مثّل ملف مهاجم النجم الساحلي أحمد العكايشي محورا لقراءات قانونية متعددة خصوصا بعد إصرار كل من النادي الافريقي والنادي الصفاقسي والترجي الرياضي على المرور الى الطور الاستئنافي في ملف الاحتراز الذي تم تدوينه ضد مشاركة العكايشي في تشكيلة النجم ضمن مواجهات هذه الفرق الثلاثة. وفي انتظار ما ستقرره لجنة الاستئناف بعد صدور قرار الرابطة بقبول الاحتراز شكلا ورفضه أصلا في هذه القضية المتشعبة، فجّر الأستاذ المحامي الطيب بالصادق عضو «الكناس» سابقا مفاجأة من العيار الثقيل حين أكد في تصريح ل«التونسية» أن النجم سيخسر هذا النزاع القانوني الرياضي قائلا بالحرف الواحد «ستثبت الأيام صحة كلامي ووجاهة قراءتي القانونية للملف». وواصل «الماتر» ليضيف أنه كان على رأس اللجنة التي نظرت في ملف انتقال العكايشي من الترجي الى النجم صيفا وكان الحكم القاضي بتأهيله يستوجب منه دفع مبلغ في حدود ستة مائة وخمسون مليونا ومائة واحدى عشرة دينارا واثنين وسبعون مليما مع خضوع اللاعب لراحة اجبارية في حدود أربعة أشهر، وقال بالصادق انه بعد تنقيح القانون الأساسي للجامعة بتاريخ التاسع والعشرين من جويلية من العام الفارط، فان التقاضي عند «الكناس» بات بشروط ومنها أن تتجاوز عقوبة اللاعب أو المدرب ثلاثة اشهر وهو حال العكايشي، معرّجا على نقطة هامة وهي أن الرابطة حين عللت رفضها للاحتراز أصلا فإنها بررت في حيثيات القضية ما مفاده أن «الكناس» «لم تعد مختصة قانونا» في الخوض في هذه النزاعات وهو كلام مجانب للصواب وفق محدثنا على اعتبار أن العكايشي لم يدفع المبلغ المتبقي زيادة عن الحكم الأول (يفوق السبعون مليونا تقريبا) وهي عقوبة تتجاوز ثلاثة أشهر ولهذا فانه يعتبر خطوة الرابطة في حكمها على اختصاص «الكناس» من عدمه خاطئة. وواصل الماتر ليضيف ان جامعة الكرة وفي اطار سياسة المكيالين فإنها ورّطت نفسها من حيث لا تدري حين منحت ترخيصا للنجم يثبت شرعية مشاركة لاعبه، ولهذا فانه لا يرتقب أن تحكم لجنة الاستئناف بخسارة النجم ، مشيرا الى أنه يتوقع أن يأتي حكم الاستئناف امتدادا لما صدر عن الرابطة على اعتبار أن كلا الهيكلين ينضويان تحت لواء الجامعة بعد أن أصرّ الجريء على تغييب «الكناس». وأكد الأستاذ بالصادق أنه في حال مرور الاندية المذكورة (الافريقي والصفاقسي والترجي) الى «التاس» محكمة التحكيم الرياضي الدولية فان القانون واضح ولا لبس فيه وسيقضي بخسارة النجم لهذه اللقاءات ولن يستطيع الجريء حينها -والكلام للأستاذ- استبلاه هيكل بحجم ووضوح «التاس». وأكد ضيف «التونسية» أن القرارات المرتجلة من المكتب الجامعي ستشعل نيران الفتنة الجهوية في نهاية سباق البطولة حين يصدر قرار «التاس» وهو ما سيذكي منسوب الاتهامات والتظلّم طالما أن مسار اللقب سيشهد منطقيا صراعا بين هذه الفرق. وفي هذا السياق استشهد محدثنا بحالة مماثلة لعدم دفع الخطية في العقوبة وأسفرت عن خسارة الفريق المخطىء، وهي حالة زهير الذوادي مع الافريقي منذ سنتين وهو ما جعل الرابطة تمنح نقاط الانتصار الى الملعب التونسي انذاك، وختم محدثنا بالقول ان الجامعة تهدف الآن الى الاستحواذ على كل الهياكل الرياضية في تونس كما انه في اطار تمشياتها فإنها تصلح الخطأ بمثيله وهو ما سيجعلها في مأزق حقيقي حينما يبلغ الأمر الى مسامع «التاس» للبتّ في نزاع ملف العكايشي.