رغم أنّ رئيس الملعب التونسي أعلن في أكثر من مناسبة عن التعاقد الرسمي مع المدرب ماهر الكنزاري لخلافة لسعد الدريدي وتولي مسؤولية قيادة الفريق في الفترة القادمة، فإن ركب الأخير لم يحل بعد بمركب الهادي النيفر بل أكثر من ذلك فإن تاريخ العودة إلى التمارين لم يتحدد بعد، والسبب لا يعود إلى غياب ملعب لاحتضانها أو لعدم وجود اللاعبين وإنما الشروط الغريبة للمدرب السابق للمنتخب الأولمبي الذي ربط انطلاقة تجربته الجديدة مع فريقه الأم بنجاح هيئة بن تونس في التعاقد مع قائمة اللاعبين الذين يريدهم. وإن كان من حق الكنزاري تأمين كامل عوامل النجاح للمهمة الصعبة التي سيقبل عليها، فإن تعطيل انطلاقة التمارين بهذه التعلة لا يستقيم خاصة وأن بعض الأسماء التي اشترط وصولها إلى باردو تبدو الطريق إليها مسدودة والحديث هنا يخص هيثم الجويني وزياد العونلي وصبري بن حسن حارس النادي الصفاقسي، وهنا يحق لنا التساؤل عن الخطوة القادمة التي سيقدم عليها الرجل في حال رفضت هيئة المدب تسريح هذا الثنائي ل«البقلاوة»، هل سينكث العهد الذي قطعه لغازي بن تونس ويفتح على الهيئة بابا جديدا وهو البحث عن مدرب جديد؟ هيئة بن تونس اجتهدت حسب إمكانياتها وحسب ما هو متوفر في «السوق» وفازت بتوقيع كل من فادي بن شوق وفهمي قاسم وإبراهيما فوفانا والعربي جابر وأداما تراوري وسليم الجديد ولكن لم تنل بعد أجر الاجتهاد بما أن الكنزاري لا يزال يرفض فكرة قيادة الفريق وأعلم المسؤولين بأن مباشرة مهامه ستكون مبدئيا يوم 16 جانفي الجاري أي بعد الوقوف على حصيلة «ميركاتو» الفريق. شرط المدرب السابق للترجي على الملعب التونسي هو بمثابة «شرط العازب على الهجالة» بما أن تلبية نداء الواجب كما يزعم لا يفترض وضع شروط شبه تعجيزية على الهيئة المديرة. «الدريدي» لا يزال على ذمة الفريق رغم الاتفاق المبدئي على فسخ العقد بالتراضي، فإن المدرب لسعد الدريدي لا يزال من الناحية القانونية على ذمة الملعب التونسي بما أنه وإلى غاية الأمس لم يقع فسخ العقد والسبب يعود أساسا إلى عدم تمكنيه من المبلغ المالي الذي تم الإتفاق عليه لفض الارتباط. وإن تحدث البعض عن عودة محتملة ل«الجنرال» لقيادة «البقلاوة» فإن الدريدي أكد لنا بأن هذا الملف قد أغلق بصفة نهائية متمنيا نجاح فريقه الأم في تجاوز هذه الفترة الصعبة وفي المحافظة على مكانته وموقعه الطبيعي ضمن فرق الرابطة المحترفة الأولى.