استاذ موارد مائية يحذر من زلزال إثيوبيا وتداعياته على ليبيا و السودان    الداخلية: "الإجراء" ضد أحد المحامين جاء بعد معاينة جريمة "هضم جانب موظف عمومي أثناء آدائه لمهامه"    مجلس وزاري مضيق حول مشروع قانون أساسي يتعلق بتنظيم الجمعيات    عاجل: الإذن بالاحتفاظ بالمحامي مهدي زقروبة    المعهد الوطني للاستهلاك: توجه الأسر 5 بالمائة من إنفاقها الشهري إلى أطعمة يقع هدرها    سيدي بوزيد: توقّعات بارتفاع صابة الحبوب بالجهة مقارنة بالموسم الماضي    اصدار بطاقة ايداع في حق سنية الدهماني    موقعا قتلى وجرحى.. "حزب الله" ينشر ملخص عملياته ضد الاحتلال يوم الاثنين    الصحة الفلسطينية: القصف الإسرائيلي على غزة يُخلّف 20 شهيدا    فرنسا.. 23 محاولة لتعطيل مسيرة الشعلة الأولمبية على مدى أربعة أيام    كاس تونس لكرة القدم : برنامج مباريات الدور ثمن النهائي    اتحاد تطاوين - سيف غزال مدربا جديدا    على خلفية حادثة حجب العلم الوطني بالمسبح الاولمبي برادس ... فتح بحث تحقيقي ضد 9 أشخاص    صفاقس: الإذن بفتح بحث تحقيقي في ملابسات وفاة شاب عُثر عليه ميّتا في منزله بطينة (الناطق باسم المحكمة الابتدائية صفاقس 2)    مصدر قضائي: الإذن بإيقاف شخصين من دول إفريقيا جنوب الصحراء من أجل شبهة القتل العمد مع سابقية القصد    مصالح الحرس الديواني تحجز خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2024 كميات من البضائع المهربة ووسائل النقل قيمتها الجملية 179 مليون دينار    تشكيات من تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    القصرين : عروض الفروسية والرماية بمهرجان الحصان البربري وأيام الإستثمار والتنمية بتالة تستقطب جمهورا غفيرا    وزارة الشؤون الثقافية: الإعداد للدّورة الرّابعة للمجلس الأعلى للتعاون بين الجمهورية التونسية والجمهورية الفرنسية    جراحة التجميل في تونس تستقطب سنويا أكثر من 30 ألف زائر أجنبي    سليانة: تقدم عملية مسح المسالك الفلاحية بنسبة 16 بالمائة    جراحو القلب والشرايين يطلعون على كل التقنيات المبتكرة في مؤتمرهم الدولي بتونس    في معرض الكتاب بالرباط.. احبها بلا ذاكرة تحقق اكبر المبيعات    كرة اليد.. تحديد موعد مباراتي نصف نهائي كأس تونس    وزارة الصحة تنتدب 3000 خطة جديدة خلال السداسي الثاني من 2024    طقس الليلة.. امطار متفرقة ورعدية بعدد من الجهات    ''قطاع التأمين: ''ندعم قانون المسؤولية الطبية.. فلا بد من تأطير قانوني    سعيّد: "أكثر من 2700 شهادة مدلّسة.. ومن دلّسها يتظاهر اليوم بالعفّة"    وزير الفلاحة: مؤشرات إيجابية لتجربة الزراعات الكبرى في الصحراء    سوسة: سائق سيارة تاكسي يعتدي بالفاحشة على قاصر    بنزرت: ضبط ومتابعة الاستعدادات المستوجبة لإنجاح موسم الحصاد    البنك التونسي ينفذ استراتيجيته وينتقل الى السرعة القصوى في المردودية    المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات: الشركة التونسية للبنك تدعم مقاربة الدولة للأمن الغذائي الشامل    معين الشعباني: سنذهب للقاهرة .. كي ندافع عن حظوظنا مثلما يجب    من هو وزير الدفاع الجديد المقرب من فلاديمير بوتين؟    عاجل : الكشف عن وفاق اجرامي يساعد الأجانب دخول البلاد بطرق غير قانونية    الكرم: القبض على افريقي من جنوب الصحراء يدعو إلى اعتناق المسيحية..وهذه التفاصيل..    مغني الراب سنفارا يكشف الستار : ما وراء تراجع الراب التونسي عالميا    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    5 جامعات تونسية تقتحم تصنيفا عالميا    تفاصيل جديدة بخصوص الكشف عن شكبة إجرامية دولية للاتجار بالمخدرات..#خبر_عاجل    مسؤولة بالستاغ : فاتورة الكهرباء مدعمة بنسبة 60 بالمئة    وفاة أول متلقٍ لكلية خنزير بعد شهرين من الجراحة    نائبة بالبرلمان : '' سيقع قريبا الكشف عن الذراع الإعلامي الضالع في ملف التآمر..''    راس الجدير: ضبط 8 أفارقة بصدد التسلل إلى تونس بمساعدة شخص ليبي..    بطولة ايطاليا: تعادل جوفنتوس مع ساليرنيتانا وخسارة روما أمام أتلانتا    المالوف التونسي في قلب باريس    دربي العاصمة 1 جوان : كل ما تريد أن تعريفه عن التذاكر    مصر: انهيار عقار مأهول بالسكان في الإسكندرية وإنقاذ 9 أشخاص    نتنياهو: نناقش "نفي قادة حماس.."    بين الإلغاء والتأجيل ... هذه الأسباب الحقيقة وراء عدم تنظيم «24 ساعة مسرح دون انقطاع»    دراسة تربط الوزن الزائد لدى الأطفال بالهاتف والتلفزيون..كيف؟    مئات الحرائق بغابات كندا.. وإجلاء آلاف السكان    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد صالح الحدري ل«التونسية»:«داعش» ذراع الصهيونية للسيطرة على الوطن العربي
نشر في التونسية يوم 21 - 12 - 2015


تدمير المنطقة يتمّ بسلاح غربي وتمويل عربي
أمريكا عملاق بساقين من طين وروسيا لن تسمح بسقوط الأسد
مرتزقة أنقليز وإسرائيليين وعرب يقاتلون مع «داعش»
المستقبل للصين والهند وإفريقيا
حاورته: سنيا البرينصي
محمد صالح الحدري عقيد عسكري متقاعد شغل عدة مناصب عليا بالمؤسسة العسكرية، من ذلك خطة مستشار عسكري لدى الوزير الأول لمدة خمس سنوات في عهد بن علي، ورئيس التشريفات بديوان وزير الدفاع وقتئذ، وخطة مسؤول بقسم العمليات بأركان جيش البرّ ورئيس قاعة العمليات بوزارة الداخلية لمدة سنتين ورئيس قسم العمليات بأركان اللواء الأول بقابس لمدة شهر.
تخرج العقيد الحدري من المدرسة العسكرية للادارة والمدرسة العسكرية للمشاة بمونبيليي الفرنسية، وايضا من مدرسة المدرعات بفورت نوكس وكلية القيادة والاركان بفورت لافن وورث الامريكيتين، وكذلك من المدرسة الحربية العليا ومعهد الدراسات السياسية بباريس.
شارك الحدري في حرب اكتوبر 1973 كآمر سرية قيادة واسناد ضمن فوج مشاة دفاعا عن بور سعيد المصرية. تم اعتقاله وسجنه ب8 سنوات في التسعينات في ما يعرف بقضية «براكة الساحل» بتهمة تدبير انقلاب ضد بن علي.
بعد سقوط بن علي أسّس الحدري «حزب العدل والتنمية»، ليعتزل العمل السياسي في افريل الفارط ويؤسس بمعية عسگريين قدامى ومدنيين جمعية «ألوية الدفاع المدني» التي من اهدافها المساهمة في المجهود الوطني في الحرب على الإرهاب.
«التونسية» التقت الرجل في حديث شخص فيه الواقع الاقليمي والدولي الراهن في قراءة استراتيجية جيو سياسية تحليلية لظاه‍رة الارهاب: اسبابها ومسبباتها واهدافها وتداعياتها على المنطقة العربية، اضافة الى الأيادي التي تحركها تمويلا وتسليحا وتستّرا، دون نسيان التعريج على تاريخ ظهور هذه الآفة كفكرة، الى جانب قضايا أخرى.
على خلاف العادة ننطلق من قراءتكم للوضع الإقليمي والدولي الساخن في ظل الدفع نحو تكريس النظام العالمي الجديد عبر ترسيخ نظرية «الفوضى الخلاقة» وتداعياته على الخارطة الجديدة للمنطقة؟
على إثر انهيار الإتحاد السوفياتي أصبح هناك قطبا واحدا تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تبين أن هذا القطب الواحد بساقين من طين وبدأ يضعف مقابل صعود الصين ودول «البريكس»، كذلك عادت روسيا للتموقع كقوة دولية عظمى خاصة في مجال الإستراتيجية العسكرية، علما أن القدرات العسكرية الروسية تفوق الغرب وكذلك أمريكا، لا سيما من حيث امتلاكها الصواريخ العابرة للقارات والعابرة للبحر، وأيضا بالنسبة لتفوقها في الفضاء الخارجي.
اليوم روسيا تعود إلى المشهد الدولي وتبرهن أنها القطب الدولي الثاني وقد تصبح الأول. تدخل روسيا في سوريا قلب الموازين بالكامل، فهي التي تحارب تنظيم «داعش» فعليا في سوريا وهي من أوقفت تجارة هذا التنظيم نحو تركيا بفضح عملية نقل النفط السوري إليها، وهنا يجب الإشارة إلى أن روسيا هي الأقوى في مجال التجسس. نضيف أن الرجوع القوي للدب الروسي جاء بعد التقهقر الإقتصادي الأمريكي إثر سيطرة الصين على التجارة العالمية، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية مدينة للصين، علما أن هذه الديون كبيرة جدا، لكن الصين وهي ثاني قوة اقتصادية في العالم لا ترغب في إفلاس أمريكا حتى لا تخسر ديونها.
كيف تتوقع العالم في 2030؟
سيكون هناك تقهقر للدول الأوروبية وأمريكا مقابل صعود الصين والهند، وحسب تقرير أمريكي صادر في جانفي 2015، فإن الدول التي ستشهد تقدما في 2030 هي الدول الإفريقية، حيث ستحقق نسبة نمو اقتصادي كبيرة في المستقبل،و ذلك نظرا لأن القارة الإفريقية تزخر بالثروات، اضافة الى أن سكانها اكتشفوا أن عليهم استغلال ثرواتهم بأنفسهم، ولذلك تحول الصراع اليوم على السوق الإفريقية.
الولايات المتحدة سعت إلى تطبيق نظرية «الفوضى الخلاقة» التي تحدثت عنها كونداليزا رايس ، وهذه «الفوضى الخلاقة» سماها جورج بوش «الحرب الصليبية»، وذلك في إطار رغبة أمريكا في مراجعة واقع اتفاقية «سايكس بيكو» عبر إعادة تفتيت المفتت إلى دويلات صغيرة وضعيفة حتى لا تشن إسرائيل حروبا على جيرانها وليظل الكيان الصهيوني هو القوة الوحيدة في الشرق الأوسط.
هل كانت بداية هذا المخطط عبر تكريس نظرية «الإنتقالي»، أي عبر دفع البلدان العربية المستهدفة من الإنتقال من مرحلة الدكتاتورية إلى الديمقراطية، وبعد ذلك الدفع نحو إنجاح هذا المسار الإنتقالي وفق منظورهم طبعا؟
في إطار نظرية الإنتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية هم يريدون إظهار تونس كمثال ناجح حتى تنسج الدويلات الصغيرة بعد تفتيتها على منوالها، ولذلك هم حريصون على إنجاح التجربة الإنتقالية الديمقراطية في تونس، وخاصة أمريكا وألمانيا وفرنسا. ألمانيا تدخلت بقوة في الشأن العام التونسي خلال السنوات الأخيرة، وعديد الجمعيات الألمانية (ONG) تنشط في بلادنا وتنفق أموالا طائلة على الندوات العلمية المتعلقة بكيفية إرساء الديمقراطية، كذلك قامت هذه الجمعيات بدورات تكوينية للمسؤولين عن عدد من الأحزاب السياسية وخلال التحضير للإنتخابات.
وإلى أي طرف سياسي انحازت الجمعيات الألمانية في فترة الإنتخابات؟
عندما تم تأسيس «نداء تونس» انخرطت الجمعيات الألمانية في دعمه. ألمانيا والإتحاد الأوروبي ككل وأيضا أمريكا أرادت خلق توازن بين قطبين سياسيين إثنين في تونس هما «النداء» و«النهضة»، إلا أن الجمعيات الألمانية انحازت تماما ل«نداء تونس» اضافة الى أن ألمانيا وأمريكا تمدّاننا بتجهيزات أمنية وعسكرية هامة لمقاومة الإرهاب.
يرى ملاحظون أن من صنع الإرهاب يمد الشعوب المستهدفة بأسلحة لمكافحته، وهل صحيح أن «داعش» صناعة مخابراتية صهيونية فكرة وتجسيدا؟
تنظيم «داعش» كفكرة هو صناعة بريطانية، أي صنيع المخابرات البريطانية (MI6)، وذلك بالتوازي مع نشر «الفوضى الخلاقة». بريطانيا وأمريكا والكيان الصهيوني تحيّنوا الفرصة لتنفيذ مخططهم لإعادة تقسيم المنطقة ونشر «الفوضى الخلاقة» بعد أن تم إضعاف العراق.
يجب الإشارة هنا إلى أن أمريكا ارتكبت خطأ فادحا عندما قامت بحل الجيش العراقي، وهو ما اعترف به الأمريكان أنفسهم. أما الخطأ الثاني فهو دعمهم الشيعة على حساب السنّة وتغذية الطائفية في العراق، مما خلق رد فعل سني من العشائر العراقية التي ساندت أبو بكر البغدادي (علما أن هذا الأخير من أتباع بن لادن) على خلفية أنه يحارب الشيعة التي هضمت حقوقهم، وفق تقديرهم، لتجد بذلك إسرائيل الفرصة سانحة للقيام بتدريب البغدادي لدى الموساد حتى يشكل تنظيم «داعش» ويتحرر من تنظيم «القاعدة»، بمعنى أن يكون «داعش» بديلا ل«القاعدة»، ليعلن لاحقا نفسه خليفة لما يسمى ب«تنظيم الدولة الإسلامية».
و توجد شهادات حول صناعة الأطراف المذكورة ل«داعش»، من ذلك شهادة للجنرال الامريكي ميشال فلين، استقال من منصب المخابرات العسكرية الأمريكية (DIA)، في افريل 2014 و قام بفضحهم، حيث قال إن «نشأة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة هي نتيحة قرار اتخذه البيت الابيض بكل وعي».
كذلك توجد كتاب هيلاري كلينتون «خيارات صعبة» الذي تقول فيه إن «الإدارة الامريكية قامت بتأسيس داعش لتقسيم منطقة الشرق الأوسط». أما الكاتب ميشال كولون فذكر ما اعلنه غراهام فولر العضو في المخابرات الامريكية في هذه الشهادة «كل ما يقال في الغرب حول خطر الإسلام وحول رفض المسلمين الاندماج في المجتمع الغربي هو مجرد صرف للأنظار عن الأسباب الحقيقية للإرهاب»، كما يقول ايضا أن ذلك الأمر هو «ستار دخاني لحجب الأنظار عن الأسباب الحقيقية»، وفي تعليقه على ما قاله غراهام فولر، يقول ميشال كولون «الحقيقة واضحة امامنا، الولايات المتحدة قوة فالسة لا تستطيع ان تحافظ على مركزها إلا بالحروب».
كذلك توجچد شهادة اخرى لادوغرد سنودن، جاسوس أمريكي فرّ من موطنه الى روسيا يقول فيها «تنظيم «داعش» ليس الا خطة أمريكية اسرائيلية بريطانية تهدف الى جمع اغلبية متطرفي العالم في تنظيم واحد لنشر الفوضى في الشرق الاوسط، مما يمنح اسرائيل والعالم الغربي فرصة اكبر للسيطرة على ثروات المنطقة».
من يمول «داعش»؟
مؤخرا كشفت كل من سوريا وروسيا دور سيارات «تويوتا» الرباعية الدفع واليابانية الصنع التي يستعملها تنظيم «داعش». سوريا وروسيا قدمتا للجهة المصنعة ارقام محركات هذه السيارات، وطلبتا تقريرا عن الجهات التي اشترتها، فكانت النتيجة أن هذه الدول هي دول عربية شرق أوسطية. هذا الأمر يبين بوضوح من هم مموّلو الإرهاب في العراق وسوريا، ثم بعد ذلك في درنة وسرت الليبيتين.
ما هي الأسباب التي تجعل من الدول المشار إليها تسعى إلى تدمير سوريا والعراق، وكذلك ليبيا؟
هم لديهم خلافات قديمة مع صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي، كما لديهم اختلافات جوهرية في التوجهات السياسية والإستراتيجية مع الزعماء الثلاثة المذكورين، ولذلك قرروا تدمير هذه الأنظمة.
لا بد من الإشارة كذلك إلى أن أمريكا وأوروبا وصلتا إلى قناعة، ونظرا للحروب التي خاضتاها في الماضي، فإنهما اصبحتا غير قادرتين على إدارة حروب أخرى جديدة يعني خوض حروب بجنودهما. الرأي العام الغربي أصبح لا يتحمل الخسائر البشرية، ويمكن أن ينجر عن ذلك سقوط حكومات في الدول الغربية، في حال قامت تلك الدول بشن حروب خارجية.
إذن هو خيار الحرب بالوكالة عبر مرتزقة وبيادق لهم داخل الدول العربية، أو ما يسمى بالطابور الخامس من أنظمة وأجهزة ومواطنين وغيرهم؟
أجل ونظرا لما تم ذكره منذ حين، هم قرروا اتباع سياسة «الحرب بالوكالة»، أي أن يكون السلاح المستخدم في هذه الحروب من عندهم، في حين يكون تمويل هذه الحروب من دول المنطقة، لتكتفي أمريكا ومن تحالف معها بشن ضربات جوية واستخدام المرتزقة خاصة من المخابرات البريطانية لتنفيذ مخططاتها.
حاليا يوجد 600 عنصر من المرتزقة البريطانيين يقاتلون في تنظيم «داعش»، وهم عسكريون قدامى من الجيش البريطاني. هؤلاء المرتزقة البريطانيون يأتمرون بأوامر المخابرات البريطانية، إضافة إلى ذلك يوجد معطى ثابت على الأرض يتمثل في أن الأسلوب القتالي الذي تستعمله «داعش» هو الأسلوب القتالي البريطاني. كما يوجد كذلك عسكريون من الكيان الصهيوني يقاتلون في صفوف هذا التنظيم، ومؤخرا تم أسر عقيد من الجيش الإسرائيلي في سوريا، وكذلك ضبّاط من دول عربية بالمنطقة، أما جرحى «داعش» فتتم معالجتهم في المستشفيات والمصحات الصهيونية.
هذا يؤكد أن «داعش» صناعة صهيونية بتمويل عربي؟
هو صناعة بريطانية إسرائيلية أمريكية بتمويل عربي خدمة للمصالح الصهيونية الماسونية العالمية لأن اتفاق الصهيونية والماسونية العالمية هو توحيد العالم بأكمله تحت راية حكومة عالمية تحت قيادتهم يسيطرون بها على مراكز النفوذ في العالم وعلى الثروات الباطنية لكل الدول، وبالتالي السيطرة على الإقتصاد العالمي. ووفق هذا البرنامج يتم تأسيس دولة إسرائيل الكبرى التي تتجاوز حدودها قناة السويس وتجمع النيل ودجلة والفرات وما بينهما.
وفق غولدا مائير، قيام دولة إسرائيل الكبرى رهين تدمير الجيوش العربية الثلاثة الكبرى، فهل نجح هذا المخطط؟
هم نجحوا في تدمير الجيش العراقي، كما أنهم دمروا حوالي 50 % من الجيش السوري، ولكنهم فشلوا في تدمير الجيش المصري، إلى درجة أن أمريكا اعترفت بقوة الجيش المصري. هم أرادوا إثبات أنه بإمكان « الإسلام المعتدل» أن ينجح في إرساء الديمقراطية بمصر، وفي الآن نفسه يدمرون الجيش المصري من الداخل، لقد كان هذا مخططهم. الحرب بالوكالة هي حرب إستنزاف تدوم لسنوات وتتم من الداخل وترمي إلى إضعاف وتفكيك دول الشرق الأوسط ومؤسساتها وقتل علمائها، النموذج العراقي مثلا، والموساد هو من يتولى مهمة قتل العلماء.
السيسي بإزاحة الإخوان أنقذ بلاده وأفشل المخطط الغربي الصهيوني الهادف إلى تدمير مصر وجيشها.
بعد ذلك تم دعم موقف السيسي بالتدخل الروسي في سوريا، وأصبحنا نرى تقاربا استراتيجيا بين مصر وروسيا، كما أصبحنا نرى مصر تقتني أسلحة من روسيا كما كان عبد الناصر يشتري الأسلحة من الاتحاد السوفياتي في الماضي. السيسي أفشل مخطط الصهيونية والغرب الذي هو مخطط «الفوضى الخلاقة»، وأصبح هناك اليوم توازن بين القطبين.
وربما نشاهد سيطرة روسية؟
أعتقد أن هناك توجّها نحو توازن القوى بين القطبين العالميين، مع الملاحظة أنه كلّما وقعت مواجهة بينهما نراهما يتجنبان التصعيد، كما تجري اتصالات سرية بينهما لتفادي المواجهة المباشرة على الميدان، وحتى لا يبلغ التصعيد بينهما المواجهة النووية.
إذن هي «الفوضى الخلاقة»؟
حملة «الفوضى الخلاقة» انطلقت مع المحافظين الجدد في امريكا وتواصلت مع الديمقراطيين لأن السياسة الخارجية الامريكية لا تتغير نظرا لأنها تدار من اللوبي الصهيوني الماسوني.
يوجد تنظيم صهيوني يسمى «السيانيم» وهي كلمة عبرية تعني «الذين يمدّون يد المساعدة» للكيان الصهيوني ويأتمرون بأوامر الموساد، وهؤلاء متواجدون في العالم أجمع وفي مراكز النفوذ بالعالم وعددهم 500 ألف ، وينشط منهم حاليا 50 ألف عنصرا. هؤلاء من مستوى تعليمي واجتماعي عال وهم متطوعون للدفاع عن الكيان الصهيوني، وهذا ما يفسر اسباب سيطرة الموساد على كامل الدول الغربية.
كذلك بلجيكا تبيع ل«داعش» أحدث انواع الأسلحة من ذلك صواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات وكذلك أسلحة خفيفة. منظمة العفو الدولية اتهمت بلجيكا بتسليح «داعش»، وبلجيكا اهم مصادر تسليح التنظيم.
في المقابل، روسيا قلبت الموازنة الاستراتيجية وهي تسلح أكراد العراق حسب ما صرح به زعيمهم مسعود البرزاني مؤخرا.
وماذا تقولون عن التشكيكات التي تطلقها بعض المحاور حول الدور الروسي في سوريا؟
منذ القدم كان هناك تحالف بين الاتحاد السوفياتي وسوريا ودول الممانعة، وخاصة بين روسيا وايران. التحالف الروسي السوري يعود الى تاريخ العدوان الثلاثي على مصر. من مصلحة روسيا أن تتقدم في تموقعها في العالم وضد الزحف الغربي نحو الشرق لأن الحلم الروسي هو الوصول الى المياه الدافئة أي الى البحر الابيض المتوسط، ولذلك من مصلحتها التموقع في سوريا والشرق الأوسط عموما، وهي بذلك تحمي مصالحها.
يعني أنه من مصلحة روسيا استمرار حزب البعث في قيادة سوريا وعدم السماح بسقوط الأسد؟
بالطبع لأن انهيار نظام بشار الأسد سيفتت سوريا الى دويلات، وهذا لا يخدم مصلحة روسيا لأنها تريد دولة سورية قوية وموحدة، ولكن رغم قوة التحالف الروسي السوري، فإن الروس لن يسمحوا بتهديد الكيان الصهيوني من طرف سوريا لأنهم يسعون الى خلق توازن بين سوريا والكيان الصهيوني حتى لا يحطم أي منهما الآخر.
روسيا لن تسمح بسقوط نظام الأسد، هذا الأمر مفروغ منه، وحتى الدول الغربية وأمريكا بدأت تقتنع بذلك وتراجعت عن موقفها تجاه النظام السوري.
هم يقولون الأسد باق حتى المرحلة الإنتقالية، ولكن الأسد سيبقى بعدها، هم يقولون ذلك فقط لحفظ ماء الوجه، وما دام هناك دعم روسي ايراني وكذلك من حزب الله لسوريا، فمن المستحيل أن يسقط النظام السوري.
وما حقيقة الدور الإيراني في المنطقة في نظركم والعلاقة بالحوثيين؟
الإشكال القائم يتمحور أساسا حول الصراع بين العقيدتين الوهابية والشيعية. السعودية تسعى الى صد التقدم الايراني في الشرق الاوسط، وتحجيم دوره في دعم الشيعة بدول الخليج، فالشيعة اغلبية في بعض دول الخليج. ايران تريد التقدم في المنطقة والسيطرة على الخليج الفارسي، ومواجهة مصالح امريكا في المنطقة. في اليمن مثلا ايران تدعم الحوثيين للوصول الى الحكم لأنهم شيعة، وبالتوازي مع ذلك تعمل ايران على تشجيع الصحوة الاسلامية في بعض دول الخليج، وهذه الصحوة الاسلامية تعتمد على تجاوز الخلافات القائمة بين السنّة والشيعة، ومثال ذلك انه في عهد الخميني حرّمت ايران التهجم على الصحابة والسيدة عائشة وكذلك مواجهة الوهابية في آن واحد لأن السنّة يعتبرون الوهابية خوارج، في حين يعتبرهم الشيعة عدو.
الصحوة الاسلامية لا تخدم مصالح الغرب ولذلك سعى ويسعى الى اثارة الفتنة بين السنّة والشيعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.