدرجة ثالثة للتقاضي، ليعبد بذلك الطريق لنفسه نحو ولاية جديدة. توقيت قياسي التهديدات التي سبقت انعقاد الجلسة، جعلت المتتبعين للشأن الرياضي عامة و لكرة القدم خاصة يتوقعون بداية و نهاية صعبة لجلسة الأمس، و لكن العكس هو الذي حصل حيث دار الاجتماع في أجواء عادية و في توقيت قياسي بما أن الجلسة لم تستغرق أكثر من نصف ساعة من الزمن تم خلالها التصويت على إلغاء اللجوء إلى هيئة التحكيم الرياضي و إسناد مهمة الإشراف على الجلسة العامة الانتخابية التي ستقام في شهر مارس القادم إلى لجنة التأديب و الروح الرياضية بالجامعة في انتظار انتخاب لجنة مستقلة في الجلسة المنتظرة. إذن نصف ساعة كانت كافية ليمرر وديع الجريء كل ما أراد و لترفع الشارات الخضر المؤيدة للمكتب الحالي. ال«فيفا» و ال«كاف» يساندان جلسة الأمس تمت بحضور أحمد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم بصفته مبعوثا من الاتحاد الدولي لكرة القدم و الاتحاد الإفريقي للعبة و الذي أكد مساندة الهيكلين المذكورين للمكتب الحالي و لسيادة الجلسات العامة محذرا في الآن ذاته من مغبة التدخل السياسي في الرياضة. مداخلة «البارودي» تلهب الجلسة لئن كان وديع الجريء النجم الأوحد في الجلسة بنجاحه في وضع السواد الأعظم من النوادي المنخرطة في الجامعة في «جيبه»، فإن محمود البارودي رئيس قرمبالية الرياضية حاد عن القاعدة و طعن في شرعية الجلسة العامة التنقيحية بمداخلة شدد فيها على تبني الجامعة لممارسات غير شرعية تهدد مصير كرة القدم التونسية مشيرا إلى أن تصويت النوادي بالإجماع على مقترحات رئيس الجامعة يذكره بانتخابات الرئاسة في عهد بن علي داعيا الجريء إلى عدم الاغترار بما حققه في جلسة الأمس لأن الشعب التونسي نجح في تنحية بن علي رغم نسبة ال99 بالمائة التي تحصل عليها. رئيس قرمبالية الرياضية اتهم رئيس الجامعة بتشكيل مليشيا متكونة من النوادي هدفها المحافظة على كرسى الجامعة و هو ما أثار غضب ممثلي النوادي الذين دخلوا في مناوشات معه رفعوا فيها شعار «ديقاج» في وجهه و طالبوه فيها بالاعتذار أو مقاضاته. البارودي اعتذر في النهاية مشددا على أن كلامه موجه للفئة التي حاولت الاعتداء عليه. «الجريء» يعتذر و يتّهم رئيس الجامعة وديع الجريء اعتذر لممثلي النوادي الذين حضروا أشغال الجلسة عن تصريحات محمود البارودي متهما إياه بمحاولة التشويش وافتعال المشاكل و خدمة طرف معين غاب عن جلسة الأمس. الجريء أوضح للبارودي بأنه لا يمتلك و لا يفكر في امتلاك ميلشيات و أنه لا يعترف إلا بسيادة القانون. لماذا غاب «الخنتاش»؟ شهدت جلسة الأمس غياب العضو الجامعي الطاهر الخنتاش، و إن لم تكشف بعد الأسباب الحقيقية لهذا الاحتجاب بسبب رفض الأخير الرد عن مكالماتنا الهاتفية، فإن البعض أرجعه لقرار الاستقالة من المكتب الجامعي الذي قد يكون اتخذه احتجاجا على سياساته.
