من المنتظر أن تنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس في جريمة تحويل وجهة فتاة باستعمال العنف ومحاولة مواقعتها وجريمة سرقة واعتداء بالعنف تورط فيها ثلاث شبان ادينوا ابتدائيا بالسجن مدة سبع سنوات فاستأنفوا الحكم وسيمثلون يوم 3ديسمبر أمام أنظار محكمة الاستئناف . أطوار هذه القضية تعود الى شهر أكتوبر 2014 عندما توجهت مجموعة من الأصدقاء تضمّ ثلاثة شبان وفتاتين للقيام بجولة كانت اجواؤها في البداية مرحة لكن حدث ما عكر صفوها اذ اعترض سبيلهم أربعة شبان حوّلوا وجهة إحدى المرافقات إلى جهة غير معلومة بعد سلب الفتاة الثانية والاعتداء بالعنف الشديد على الشبان الثلاثة ومباشرة بعد مغادرة المتهمين مسرح الجريمة استنجد أحد الشبان المتضررين بأحد معارفه مدليا له بأوصاف أحد المتهمين فتوجه اليه مباشرة حيث دأب على التواجد عادة الا انه لم يجده فانتظره واعتدى عليه بالعنف الشديد إلى أن ادلى بمكان اخفاء الفتاة التي تم تحريرها من قبضة الجناة فيما تعقد الوضع الصحي للشاب فتم نقله إلى المستشفى حيث خضع لعملية جراحية وبعد سماع أقواله أدلى بشهادته بخصوص تعرضه للعنف من طرف شخص مجهول لكن بمزيد التحري حول الواقعة تم التوصل إلى هوية المعتدي الذي بالتحري معه حول أسباب الاعتداء وظروفه اعترف بكافة التفاصيل فتم استدعاء بقية الأطراف المتضررة من اجل الاستماع إلى اقوالهم فيما تم بعد استشارة النيابة العمومية الاذن بالاحتفاظ بالمتهم بالاعتداء بالعنف الشديد. وبالتحري مع الفتاة المتضررة – التي تم اختطافها واحتجازها- قالت إن أربعة شبان اختطفوها عنوة أثناء قيامها بجولة مع اصدقائها ثم احتجزوها بمنزل أحدهم مضيفة أنه تم الاعتداء عليها بالعنف لكن قصر الوقت لم يسعف الجناة للنيل منها حيث انقذت بعد وقت قصير حوالي ساعتين بعد اختطافها فيما أكد بقية أصدقائها – الشهود- أنهم خرجوا للقيام بجولة في إحدى الحدائق لكنهم فوجئوا بالمجموعة تطوقهم وتعتدي عليهم بالعنف وتسلبهم ما بحوزتهم واختطاف الفتاة امام اعينهم دون أن يقدروا على فعل أي شيء مما اضطر صديقهم إلى الاتصال بأحد معارفه ليعلمه بالواقعة خاصة ان الفتاة المختطفة كانت ضيفة قريبتها التي رافقتها في الجولة وأن الصديق الي تم الاتصال به اضطرّ للاعتداء بالعنف على احد الجناة من أجل انقاذ الفتاة المختطفة من أي مكروه وبعد الاستماع إلى اقوال المتضررين تمت إحالة الملف على أنظار قاضي التحقيق الذي استمع مجددا إلى أقوالهم .في المقابل اعترف الجناة بما نسب اليهم واثر ختم التحقيق وجهت لهم تهمة تكوين وفاق من أجل الاعتداء على الاشخاص وتحويل واحتجاز فتاة وقد تم الطعن في هذا القرار من طرف المتهمين لدى دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس على اساس غياب ما يثبت وجود ركن تكوين وفاق خاصة أن المتهمين قد اكدوا أن فكرة سلب المتضررين كانت صدفة ولا يوجد ما يفيد بالإعداد للجريمة أو ما يفيد في ملف سوابقهم أنهم قد ارتكبوا في نطاق وفاق جرائم سلب أو ما شابه ذلك وهو ما يجعل القرار قاصر التعليل وأن ما هو ثابت حسب اعترافات المتهمين وجود جريمة تحويل وجهة فتاة دون احتجازها لانه كان بإمكانها الخروج حيث لم يتم اغلاق الباب وهو ما صرحت به لدى باحثي البداية وأمام التحقيق. وقد نقضت دائرة الاتهام قرار ختم البحث ووجهت للمتهمين تهمة تحويل وجهة فتاة باستعمال العنف ومحاولة ومواقعتها والاعتداء بالعنف الشديد والسلب وأحيل الملف على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس التي حكمت على المتهمين بسبع سنوات سجنا فتم استئناف الحكم .