التونسية (تونس) نظرت أول أمس احدى الدوائر الجناحية بباجة في جريمة عقوق واستهلاك مخدرات تورط فيها شاب عنّف والدته وبرر جريمته بكونه كان في غير وعيه جراء تناول مخدرات وقد أسقطت والدته حقها في التتبع بعد أن أعرب عن ندمه وقضت المحكمة بسجنه شهرين بتهمة عقوق الوالدين وسنة من أجل استهلاك المخدرات. وقد انطلقت الأبحاث في هذه القضيّة اثر شكاية تقدمت بها امرأة إلى السلط الأمنية في شهر أوت الفارط أفادت ضمنها أن ابنها عاد إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل وكان كالعادة في حالة غير طبيعية بسبب استهلاك «الزطلة» مضيفة أنه حال دخوله المنزل شرع في التلفّظ نحوها بألفاظ منافية للأخلاق وطلب منها تمكينه من ألفي دينار ثمن «حرقة» إلى ايطاليا لأنه سئم العيش بتونس بسبب البطالة وظروفه الاجتماعية. وقالت الأم إنها رفضت وأعلمته أنها غير قادرة على توفير هذا المبلغ وطلبت منه البحث عن عمل والابتعاد عن الأوهام مشيرة إلى أن هذا الكلام لم يعجبه وانتابته حالة من الهيجان وشرع في تهشيم أثاث المنزل وأنها تقدّمت إليه وحاولت صدّه بكل ما أوتيت من قوة لكنه انهال عليها ضربا حتى سالت الدماء من أنفها وفمها فأطلقت عقيرتها بالصياح وهبّ الأجوار لنجدتها فوجدوه يمسك بها من وشاحها حتى كاد يخنقها وخلصوها من قبضته فيما فرّ هو من المكان. وبعد أن تلقت الإسعافات تقدمت الأمّ ضدّه بالشكاية أعلاه طالبة تتبّعه عدليا من أجل ما نسب اليه خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يعمد فيها إلى مثل هذا التصرف. وبسماع أقوال المظنون فيه اعترف بذنبه مبرّرا ذلك بأنه لم يكن في وعيه بسبب استهلاك المخدرات وأعرب عن ندمه عما بدر منه في حق والدته. وبعد ختم التحريات معه أحيل المتهم على أنظار إحدى الدوائر الجناحية بباجة لمقاضاته من أجل الاعتداء بالعنف الشديد على والدته اضافة إلى تهمة استهلاك المخدرات. وبالتحرير عليه من طرف القاضي أعاد الابن أقواله السابقة وطلب الصفح مع استعداده للعلاج من الادمان. أما لسان الدفاع فقد إلتمس من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله وإعطائه الفرصة لتدارك أخطائه والابتعاد عن عالم الإدمان كما طلب من هيئة المحكمة الاعتداد بكتب الإسقاط المقدم من قبل المتضررة. المحكمة بعد المفاوضة قضت بإدانته على النحو المضمن أعلاه.