قتل ما لا يقل عن 129 شخصا وأصيب 352 بجروح منهم 99 في حالة خطيرة وفق تصريح للمدعي العام بباريس مساء أمس إثر الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت ليلة أوّل أمس 6 مواقع بالعاصمة الفرنسية إلى جانب مقتل 7 إرهابيين. وكان 8 مسلّحين على الأقل يرتدون أحزمة ناسفة قد شنّوا ليلة أوّل أمس هجومات على 6 مواقع في العاصمة الفرنسية في اعنف هجمات تشهدها اوروبا منذ الاعتداءات على قطارات مدريد عام 2004. وأكّد أحد شهود العيان ممن كانوا في مسرح «باتاكلان» أحد المواقع التي استهدفها الإرهابيون أنّ المسلحين بدأوا بإطلاق النار على الحضور في المسرح صارخين «الله أكبر»، قبل أن يتوقف العرض وينبطح الجميع على الأرض. وتابع الشاهد حسب ما نقلته إذاعة فرنسا أن المسلحين شقوا طريقهم وسط الحضور مطلقين النار على الجميع، لافتا إلى أن الحفل كان لفرقة أمريكية لموسيقى ال«روك آند رول» تدعى «انقيلز اوف ديث ميتال». من جهته بين المدعي العام الفرنسي، فرانسوا مولينز، أن الهجمات الإرهابية استهدفت ستة مواقع منها مطعم «باريس لو بيتيت كامبوديا» على مفترق طرق رو بيشات ورو آلبيرت، ومسرح باتاكلان على مفترق رو فونتاين وزوي بالإضافة إلى «لابيلا» بمفترق طرق رو دي شارون وجادة ريبابليك. التعرّف على هوية إرهابيين من جملة 7 إرهابيين
أكد في ساعة متأخرة من مساء اليوم ممثل النيابة العمومية الفرنسية فرنسوا مولاس أنّ التحقيقات الأولية أفضت الى التعرف على هوية شخصين من مجموعة منفذي العمليات الإرهابية بباريس، موضحا أن الأول سوري الجنسية والثاني فرنسي الجنسية وقد تدرّبا على استعمال الأسلحة والمتفجرات في العراق وسوريا. كما أفاد المدعي العام أنه تم إيقاف شخص في بلجيكا ثبتت علاقته بمنفذي العمليات الإرهابية وأن الأمن الفرنسي شرع في القيام بسلسلة من المداهمات للقبض على المشتبه فيهم.
تونسيتان ضمن الضّحايا لم تمر الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية أول أمس دون ان تكون لها تداعيات بتونس وتحديدا بمدينة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت التي استفاقت أمس على خبر التاكد من وفاة شقيقتين في تلك الاحداث الارهابية المشؤومة وهما الشقيقتان « حليمة و هدى السعيدي» اللتان وفق ما ذكر اقاربهما في الحي الجديد بمنزل بورقيبة كانتا ليلة أول أمس بصدد تناول العشاء والسهر في المطعم صحبة شقيقهما خالد عند وقوع الهجمة الارهابية حيث وفق اقاربهما توفيت حليمة البالغة من العمر 34 سنة والمتزوجة من سينغالي اين تقيم معه في العادة قبل ان تختار زيارة شقيقتها وشقيقها بفرنسا في رحلة سياحية وترفيهية وشخصية بالاساس لاتمام وثائق اقامتها بفرنسا سرعان ما تحولت الى رحلة موت تاركة ابنين في عمر الزهور قبل ان تلتحق بها شقيقتها هدى التي وفق ما ذكر احد افراد أسرتها تعرضت لاصابة بليغة على مستوى الرأس قبل ان تتوفى تقريبا بعد ساعة من الواقعة ليبقى والدهما السيد خليفة السعيدي الذي يقطن العاصمة باريس منذ هجرته الى فرنسا وحيدا ومتالما ومتسائلا لماذا وكيف تحولت مدينة الانوار والسلام الى مدينة للموت والخراب على ايدي ارهابيين جبناء . هولاند:هذا عمل حربي... ولن نرحم اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تنظيم الدولة الاسلامية بالوقوف خلف سلسلة الهجمات التي ضربت باريس مساء الجمعة وأوقعت ما لا يقل عن 128 قتيلا و300 جريح. وقال هولاند في قصر الاليزيه إنّ «ما حصل أمس هو عمل حربي .. ارتكبه «داعش» ودبّر من الخارج بتواطؤ داخلي على التحقيق إثباتها». وأعلن الحداد الوطني ثلاثة أيام على أن يُلقي كلمة غدا في البرلمان الفرنسي. وندّد هولاند إثر خروجه من اجتماع لمجلس الدفاع بمشاركة الوزراء الرئيسيين في حكومته ب«عمل وحشية مطلقة». وأكّد أنّ «فرنسا لن ترحم» مؤكدا «اتخاذ كل التدابير لضمان أمن المواطنين في إطار حال الطوارئ» التي أعلنت خلال الليل مؤكدا أن «قوات الأمن الداخلي والجيش متأهبة بأقصى مستويات قدراتها» و«تم تعزيز كل أجهزة الأمن». وقال «ما ندافع عنه هو وطننا، لكن الأمر يتخطى ذلك بكثير، إنّها قيم الإنسانية» داعيا الفرنسيين إلى «الوحدة ولمّ الشمل والهدوء». شاهد عيان:هاتفي أنقذني من الموت قال شاب عاش لحظات الرعب في انفجارات بالقرب من ملعب باريس إن هاتفه أنقذه من الموت بعدما منع الشظايا من اختراق رأسه. وأضاف الشاهد: في الوقت الذي كنت أتحدث فيه بالهاتف كنت أعبر الشارع، ووقع انفجار على الفور أمامي، كل شيء تحطم إلى أجزاء وكان الركام يتطاير حولي، سقطت أرضا ثم وقفت، هاتفي هذا هو الذي تلقى شظيّة مما أنقذني من الموت لأنّها لو أصابتني في رأسي لكنت الآن في عداد الموتى». فرنسي شارك في المجزرة تمّ التعرف على جثة فرنسي معروف لدى أجهزة الاستخبارات ويرجح كثيرا أن يكون أحد منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان. ولم توضح هذه المصادر هوية الفرنسي. وقال شرطي شارك في التدخل ضمن عملية المسرح المذكور:«الأمر مقزز في الداخل، مجزرة، اشخاص استقر الرصاص في رؤوسهم وأشخاص اطلقت النار على رؤوسهم بينما كانوا منبطحين على الارض».