قال مساء أمس راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» في حوار مع قناة «الجزيرة » ان لا مصلحة لتونس حاليا في تغيير رئيس الحكومة الحبيب الصيد و ان حركته لا ترى موجبا لذلك خصوصا أنه يحظى بدعم رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. وأكد الغنوشي ان «النهضة» في شراكة مع «نداء تونس» وأنها ليست مع شق معين في «النداء» على حساب شق آخر و ذلك في معرض رده على أسئلة حول أزمة «النداء» متمنيا أن يتوصل «الندائيون» إلى توافقات داخلية خدمة للبلاد. من جهة أخرى، أكد الغنوشي انه لن يكون في استقبال الرئيس المصري « عبد الفتاح السيسي» في صورة زيارته لتونس مشيرا الى ان حركة «النهضة» ليست هي من يحدد السياسة الخارجية لتونس وان الدولة هي الجهة الرسمية التي تتخذ هذا القرار. وتابع «نحن لا نرغب في ذلك، ولن أكون بين مستقبلي السيسي إذا زار تونس».وحول تصريح نائبه عبد الفتاح مورو بأنه سيستقبل السيسي، قال الغنوشي «مورو له منصب رسمي هو نائب رئيس مجلس الشعب، ومنصبه قد يقتضي ذلك، أما أنا فلست في منصب رسمي يقتضي مني ذلك». وبشأن تقييمه لتجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر، قال الغنوشي «مبدئيا الإخوان وصلوا إلى الحكم بانتخابات حرة نزيهة وأزيحوا منها بعملية غير ديمقراطية، وهم مظلومون وقد تعرضوا لمظالم كبرى، ويحق نصرتهم حتى يستعيدوا حقوقهم». وشدد الغنوشي على أهمية الدور العربي والإقليمي المناط بعهدة مصر باعتبارها أكبر دولة عربية، غير أنه انتقد واقع نخبتها الحالية التي قال إنها فشلت في إدارة الحوار بينها حتى الآن، مطالبا بإصلاح حقيقي ومصالحات حقيقية بين كل النخبة المصرية، مضيفا «لا أحد رابح من وراء سياسة العنف والإقصاء». وحول الانشقاق في حزب «نداء تونس» ، قال الغنوشي إن هذا الحزب «هو الأكبر في البلاد وتشكل من روافد كثيرة، وإذا وقع خلاف بينها فنتمنى أن يصل إلى وفاق، ونتوقع أن يصل زعماؤه إلى وفاق بينهم لصالح الحياة السياسية في تونس». وأضاف «نحن في النهضة في شراكة مع حزب اسمه «النداء»، ونحن حريصون على هذه الشراكة، ومسألة من يقود «النداء» هي شأن داخلي». أما عن حزب الرئيس السابق منصف المرزوقي، فقال الغنوشي إن «حزب المؤتمر» حزب صديق خضنا معه تجربة حكم «الترويكا»، ونحفظ الود معه، وليس لدينا صراعات ذات طابع جذري مع حزب المرزوقي أو أي حزب آخر». وفي ما يتعلق بالاستقرار الأمني بتونس في عهد الحكومة الحالية، اعتبر الغنوشي أن الوضع في بلادنا أفضل من أوضاع الكثير من دول المنطقة، وقال إن الوضع الأمني بتونس لم يصل إلى مرحلة الخطر أو عدم القدرة على السيطرة عليه. ووصف الغنوشي حركة «النهضة» بأنها حزب إسلامي حداثي تونسي وطني، وجزء من الأمة العربية والإسلامية والإنسانية. وقال «لسنا متلهفين للحكم، وقد جربناه وتنازلنا عن سلطة مستحقة لنا، ونطالب بمضي بلادنا نحو تحقيق أهداف الثورة في التنمية والعدالة الاجتماعية وتشغيل الشباب وهزم الإرهاب». وعما إذا كان هو صاحب قرار تخلي «النهضة» عن الحكم، وعما اذا كان قد هدد بالاستقالة إذا لم تستجب الحركة لطلبه، قال الغنوشي إن «النهضة حركة مؤسسات، وأي قرار لا يمكن أن ينفذ إلا إذا تم إقراره من قبل هذه المؤسسات». وعن المصالحة في ليبيا، قال الغنوشي إن العقبة أمامها هو فشل النخبة الليبية في إدارة الحوار بعيدا عن التدخلات الخارجية. أما عن علاقة «النهضة» بالجزائر فقد وصف رئيس «النهضة» الجارة الجزائر بالشقيقة الكبرى، مشيرا الى أن العلاقة معها على أحسن ما يرام، واستدرك قائلا إن الجزائر تعتبر «النهضة» جزءا من حالة الاستقرار في تونس. وبشأن الوضع في سوريا، قال الغنوشي إن الشعب السوري هو صاحب الأمر، داعيا قوى المعارضة السورية إلى الحوار والتوافق، وإلا فإن الأبواب ستظل مفتوحة للتدخل الخارجي، معتبرا أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد رئيسا لهذا الشعب بعد أن قتل ما قتل من أبناء شعبه وهجّر نصفه. وأعرب الغنوشي عن عدم ارتياحه لمصطلح «الإسلام السياسي»، وقال «نحن مسلمون ديمقراطيون»، معتبرا أن التيار الإسلامي عموما يرفض العنف سبيلا للوصول إلى السلطة، وأنه يقبل الديمقراطية والعلمانية في إطار القوانين والمؤسسات الديمقراطية. وقال إن المنطقة العربية تمر بمخاض ديمقراطي سيفضي إلى ديمقراطية وإصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية تقرّب الحكام من المحكومين، معربا عن اعتقاده بأن التغيير ماض، ويرجو أن يستمر بغير عنف حتى لا يدخل الإرهاب الذي هو الداء وليس الدواء.