قررت الحكومة منع الطائرات الليبية من الهبوط بمطار تونسقرطاج مشيرة الى أن كافة الرحلات القادمة من ليبيا ستهبط في مطار صفاقس الدولي. وقالت مصادر ل«التونسية» إنّ أسباب هذا القرار «أمنية» مشيرة إلى أنه تمّ إرسال برقيات لشركات طيران ليبية تخبرها بتحويل جميع رحلاتها القاصدة مطار قرطاج الدولي بالعاصمة تونس إلى مطار صفاقس وأن تنفيذ هذا الاجراء سيبدأ اعتباراً من اليوم وحتى يوم 25 من الشّهر الجاري، مشيرة إلى أن هذه المدة قابلة للتمديد إذا اقتضت الضرورة ذلك. ويأتي هذا القرار بعد أيام قليلة من إغلاق الحدود البرية مع ليبيا لمدة 15 يوما بعد هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف حافلة لحرس الأمن الرئاسي وخلّف 12 شهيدا. وتعليقا على هذا القرار، قال غازي معلّى المختص في الشأن الليبي في تصريح ل«التونسية» إنّ هذا القرار أمني بامتياز ومنتظر ويحصل في جميع دول العالم مشيرا الى ان الظرف الامني والتهديدات الارهابية تقتضي اتّخاذ كل الاحتياطات الامنية وتأمين كل مؤسسات الدولة من أي عمل ارهابي محتمل. وأضاف معلى انه كان من الضروري تخفيف الضغط عن مطار تونسقرطاج لمزيد النجاعة الامنية خاصة ان 40 بالمائة من الرحلات الدولية ليبية مؤكدا ان تحويل الرحلات الليبية الى مطار صفاقس سيخلق حركية اقتصادية في المدينة. غير ان مراقبين للشأن الأمني أكدوا ان القرار ربما جاء على خلفية تزايد الشكوك باحتمال استعمال إرهابيين من ليبيا طائرات لتنفيذ هجوم دموي في مطار تونسقرطاج خاصة بعد نشر صحيفة «الشرق الأوسط» خبرا مفاده ان مصادر عسكرية ليبية أكدت أن عناصر تنظيم «داعش» في مدينة سرت (شمال وسط ليبيا) يتدربون على قيادة الطائرات من خلال جهاز محاكاة «سميوليتر» للطيران. وحسب الصحيفة، تم تحديد عملية تحريك موقع التدريب قرب مطار سرت الدولي الذي يسيطر عليه التنظيم وتوجد فيه عدة طائرات معطوبة. وقال أحد قادة الجيش الليبي التابع للواء خليفة حفتر خلال زيارة أخيرة للقاهرة، إن مجموعة من قادة «داعش»، بينهم ضباط متقاعدون من ليبيا وعدة بلدان مجاورة، حصلوا على أول جهاز «سميوليتر» للطيران خلال شهر أكتوبر الماضي، ويخص قيادة طائرات مدنية، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية جمعت معلومات جديدة من سرت خلال الأسبوعين الماضيين ترجح وصول جهاز محاكاة آخر لطائرات حربية. يأتي ذلك فيما أعلن مسؤول عسكري في القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا أن «داعش» يحاول التمدد نحو مدينة اجدابيا في شرق ليبيا، وأن هذه القوات تحاول منعه عبر تنفيذ غارات جوية على أهداف له.