مرة أخرى تعود لجنة التعيينات في الادارة الوطنية للتحكيم بطلعة تثير الاستغراب وتمهّد لاحتقان كبير بين جماهير الأندية خاصة في ما يتصل باللقاءات التي ترتفع خلالها درجة الرهان مثل الكلاسيكو المرتقب عشية غد الأحد في الملعب الأولمبي بسوسة بين النجم الساحلي والنادي الصفاقسي الذي تم «اصطفاء» مراد بن حمزة دون جميع حكّام الكرة في تونس لادارته.. قلنا ان لجنة «بركات» وما خفي من رجالاتها في الظلام «اصطفوا» بن حمزة لادارة الكلاسيكو المرتقب رغم أن الرجل مكشوف الهوى والانتماءات بما أنه معروف بحبه للنجم الساحلي وهو أصيل احدى جهات الساحل رغم اقامته في تونس بحكم وظيفته في السلك الأمني ولا تحتاج ميولاته الكروية الى تنقيب ومجهود كبيرين للوصول الى حقيقتها، فهي معلومة حتى لدى الجمهور الرياضي، وهذا كان كافيا لإشعال نيران الغضب بين جماهير النادي الصفاقسي والتي لم تفهم ولم تهضم دواعي تعيينه لمواجهة يكون النجم الساحلي طرفا فيها.. الغريب أن بن حمزة نفسه عبّر منذ سنتين تقريبا عن استياء كبير حين علّلت الادارة الوطنية للتحكيم عدم تعيينه يومها لإدارة «الفينال» بين الصفاقسي وليتوال بأنه «ساحلي»، فكان أن انفجر بن حمزة نفسه غاضبا ليقول: «عيّنوني للقاءات النجم في البطولة ورفضوا منحي شرف ادارة نهائي الكأس، فهل أنا ساحلي في «الكأس» ومانيش ساحلي في البطولة»؟ المهم أن الاعتماد على بن حمزة أجّج المشاعر الغاضبة بين جماهير «السي أس أس» التي تحتفظ بسجّل أسود لهذا الحكم خلال المواجهات التي أدارها لفريقها، ومنها لقطة الهدف الذي احتسبه خلال الجولة الأولى ايابا لنادي جوهرة الساحل في مرمى رامي الجريدي رغم أن الكرة لم تجتز يومها الخط النهائي.. وتندّر عدد من الصفاقسية بالقول ان هيئة رضا شرف الدين ذاتها ومعها إدارة التحكيم يعرفان مليّا الانتماء الرياضي لبن حمزة فكان أن منحاه شرف إدارة الودّ بين «ليتوال» وأولمبيك مرسيليا اقتداء بما جدّ مع سليم الجديدي ذات يوم في لقاء أولمبيك ليون والنادي الافريقي على هامش احتفال نادي باب الجديد بالتسعينية.. كل هذه المعطيات جاءت لتثبت كلام حسين جنيّح (وان كان ما قاله في سياق عكسي) عن وجود رائحة مريبة تنبعث من سلك التحكيم..ويبدو أن مفعولها زكم الأنوف وجعل بركات وعواز وبقية رجال القبيلة لا يفرّقون بين «الساحلي» وغيره في ما يتصل بادارة مواجهات النجم...