التونسية (تونس) من المنتظر أن تنظر إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس في منتصف شهر ديسمبر في جريمة قتل راح ضحيتها شاب مختل عقليا تم تحويل وجهته والاعتداء عليه بفعل الفاحشة من طرف الجاني قبل أن يعمد إلى طعنه بواسطة آلة حادة على مستوى بطنه في محاولة منه لطمس معالم جريمته. ورغم محاولة إسعاف المتضرر فقد لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها. وقد أدين المتهم بالسجن بقية العمر فاستأنف الحكم الصادر ضده وسيمثل قريبا أمام أنظار محكمة الاستئناف بتونس. وقد انطلقت هذه القضية على إثر بلاغ تقدمت به عائلة شاب مختلا عقليا في شهر ديسمبر 2013 إلى السلط الأمنية ذكرت ضمنه أن ابنها غادر المنزل للقيام بجولة كالمعتاد في الحي وأنه متعود على التجول بمفرده لأنه معروف في المنطقة غير انه على غير عادته تأخر في العودة مما بعث الحيرة والخوف في نفوس أفراد عائلته التي بحثت عنه في كل مكان غير انه تعذر عليها العثور عليه. وبموجب هذا الإشعار تم تكثيف التحريات وعثر على الشاب جثة هامدة في اليوم الموالي وسط بناية مهجورة فتم إشعار وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس وأذن بعرض الجثة على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة ,فيما إذن بفتح تحقيق في الجريمة. وبانطلاق التحريات تم سماع أقوال عائلة المجني عليه التي أفادت أنها توجه أصابع الاتهام إلى شاب سبق للضحية أن تبرّم منه وأعلم أنه حاول التحرّش به وهو شاب من ذوي السوابق العدلية تورط في جرائم اعتداء بالعنف الشديد واغتصاب فتم إلقاء القبض عليه. وباستنطاقه أنكر ما نسب إليه وأفاد انه كان نائما بمنزل صديقه في الكرم وانه لم يكن في المنطقة. فتم استدعاء صديقه الذي أكد كلامه غير أنّ ذلك لم يُقنع باحثي البداية خاصة أنّ أحد الأجوار بالمنطقة أكد أنه شاهده في حدود الساعة السادسة مساء بالحي يوم الجريمة. وبمواجهته بذلك تمسك المتهم بالإنكار إلى أن كان الدليل القاطع الذي لم يملك حياله الجاني المراوغة اذ عثر بمسرح الجريمة على خاتم تبين بعرضه عليه أنه ملك له حينها اعترف هذا الأخير بتفاصيل جريمته وأفاد أنه توجه إلى إحدى الحانات واحتسى كمية من المشروبات الكحولية وبينما كان عائدا إلى منزله اعترضه الشاب فقرر تحويل وجهته للنيل منه وأنه قام باستدراجه وأعلمه أنه سيمكنه من بعض الحلويات التي يعلم جيدا أنه يحبّها كثيرا فرافقه إلى بناية مهجورة حيث قام بمفاحشته لكن المجني عليه أبلغه أنه سيعلم والديه بما اقترفه في حقه فهدده بالانتقام منه غير أنّ الشاب الضحية بدا عليه عدم الاكتراث فأخرج الجاني آلة حادة وقرر التخلص منه حتى لا يتم الكشف عن جريمته وطعنه على مستوى بطنه وتركه مضرجا بدمائه ثم توجه إلى منزل صديقه لقضاء الليلة هناك ولم يعلمه بالجريمة حتى يبعد عن نفسه التهمة والإيهام بعدم تواجده بالحي يوم الجريمة. وقد أكد المتهم أن حالة السكر التي كان عليها هي التي جعلته يقدم على هذا الفعل الإجرامي وأعرب عن ندمه. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون. وقد تمسك المتهم بأقواله لدى قاضي التحقيق وبعد ختم الأبحاث وجهت له تهمة القتل العمد المسبوق بجريمة الاعتداء بفعل الفاحشة وأحيل على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس. وباستنطاقه من طرف القاضي تمسك بنفس تصريحاته. أمّا الدفاع فقد التمس من هيئة المحكمة التخفيف عن منوبه قدر الإمكان وتغيير التكييف القانوني للجريمة واعتبارها جريمة اعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت دون قصد القتل. المحكمة بعد المفاوضة قضت بإدانته بالسجن بقية العمر فاستأنف المتهم الحكم املا في تخفيف العقوبة المسلطة عليه .