تبدو استعدادات المنتخب الوطني التونسي للاعبين المحليين قبل «شان رواندا» مبتورة ومهزوزة للغاية وبلا روح تذكر، ومع كلّ يوم نسمع أنباء عن إصابة عناصر جديدة هذا دون نسيان هروب جماعي قادته بعض النجوم التي قاطعت هذا الاستحقاق مبكّرا تفاديا لوجع «الراس». قائمة المرضى والمصابين طالت أيضا المدرب هنري كاسبارجاك الذي أجرى عشية اليوم تدخلا جراحيا في المنستير (ونتمنى له بالمناسبة تعافيا سريعا)، وهذا ما يعني بالمجمل أن المنتخب الوطني يعيش احدى أسوإ فتراته بين ارتجال تنظيمي ولامبالاة من اللاعبين والإداريين علاوة على مرض المدرب وكلّ هذا يعطي لمحة على الحساب بأن اقامتنا في كيغالي الرواندية لن تدوم طويلا وفق هذه العلامات... قبل أيام قليلة اشتعل فتيل الغضب بالنسبة لعدد كبير من الملاحظين والجماهير بسبب ما اعتبر محاباة ومجاملة للاعبي النجم الساحلي على وجه الخصوص حين تم اعفاء كل من البريقي والجمل والنقاز والبلبولي من المشاركة، ولعلّ ما زاد في تأجيج الاتهامات هو أن البلبولي والنقاز شاركا ضمن مجموعة النجم في مواجهة الاربعاء الفارط ضد مستقبل المرسى وهما اللذان تغيبا مسبقا عن القائمة يوم الثلاثاء بداعي الاصابة... قائمة الذين «مسّهم» العفو من المشاركة من المنتمين الى النجم توسّعت أيضا بين عشية وضحاها لتشمل ايهاب المساكني وحمزة لحمر والتبرير هو الاصابة مرّة أخرى، ولكن تواتر الشكوك والأقاويل جعل الاطار الفني يستنجد بمروان تاج لتعويض لحمر في محاولة لتخفيف وطأة الانتقادات على الأقل فيما يتعلق بلاعبي فريق جوهرة الساحل... بين النجم والمنتخب شهدت العلاقة تجاذبات كبيرة، وهذا ما استفزّ كبرياء الجامعة بعد صبر طويل لتخرج في بلاغ تدعو خلاله عمار الجمل للحضور أمام اللجنة الفيدرالية للمنتخبات بعد أن اعترى الشكّ الكثيرين حول حقيقة اصابته، اذ ظهر مساء السبت بين مدرجات ملعب الأولمبيكو في روما لمشاهدة قمة روما والميلان..ولعل الصورة التي راجت لتقدّم الجمل الى جانب غازي عبد الرزاق وأيمن البلبولي في مشاهدة كلاسيكو ايطاليا بعيدا عن ضغط «الشان».. كلّ هذه التطورات تبرهن ضعفا فادحا لهياكل الكرة التونسية وتثبت أنه لا حول ولا قوة للمنتخب الوطني أمام مصلحة الأندية، ولمن فاته الأمر للربط بين ما يجري من تطورات بشأن لاعبي النجم الساحلي عليه أن يستحضر مجدّدا كلام المدرب فوزي البنزرتي الرافض بشدة لهذه المسابقة وانتقاده اياها ولموقف جامعة الكرة الذي وافق على خوض «الشان»..والثابت أن مدرب النجم فرض توصياته على لاعبيه لتفادي خوض هذه المسابقة..وهذا ما ترجم فعليا على أرض الواقع في ظرف ساعات قليلة... وبعيدا عما سيتم اتخاذه في حق الجمل من اجراءات نجزم مسبقا بأنها ستكون شكلية، وحتى لا نتّهم بالتحامل على النجم ولاعبيه من قبل أصحاب نظرية النسق المستنزف ل«ليتوال»، لابد من العودة كذلك الى حالتي طه ياسين الخنيسي وفخر الدين بن يوسف الذين أصيبا فجأة أياما قليلة قبل كشف القائمة وغابا تباعا عن تشكيلة الترجي..وكذا حال صابر خليفة الذي خرج بدوره من الحسابات..ونذكّر بهذا الثالوث حتى لا تنسى ذاكرة الجمهور الرياضي القصيرة اعتمادهم نفس تكتيك لاعبي النجم... هذا الاستهتار غير المسبوق وفقدان النخوة والاعتزاز بتقمص زيّ المنتخب التونسي ولو كان ذلك في اطار ودي فما بالك باستحقاق «الشان»، كلّ هذا تجاوز يتطلب قرارات رادعة وصارمة تضع الجميع سواسية أمام الاستحقاقات بعيدا عن «المحاصصة الكروية»..فما معنى أن يحظى لاعبو النجم والترجي والافريقي -بدرجة أقلّ- بكل مقومات الراحة..فيما يستنزف لاعبو صفاقس صباحا مساء ويوم الأحد بلا أدنى توازن بين هذا اللاعب الدولي وزميله..الا مع اختلاف في المعاملة باختلاف الحصانة والألوان التي يتقمصها مع ناديه...هذا حال كرتنا ومنتخبنا..فما رأي «أهل القبور» من منتهجي سياسة الصمت واللامبالاة؟