تعقد اليوم جمعية الفنون للتنشيط الثقافي والمسرحي بأريانة ندوة صحفية للإعلان عن حفل تكريم الممثلة والفنانة القديرة دلندة عبدو «تحت شعار «حمل الجماعة ريش» يوم 31 جانفي الجاري، بالمركب الثقافي والرياضي بالمنزه 6، حيث سيتم الإعلان عن الانطلاق في جمع التبرعات تحت إشراف محام وعدل تنفيذ، قصد تمكين الفنانة من القيام بعملية جراحية تكلفتها باهظة. وسينطلق الحفل من أمام منزل الفنانة دلندة عبدو بحضور عدد من الأعضاء المنظّمين مصحوبين بفرقة الياسمين للإنشاد الصوفي بقيادة لطفي الشريف، وسيتخلّله استقبال بلباس تقليدي للآنسة منى بن يوسف صاحبة محل (ليدي منّو) إضافة إلى عدد من ممثلي وفنّاني وراقصي « فرجة البلّوط»، كما يتخلل الحفل إنشاد ديني، ومشاهد من أوبرات فرجة البلّوط، وينطلق بعرض موسيقي بقيادة المايسترو عبد الرؤوف كادة، بمشاركة عدد من الفنانين على غرار سعاد الربيعي وبثينة زرّوق وآية عزالدين إلى جانب مشاهد من التراث لفرقة الرقص التقليدي بأريانة بقيادة الأستاذ عماد العوني، ليختتم بعرض أزياء من تصاميم منى بن يوسف. وينظم الحفل كل من محمّد الهادي الجبالي رئيس لجنة التنظيم ومحمّد نصر الدين بن بوبكّر مكلّف بالعلاقات العامة وعبد اللطيف بوعلّاق مكلّف بالإعلام والملف الطبّي وحياة العوني المكلفة بالملف القانوني وتأمين الجانب المالي. دلندة عبدو ومسيرة فنية ثرية وقد اقتحمت الممثلة دلندة عبدو ميدان المسرح والتمثيل عام 1947 من الباب الكبير، وذلك ضمن جمعيّة الإتّحاد المسرحي والتي كان مديرها الفنّي آنذاك فقيد المسرح البشير الرحّال، وقد كانت الفنانة دلندة عبدو عنصرا نشيطا ضمن ممثلي الفرقة التمثيليّة للإذاعة الوطنيّة في العديد من إنتاجاتها كمسرحيّة (أمّي فونة في دارعمّي سي علّالة) من تأليف الإعلامي الكبير الفقيد عبد العزيز العروي والتي شاركت فيها إلى جانب وجوه لا زالت أسماؤها في الذاكرة على غرار جميلة العرابي وتوفيق العبدلّي ومحمّد الهمّامي ونجوى إكرام والزهرة فايزة سنة 1951. وشاركت عبدو في فرقة «نجوم الفن» التي كانت تديرها آنذاك الفنّانة شافية رشدي، وذلك في عديد الأعمال المسرحيّة منها «آه من بابا وحماتي» و«عثمان التيّاس» و«الجازية» مع كل من صالح الزواوي ودليلة رشدي. إضافة إلى ذلك شاركت عبدو في تأسيس فرقة المسرح الشعبي مع ثلّة من كبار الممثّلين في ذلك الوقت نذكر منهم، فتحيّة خيري والحبيب بلحارث وعبد السلام البش وعز الدين بريكة ومحمّد بن علي وجلال بورقيبة وعبد العزيز العرفاوي وعبد المجيد بوديدح وعبد العزيز العروي رئيسا ومن أهم أعمالها «الجمل ضحك ضحكة» و«عشقة» و«عيطة» مع الشيخ قرنيطة». وكانت لها مشاركات عديدة مع فرقة البلديّة (فرقة مدينة تونس حاليا)، التي عملت فيها مع أسماء رائدة مثل محمّد عبد العزيز العقربي وحسن الزمرلي والأستاذ زكي طليمات وفقيد المسرح التونسي علي بن عيّاد. هذا إضافة إلى عدد من الأعمال لجمعيّة أنصار المسرح وهي من أقدم الفرق المسرحيّة بتونس والتي مازالت قائمة الذات إلى يومنا، خاصة مسرحيّتها الأخيرة(هشهوش) والتي لعبت فيها دور البطولة إلى جانب كل من محمّد سعيد والزين موقو وعبد الرزّاق جاب الله والهادي بن جدّو ومريم القبّودي. كما شاركت عبدو في برنامج «محل شاهد»، والذي اعتبر من البرامج المشهورة للتلفزة الوطنيّة وقتها، والذي دام بثّه قرابة الثمانية عشر سنة لتوجّهه التوعوي والتثقيفي، ولما كان يلاقيه الثنائي المتميّز المتكوّن من كل من دلندة عبدو ورمضان شطّا من صدى في نفوس المتتبّعين للقناة التلفزيّة الوطنيّة.