التونسية (تونس) فيما تصاعدت حمّى الاستقالات داخل حزب «النداء» الامر الذي بدأ ينذر بإفراغ الحزب من اغلب قياداته البارزة، قرر النواب ال 22 المستقيلون من كتلة «نداء تونس» إيداع مطلب بمكتب المجلس لتكوين كتلة نيابية جديدة غدا الجمعة على أقصى تقدير ، وقد اختاروا إطلاق اسم «المشروع» على كتلتهم الجديدة وسيرأسها عبد الرؤوف الشريف. ويرى ملاحظون ان مؤتمر سوسة كان القطرة التي افاضت الكأس وأن المؤتمر فشل في لمّ الشمل وتوحيد الرؤى بل ادت نتائجه الى مزيد من الانشطار والتفكك وانتشرت حمى الاستقالات وتجميد العضويات بين قياداته البارزة حيث كشفت بعض المصادر المتطابقة أن وزير النقل السابق والشؤون الاجتماعية الحالي، محمود بن رمضان، ينوي الاستقالة التامة من الحزب فيما أعلن وزير الصحة والقيادي في الحزب سعيد العايدي، في خطوة اعتبرها مراقبون ضربة موجعة ل «النداء»، عن تجميد عضويته قائلا « أجمّد اليوم عضويتي بالمكتب السياسي و بالحركة وانضم إلى صفوف مناضلي تونس لأقول لهم عذرا لِمَا صار ولِمَا شوّه صورة النخلة و لكن ندائي لكم جميعا أن لا نترك النداء و أن نطلب تصحيح المسار حسب رزنامة واضحة و جليّة و أن نعيد الاعتبار لحزب أريد تهميشه ولكنّنا لن نسمح بتهميشه». انقلاب على التوافقات من جانبه اعلن فوزي اللومي نائب رئيس حركة «نداء تونس»، انسحابه من المهمة التي أسندت له داخل المكتب السياسي لحزب «نداء تونس»، في اجتماع سوسة الاحد الماضي، معتبرا أن الوفاء للعهد وللمناضلين أهم بالنسبة له من المواقع مشددا على عدم اعترافه التام والمطلق بكل ما وقع في اجتماع سوسة الاحد الماضي، وبكل القرارات الصادرة عنه، معتبرا ما وقع «عملية انقلاب وسطو لا علاقة له لا بالديمقراطية ولا بالتوافق» .وحمّل اللومي كل من «شارك في الانقلاب على التوافقات»، المسؤولية الكاملة لاهتزاز صورة الحزب لدى الرأي العام وتعميق الأزمة . وأعلن عن تأسيس تيار جديد داخل الحزب طبقا للفصل 2 من النظام الاساسي للحزب مع مجموعة من المناضلين، أطلق عليه تيار «الامل» سيكون هدفه العاجل والأكيد «محاولة انقاذ الحزب وإعادة الأمل الى مناضلي الحركة وقواعدها وأنصارها والدفاع عن الديمقراطية وتدعو كل الندائيين الرافضين لما وقع داخل الحزب للالتحاق بهذا التيار». سياسة الأمر الواقع وقال اللومي « لقد نبهنا منذ عدة أشهر الى ان الحزب يسير في الطريق الخطأ بعد أن شعرنا ان هناك مساع للسطو عليه وهو الحزب، الذي بناه عشرات آلاف المناضلين، من قبل مجموعة من الأشخاص بطرق لا ديمقراطية...»، مؤكدا حرصه الشديد على اصلاح الامور الداخلية للحزب للمحافظة على تماسكه ووحدته . واشار اللومي الى ان مشاركته في الاجتماع الأخير بسوسة ، «كان املا لايجاد حلا ينهي الازمة الداخلية للحزب»، خاصة أن التوافقات التي توصلت اليها لجنة 13 والتي تم اطلاعهم عليها، قبل المؤتمر كانت مرضية في مجملها.واكد اللومي أنه تم في الدقائق الاخيرة من مؤتمر يوم الاحد الانقلاب على توافقات لجنة ال 13 بطريقة مدبرة وفرض سياسة الأمر الواقع من خلال تعيين أشخاص محسوبين على طرف واحد داخل الحزب. سياسة إقصاء وتهميش من جانبه، اعلن محمد فوزي معاوية انسحابه من الهيئة التأسيسية لحزب «نداء تونس»، على خلفية ما وصفه ب «سياسة الإقصاء والتهميش المتبعة تجاه العديد من المناضلات والمناضلين في الحزب على المستوى المحلي والجهوي والوطني». وأكد معاوية، في بيان له أمس، رفضه وعدم اعترافه بكل ما انتهى إليه مؤتمر سوسة من مواقف ولوائح ونظام داخلي مشيرا الى أن ذلك يتناقض كليا مع أبسط المبادئ الديمقراطية التي تحتجز مستقبل الحزب. العودة الى صفوف المناضلين وانضمت زهرة إدريس، النائبة عن حزب «نداء تونس» الى قائمة المنسحبين حيث اعلنت انسحابها من الهيئة السياسية للحزب المنبثقة عن مؤتمر سوسة مؤكدة إنها لن تستقيل من كتلة «نداء تونس» داخل البرلمان ضمانا لاستقرار الحكومة، وفق تعبيرها.في المقابل، قامت ليلى الشتاوي بتجميد عضويتها في الحزب.وقالت انها ستعود إلى صفوف المناضلين، حسب تصريحها، وتطالب بإنقاذ الحزب وتصحيح المسار حسب رزنامة واضحة و جليّة . ازمة النداء مازالت متواصلة وتداعياتها قد تحمل تحولات عميقة في المشهد السياسي في الايام القادمة.