التونسية (تونس) أعلن نواب المعارضة في مجلس نواب الشعب في بيان مشترك عن مقاطعتهم احتفالات 14 جانفي الجاري التي تنظمها رئاسة الجمهورية بقصر قرطاج غدا الخميس, بمناسبة الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة. ودعت قوى المعارضة كلّ القوى الديمقراطية التقدمية والمدنية إلى الاحتفال بهذه الذكرى مع جماهير الشعب في كل الجهات. «التونسية «رصدت آراء جملة من نواب المعارضة لمزيد تفسير أسباب هذه المقاطعة وإصدار البيان المذكور. أكد النائب الجيلاني الهمامي مقاطعة «الجبهة الشعبية» للاحتفالات التي ستتم بقصر قرطاج بمناسبة الاحتفال بذكرى 14 جانفي مؤكدا أن الاحتفال لا يتم إلا اثر وجود انجازات ومكاسب تم جنيها بتعاقب السنوات. وأضاف الهمامي «نحن جد غاضبين فبعد 5 سنوات من الثورة, صارت الأوضاع أكثر تعاسة من ذي قبل فالفقر زاد, والخدمات الصحية تدهورت بشكل فظيع من ذلك وفاة 38 حاملا مؤخرا حسب تصريحات رئيس الحكومة ,مع استشراء الفساد الذي مس جميع القطاعات والهيئات, إضافة إلى تدهور المقدرة الشرائية للمواطن, مما أدى لانسداد الآفاق وفقدان الأمل لدى التونسيين». وقال محدثنا: إنّ الاحتفال الكرنفالي هو بمثابة الفرصة التي يستغلها مَن في الحكم لتجديد الخطاب الخشبي الذي لم يعد احد يرغب في سماعه مضيفا «ماناش مستعدين نكونو ديكور». من جهته أكد الأمين العام لحركة الشعب «زهير المغزاوي أن البيان الذي صدر عن نواب المعارضة والذي يخص مقاطعة الاحتفالات بقصر قرطاج, لا يعني عزوف المعارضة عن الاحتفال في الشارع, بل هو احتجاج على كل الحكومات المتعاقبة لعدم تناولها بصفة جدية للملفات الكبرى كالتشغيل والتنمية وتحسين الوضع المعيشي وغيرها. وأضاف المغزاوي «تصرفنا هذا وفاء للثورة ولمبادئها ,لأنه لم تقع بعد تلبية انتظارات الشعب التونسي وتحقيق استحقاقات الثورة, كما انه بمثابة الاحتجاج على تصرفات رئيس الجمهورية ابتداء من مقترح قانون المصالحة, وصولا إلى تدخله في شؤون الأحزاب. كما يجب ألاّ ننسى التحوير الوزاري الأخير والذي كان بمثابة العملية السياسية المشوهة والذي تم دون رويّة ودون برنامج واضح, إضافة إلى معارضتنا لوجود وزير تعامل مع الكيان الصهيوني في التشكيلة الجديدة للوزراء وهو ما نعتبره شكل من أشكال التطبيع . وقال النائب فيصل التبيني عن حزب «صوت الفلاحين» إنّه لن يحتفل بذكرى 14 جانفي إلا من جنى وتمتّع بثمار الثورة, متسائلا عن أسباب الاحتفال في غياب التغيير الايجابي». وأضاف التبيني «تمنيت لو وقع التفكير في الجرحى وعائلات شهداء الثورة وتمنيت كذلك لو كانت لهم القدرة على مصارحتنا بالإجابة عن هذه الأسئلة بوضوح ما الذي صار فعلا في البلاد أيام اندلاع الثورة ؟ومن قام بعمليات القنص آنذاك؟». وقال محدثنا «وعوض أن يدفعوا أموالا باهظة في احتفالات نوفمبرية لا جدوى منها والتي تؤكد أن المنظومة ذاتها لم تتغير, وجب التفكير الجدّي في تعويض السفارة الأمريكية ماديا عوض أن تفتك منا أراضينا يوما بعد يوم لتُصبح مشاهدة قاعدة عسكرية أمريكية بتونس أمرا ليس بالغريب مستقبلا». ولاحظ التبيني قائلا «الثورة اندلعت من اجل مطالب اقتصادية واجتماعية وتنموية وهذا لم نلمسه, «عركتنا» الأزلية فئوية قطاعية جهوية لا تزال ذاتها, ف«المليونيرات و«الملياردرات زادو والفقر زاد», ومنظومة الفساد هي ذاتها التي تحتفل اليوم, لذلك علينا بتلقيم الثورة كي تعود لمسارها الصحيح». من جانبه قال القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» غازي الشواشي «بالفعل أصدرنا بيانا مع بقيّة أطياف المعارضة لمقاطعة الاحتفالات التي ستنظمها الرئاسة بقصر قرطاج لأنها لا تليق بثورتنا ولان الثورة انطلقت من المناطق المهمشة والمحرومة, بمطالب جد ضرورية لم يتحقق منها ولو النزر القليل.» وأضاف محدثنا « نحن نريد احتفالات شعبية ونرفض الذكرى الطيبة بحصرها في مجرد احتفالات بالقصر ونؤكد أن مثل هذا النوع من الاحتفالات رسالة سيئة وسلبية للشعب التونسي الذي مازال يعاني من مآسي ما قبل الثورة». وقال الشواشي «الشعب هو من قام بالثورة وهو الذي يقرر الاحتفال وعلى المسؤولين مشاركته لا حصر المناسبة في الفضاء الضيق لقصر قرطاج». و تجدر الإشارة إلى أنه وقع على هذا البيان نواب عن «الجبهة الشعبية» وعددهم 15 نائبا وحركة الشعب ب 3 نواب وحزب صوت الفلاحين بنائب واحد والتيار الديمقراطي ب 3 نواب وتيار المحبة نائبان وعدد من النواب المستقلين. و للتذكير فإنّ قرار المقاطعة جاء ردا على دعوة رسمية توجّهت بها رئاسة الجمهورية إلى أحزاب المعارضة بمجلس نواب الشعب, لحضور الاحتفالات التي تقيمها غدا الخميس بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة.