فشل الملعب التونسي عشية أمس في الخروج سالما من الدربي الصغير للعاصمة الذي جمعه بالترجي الرياضي التونسي إذ انقاد إلى هزيمة موجعة بأربعة أهداف لهدف واحد وهي الرباعية الثانية التي تتلقاها شباك قيس العمدوني هذا الموسم بعد رباعية الإفريقي في الجولة الأولى. الهزيمة وإن تسببت فيها عديد الجزئيات والتفاصيل فإنها جاءت لتؤكد أن الفريق لم يتعلّم بعد كيفية الخروج بأخف الأضرار في المواعيد الكبرى، فبمجرد قبولها لهدف تنهار كتيبة الدريدي وتفسح المجال للمنافسين للعبث بمرماها وهذا ناتج عن قلة خبرة المجموعة وعدم امتلاك الفريق لعناصر قادرة على التعامل مع الوضعيات الصعبة والخروج منها بأقل الخسائر حتى وإن لم يكن الفريق في يومه وهذا يحتاج إلى ثقافة خاصة وإلى تدعيم المجموعة وهذا هو الأهم بلاعبين من طراز رفيع خاصة في منطقة وسط الميدان التي تضررت كثيرا من خروج كريم العواضي والاكس أميان. من السهل توجيه الشتائم للمدرب لسعد الدريدي وتحميله مسؤولية الهزيمة واستغلالها لمواصلة الحملة التي تستهدفه ولكن نظرة عقلانية لما هو متوفر بين يديه يمكن أن تكشف لنا سبب البداية السيئة لفريق البايات. حسابات «قيراط» الملعب التونسي لم يكن سيئا عشية الجمعة وكان بإمكانه الخروج بنتيجة أفضل لو تجنب لاعبوه بعض الهفوات الزائدة ولو لم يرتكب مارسيال كواسي هفوة مجانية في وسط الميدان على سعد بقير كلفته ورقة حمراء عقدت وضعية زملائه. صافرة هيثم قيراط زادت بدورها من متاعب «البقلاوة» حيث دخل الحكم «الدولي» في حسابات ضيقة لا يعلم أسبابها إلاّ هو ومن عينه، حرمت الملعب التونسي من ضربة جزاء مستحقة في بداية الفترة الثانية لبن علي مع ورقة صفراء ثانية لعلي المشاني كانت كفيلة بتغيير مسار المواجهة ولكن إبن هشام قيراط كان له رأي آخر. قيراط أخطأ في حق «البقلاوة» التي «تحرقت» من أخطاء قضاة الملاعب في الجولات السابقة حيث خسرت في بنزرت بهدف مسبوق بتسلل واضح وحرمت في لقاء سيدي بوزيد من ضربة جزاء لا غبار عليها وهو ما يقتضي تحرك المسؤولين حتى لا تتواصل هذه المظالم مستقبلا. «السوداني» مكسب أشرنا في أعداد سابقة إلى أن المهاجم محمد عبد الله السوداني قدم مؤشرات طيبة خلال مباراة النجم الساحلي وأنه قادر على أن يكون حلا كبيرا للعقم الهجومي للفريق وهو ما تأكد في مباراة الجمعة حيث كان الموريتاني أفضل لاعب في «البقلاوة» وشكل خطرا على دفاع الترجي، حيث سجل هدف فريقه الوحيد «بصنعة» كبيرة كما كان وراء جل الفرص الخطيرة على مرمى بن شريفية، وهو ما يثبت بأن هذا اللاعب مكسب حقيقي للفريق وسيكون عطاؤه أكثر غزارة في الجولات القادمة. عرضان رسميان ل«الدريدي» يبدو أن أيام المدرب لسعد الدريدي باتت معدودة في باردو وذلك عقب العرضين المغريين اللذين تلقاهما في الساعات الأخيرة من الملعب القابسي والنادي البنزرتي، حيث تلقى الدريدي اتصالا من مسؤولي «الستيدة» لتعويض مراد العقبي كما علمنا أن مدرب «البقلاوة» سيجلس إلى يوسف البنزرتي للنظر في إمكانية قيادة الفريق بما بأنّ الزواوي لن يواصل تدريب ال«CAB» وسيكتفي بمهمة المشرف العام على النادي. الدريدي كان بإمكانه المغادرة لأنه لا يرتبط بعقد مع الفريق ولكن حبه للأحمر والأخضر والتزامه الأخلاقي مع هيئة بن تونس منعاه من المغادرة رغم عدم معارضته لمناقشة العرضين. الحل في يد «بن تونس» قلنا أن الدريدي لم يرفض عرض الملعب القابسي لاعتبارات منطقية أولها مشاركة الفريق في مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي الموسم القادم ولكنه اشترط الحصول على موافقة رئيس «البقلاوة» غازي بن تونس الذي كانت له مساء اليوم جلسة خاصة مع الدريدي تم خلالها الحديث في جل المواضيع التي تهم مستقبل الرجل مع النادي. بقاء الدريدي في «البقلاوة» غير مستبعد ولكنه سيكون بشرط القيام بجملة من الانتدابات المدروسة لأن الرصيد البشري الحالي لا يمكن معه الذهاب بعيدا. فهل سيستجيب بن تونس لطلبات المدرب وينجح في إقناعه بالمواصلة؟ أم أن إغراءات «الستيدة» وال«CAB» ستكون أكبر؟ موضوع للمتابعة....