التونسية (تونس) كما كان متوقعا منذ مدة، اجرى أمس الاول رئيس الحكومة، تحويرا وزاريا جزئيا بتشكيلة الحكومة ،جاء بعمر منصور ،والي أريانة على رأس وزارة العدل وخميس الجهيناوي،مستشار الرئيس الباجي قائد السبسي لوزارة الخارجية وأعاد منجي مرزوق ، احد الكفاءات التونسية بالخارج ، ووزير تكنولوجيا الاتصال زمن حكومة «الترويكا» الى وزارة الطاقة والمناجم وفتح المجال امام الوجوه الشبابية ،حيث تمت تسمية سنيا مبارك وزيرة للثقافة وانيس غديرة وزيرا للنقل ويوسف الشاهد وزيرا للتنمية المحلية . كما تم بمقتضى التحوير تقسيم الداخلية الى وزارتين ،وزارة الداخلية وأوكلت دواليبها الى الهادي مجدوب كاتب الدولة المكلف بالجماعات في حكومة الصيد الاولى، ووزارة التنمية المحلية وسمي على رأسها كاتب الدولة للفلاحة، المكلف بالصيد البحري يوسف الشاهد، الذي كان الباجي قائد السبسي قد عينه على رأس مجموعة ال13 لرأب الصدع داخل «نداء تونس» ، وهو ما سيخفف العبء عن وزير الداخلية ويجعله يركز على الملفات الأمنية مع إيلاء التنمية المحلية ما تستحقه ويؤكد حرص الحكومة على دعم التنمية بمختلف جهات البلاد. وجاء تحوير امس الاول بمحمود بن رمضان على رأس وزارة الشؤون الاجتماعية بدلا عن عمار الينباعي الذي دعي للقيام بمهام اخرى رغم ان قطاع النقل في تونس عرف عديد الإصلاحات خلال الفترة التي أشرف خلالها محمود بن رمضان على وزارة النقل،التي عيّن عليها المهندس انيس غديرة ، احد الاطارات الشبابية الناشطة في «نداء تونس» وفي المجتمع المدني. ومن الملاحظات الأولية التي يمكن استنتاجها أن التحوير شمل وزارات السيادة وباستثناء الدفاع ،التي حافظ عليها فرحات الحرشاني، شمل وزارت الداخلية التي قسمت الى وزارتين (الداخلية والتنمية المحلية) وعيّن على رأسيهما الهادي مجدوب ويوسف الشاهد وشهدت الخارجية خروج الطيب البكوش الذي تتحدث بعض المصادر عن امكانية عودته الى الامانة العامة ل «نداء تونس» ليحل محله ، خميس الجهيناوي ابن الوزارة ،فيما سميّ على رأس وزارة العدل القاضي عمر منصور. ومقابل اعفاء رضاء لحول من وزارة التجارة وتعويضه بمرشح «الاتحاد الوطني الحر» محسن حسن الذي تمّ تداول اسمه كثيرا على رأس وزارة السياحة قبل الاعلان عن الحكومة الاولى للحبيب الصيد أبقى رئيس الحكومة على وزراء التربية والتعليم العالي والمالية والتنمية والاستثمار والشباب والرياضة والتكوين المهني والفلاحة والبيئة والسياحة والتجهيز واملاك الدولة وتكنولوجيات الاتصال والكاتب العام للحكومة، حرصا على ضمان الاستمرارية في هذه الوزارات الحساسة، خاصة أن كلاّ من هذه الوزارات فتحت ملفات كثيرة على الطاولة، وانطلق وزراؤها في العمل على حلها. كما يمكن اعتبار هذا الاختيار رضا على أداء هؤلاء الوزراء . لكن يمكن القول ان تنحية الشيخ عثمان بطيخ من منصبه على رأس وزارة الشؤون الدينية ،ليعوض بالأستاذ محمد خليل ،الشيخ الزيتوني الذي حاضر امام الباجي قائد السبسي بمناسبة ختم الحديث النبوي الشريف بجامع الزيتونة المعمور في شهر رمضان الماضي والمختص في الدراسات الإسلامية ، جاءت وحسب بعض التصريحات لتحد من الاحتقان وترضية لبعض الاطراف، غير ان اطرافا اخرى تتحدث عن عودته على رأس دار الافتاء التونسية . كما ابقى التحوير على تواجد ثلاث نساء بالحكومة، سلمى اللومي وسميرة مرعي وسنية مبارك التي خلفت لطيفة الاخضر على رأس وزارة الثقافة التي قد تعين ممثلة لتونس في اليونسكو. من ناحية اخرى اضاف التحويرالى كمال الجندوبي الوزير لدى رئيس الحكومة المكلّف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني ملف حقوق الانسان ومكن خالد شوكات من حقيبة العلاقة مع مجلس نواب الشعب وخطة ناطق رسمي باسم الحكومة خلفا لأحمد زروق الذي حافظ على خطة كاتب عام للحكومة. ومقابل حذف خطة كاتب دولة ،اعاد التحوير كاتب الدولة الاسبق كمال العيادي الى التشكيلة الحكومية في خطة وزير للوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد. وبحذف خطة كاتب دولة سيفسح المجال امام المديرين العامين داخل الوزارات لتقريب الوزير من إدارات وزارته ، كما سيحيل بعض الوزراء وكتاب الدولة المغادرين على السلك الديبلوماسي وقد يعيّن ناجم الغرسلي سفيرا لتونس بالرباط والتوهامي العبدولي على سفارة تونس بالرياض . ولئن اثار تحوير امس الاول حفيظة نواب التونسيين بالخارج بعد حذف كتابة الدولة للتونسيين بالخارج التي كانوا يحلمون بتحويلها الى وزارة تعنى بالمهاجرين وشؤونهم فإن «نداء تونس» و«الاتحاد الوطني الحر» مدعوان الى تعويض النائبين خالد شوكات ومحسن حسن بمجلس نواب الشعب .