مع أن النادي الرياضي الصفاقسي أظهر من الروح الوطنية الشيء الكثير وبشكل غير معهود في التعاملات بين الأندية من ناحية والمنتخب والجامعة من ناحية ثانية ومن الأمثلة على ذلك إعارة المدرب الهولندي رود كرول لقيادة المنتخب الوطني خلال المباراة المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 ضد المنتخب الكاميروني في وقت كان فيه الابيض والاسود يستعد بشكل حثيث لنهائي كاس الاتحاد الافريقي لسنة 2013 امام تي بي مازمبي الكونغولي... وهو تفريط عاد لاحقا بالوبال على نادي عاصمة الجنوب الذي تعرض مباشرة بعد التتويج المستحق باللقب القاري الى خيانة مدربه الهولندي الذي انتقل الى الترجي الرياضي الذي روضه واغراه واتفق معه حين تواجد كرول في العاصمة لتدريب المنتخب في المقابلة الفاصلة... ومع ان النادي الصفاقسي واصل سخاءه في منح لاعبيه الى المنتخب كما حصل في السنة الماضية خلال التنقل الشاق والطويل الى اقصى الشرق الآسيوي للتباري وديا مع منتخبي الصين واليابان حيث شارك في الرحلة الطويلة 4 من ركائزه الاساسية عادوا جميعهم الى صفاقس في الساعة الخامسة من فجر يوم المقابلة الهامة مع قوافل قفصة واثنان منهما كان مصابين ونعني بهما ماهر الحناشي وياسين الخنيسي واثنان كانا مرهقين وهما علي المعلول ومحمد علي منصر الذي تعرض في مقابلة قفصة الى اصابة حادة في الركبة كادت تعصف بمستقبله الكروي وكانت نتيجة مباراة قفصة وعدم تأجيلها سببا في خروج السي اس اس من دائرة المراهنة على اللقب وهو الذي كان ابرز منافس للنادي الافريقي الذي توّج بالبطولة... ومع ان النادي الصفاقسي الذي يشكو من اصابات حادة لعدد من لاعبيه ومع ذلك سرّح 6 من لاعبيه الى المنتخب للمشاركة في نهائيات الشان برواندا ولعب مقابلة الكأس مع مستقبل المرسى منقوصا من هذه الركائز وخسر المباراة وودّع السباق مبكرا كما تعمقت خسائره بالاصابة الحادة لكريم العواضي الذي سيخضع الى راحة مطولة جدا لا تقل عن 3 أشهر ... مع كل هذا وغيره فإن المفارقة العجيبة والغريبة ان النادي الصفاقسي لا يجد من المكتب الجامعي اي اعتراف بجليل هذه الخدمات فلا يتم مراعاة ظروفه ولا تأجيل اي من مقابلاته ... بل اكثر من ذلك يبدو ان هناك بعض الاطراف تتصيد الابيض والاسود وتجازيه جزاء سنمار ... ولا تقيم له وزنا وكأنه فريق نكرة بلا تاريخ وبلا ماض وبلا امجاد ... الغرابة تكبر وتشتد لما نشير الى أن النادي الرياضي الصفاقسي يكاد يستجدي المكتب الجامعي لا بمنحه بعض الامتيازات وانما للمطالبة بأبسط حقوقه التي يقتضيها القانون ضمانا للشفافية ... بل اكثر من ذلك ان المكتب الجامعي يتجاهل حتى مجرد الرد على النادي الصفاقسي ليقول له مثلا أن هذا الطلب الذي تقدم به مرفوض مثلا... الأمثلة على هذه التجاوزات قائمة وكثيرة ولكن لنكتفي بآخرها وهي لوحدها تغني عن كل تعليق فمعلوم للجميع ان النادي الرياضي الصفاقسي طعن في شرعية مشاركة اللاعب احمد العكايشي مع النجم الساحلي في المباراة مع نادي عاصمة الجنوب وقد خسر النادي الصفاقسي القضية في الطور الابتدائي ولهذا مارس حقه القانوني في استئناف القرار والذي ستنظر فيه لجنة الاستئناف بالجامعة يوم غد الثلاثاء ... وباعتبار ان هذه القضية التي اسالت الكثير من الحبر تحتاج الى توفر شرط الحياد والنزاهة ضمانا لحقوق المتقاضين فإن هيئة النادي الرياضي الصفاقسي كانت وجهت مراسلة الى الجامعة التونسية لكرة القدم وصلت الى مكتب الضبط بالجامعة يوم 25 جانفي 2016 تضمنت تجريحا في رئيس لجنة الاستئناف بالجامعة التونسية لكرة القدم. وأشارت المراسلة الى أسباب التجريح ومنها ان رئيس لجنة الاستئناف بالجامعة منخرط بالنجم الساحلي وعضو باحد هياكله النشيطة وبالتالي فإنه تفاديا لكل التأثيرات والحزازيات وتجنبا لكل التأويلات التي قد تلحق القرار الصادر عن لجنة الاستئناف من جراء انتماء رئيس اللجنة الوطنية للاستئناف للنادي فانه يتجه ابعاده من النظر في نزاع الفريق واستئافه على قرار الرابطة 9730 بتاريخ 26 ديسمبر 2015 والذي قضى بقبول احتراز النادي الصفاقسي شكلا ورفضه اصلا واقرار النتيجة الحاصلة فوق الميدان وذلك ضمانا لشفافية قرار الاستئناف وتفاديا لكل تشكيك قد ينال لاحقا من هذا القرار. والسبب الثاني للتجريح انه سبق لرئيس لجنة الاستئناف بالجامعة النظر في النزاع المتعلق بفسخ اللاعب العكايشي عقده مع الترجي الرياضي واصدرت لجنة الاستئناف قرارها بتاريخ 11 سبتمبر 2015 وقضى بتعليق نشاط احمد العكايشي لمدة 4 اشهر بداية من 4 اوت 2015 اضافة الى ان لجنة الاستئناف برئاسة حسان البجار مكّنت النجم الساحلي من قرار شرح للحكم المذكور ابدت من خلاله رايها بصفة غير مباشرة في النزاع موضوع الاحتراز من النادي الصفاقسي ضد مشاركة احمد العكايشي. وبين النادي الصفاقسي في مراسلته انه باعتبار ان احترازه على مشاركة العكايشي في المقابلة التي جمعت الأبيض والأسود بالنجم الساحلي قائم اساسا على الحكم الصادر عن اللجنة الوطنية للاستئناف بتاريخ 11 سبتمبر 2015 وعلى التشكيك في قرار الشرح الصادر عن رئيس لجنة الاستئناف والذي لم يكن في طريقه باعتبار انه قد حرف الحكم المذكور تماما. وقال النادي الصفاقسي إنه بناء على ذلك لا يجوز قانونا لرئيس اللجنة الوطنية للاستئناف النظر في نزاع سبق له النظر فيه وكذلك ابداء رأيه فيه واضاف النادي في مراسلته انه باعتبار انه من مبادئ المحاكمة العادلة ان تنظر في القضية هيئة قضائية مستقلة ومحايدة وانه باعتبار ان الفصل 288 يحجر مباشرة الوظائف العدلية اصالة على الحكام ...في النوازل التي تم سماعهم فيها كشهود او التي باشروها بصفة حكام او محكمين او سبق منهم اعطاء رأي فيها. وقال النادي الصفاقسي إنه تبعا لكل هذه الأسباب فإنه يجب إعفاء «البجّار» من النظر في استئناف النادي الصفاقسي لقرار الرابطة الوطنية لكرة القدم عدد 009730 الصادر بتاريخ 26 ديسمبر 2015 والذي هو من انظار اللجنة الوطنية للاستئناف. ورغم ان مراسلة النادي الصفاقسي وصلت الى مكتب ضبط جامعة كرة القدم منذ 25 جانفي الماضي فإن الجامعة لم تحرك ساكنا ولم ترد على طلب النادي الصفاقسي سواء بالسلب او بالايجاب وهو ما اضطر مسؤولي عاصمة الجنوب الى ارسال عدل منفذ الى الجامعة يوم الخميس الماضي لمعرفة موقفها من المراسلة ومن تجريح هيئة الفريق في رئيس اللجنة الوطنية للاستئناف. وكالعادة لم يطرأ أي جديد وهو ما دفع باللجنة القانونية للنادي الصفاقسي الى الاجتماع اول امس السبت 6 فيفري 2016 والتي اتخذت قرارا بأنه في صورة عدم الردّ على مراسلة النادي بالتجريح في رئيس اللجنة الوطنية للاستئناف وتبديله فإن النادي الصفاقسي سيقاطع اجتماع لجنة الاستئناف يوم غد الثلاثاء 8 فيفري. لا ندري لماذا تحرص الجامعة دائما على ان تضع نفسها في مواضع الشبهة ... والا ما ضرها لو اجابت على مراسلة الفريق بالسلب او بالايجاب ... وهل كانت ستفعل الشيء نفسه مع نواد أخرى ... ام ان الامر يتعلق بالكيل بمكاييل مختلفة ودائما لا حظّ لفريق عاصمة الجنوب فيها؟