يستعد المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم لخوض النهائيات الافريقية المؤهلة آليا بالنسبة للثالوث الأول في نهاية ترتيبها الى الألعاب الأولمبية المرتقبة خلال الصائقة القادمة بريو دي جانيرو في معقل الكرة البرازيل، ومع أننا نحتفظ كتونسيين ببعض الأمل الخجول مأتاه رفعة أداء عناصرنا الاولمبية في ظهورهم الأخير الا أن عديد العلامات باتت تستوجب التنبيه من تعاظم الفوضى صلب منتخبنا الأولمبي وهو ما قد يهدم خلال لحظات ما بنيناه طيلة مشوار صعب قبل بلوغنا للنهائيات المنتظرة قريبا في السينغال. وفي هذا السياق ولئن كانت عناصر ماهر الكنزاري تستعد لودّ من العيار الثقيل عشية الغد الاثنين بملعب المنزه ضد الأشقاء الجزائريين، فان مؤشر الاهتمام والاستعداد قد يبدو أعلى بكثير في سقفه لدى عدد من السماسرة المرابطين قرب أسوار الجامعة وملعب المنزه وداخل كثير من المقاهي والصالونات الفاخرة حيث يصنع القرار في الكرة التونسية لاقتفاء أثار الأقدام اليانعة وتقرير مصيرها لاحقا .. واذا ما كان طبيعيا في نواميس اللعبة أن يستنجد كلّ لاعب بوكيل أعمال يرى فيه القدرة على نيابته فيما يتعلق بالعروض والعقود وما شابهها، الا أن ما يجري صلب المنتخب الأولمبي التونسي تجاوز كل «الخطوط الحمراء» ويفرض تدخلا عاجلا من المعنيين بشأن هذه العناصر حتى لا تندثر سريعا قبل انطلاق مشوارها الفعلي.. كل التونسيين ينتظرون بلا شكّ تكرار انجاز غاب عنا منذ سنة 2004 حين بلغنا أولمبياد أثينا في عاصمة الاغريق بمنتخب «هجين» جمع حينها بين اختيارات نبيل معلول وخميّس العبيدي فلاقى فشلا ذريعا انذاك، لكن الواقع يثبت وجود عناصر متميزة للغاية حاليا تحت تصرّف الكنزاري و«خنفير» الملازم للظل باختلاف الزمان والمكان والأطر الفنية والمكاتب الجامعية .. جيل يوجد فيه بقير والرجايبي ومرياح والمشاني والجلاصي وغراب و«الجوينيان» وكشك والبقية يفرز منطقيا الكثير من التفاؤل، لكن ما يجري في الكواليس يحذّر من انهيار وشيك بما أن بعض «السماسرة» -وهم معروفون بالمناسبة لدى صنّاع القرار في الجامعة- باتوا يتدخلون في الاختيارات الفنية واستدعاء اللاعبين وحتى اشعارهم بالدعوة من قبل الكنزاري حتى قبل اصدارها رسميا بأيام. .. أكثر من ذلك فان بعض اللاعبين تلقوا تهديدات جدية بالإقصاء من المنتخب ان لم يتعاملوا مع هذا الوكيل أو ذلك، وهنالك من نبّه بعض الأسماء في المنتخب الاولمبي الحالي بأنه يتحدث نيابة عن الكنزاري وكذلك المسؤول الاداري الأول عن هذا الصنف وهو طاهر الخنتاش... ومع ذلك فانه لم يتدخل أي كان لإيقاف النزيف. في منتخبنا الأولمبي أيضا لم يتردد المطلعون على الخفايا في القول ان عدد «السماسرة» يفوق عدد الجماهير المساندة لللاعبين، ودون شك فان ما يجري من ارتباك يلازم سير «النسور الصغار» قد يجعلهم فاقدين للقدرة على التحليق ان تواصلت هذه الفوضى ومعها تسليم مفاتيح الحكم الى غرباء عن المنتخب..ولكنهم صامدون.