رغم الإجراءات التي أقرتها الحكومة بخصوص التشغيل، تواصلت أمس التحركات الاحتجاجية ببعض ولايات الجمهورية حيث نفذت معتمدية النفيضة من ولاية سوسة إضرابا عاما لمدة يوم واحد احتجاجا على غياب التنمية وتدهور الأوضاع الاجتماعية وانتشار البطالة وذلك بدعوة من الاتحاد المحلي للشغل وأغلقت المدارس أبوابها كما توقفت المؤسسات العمومية والخاصة عن تقديم خدماتها مما أحدث شللا في المدينة. وجاء الإضراب على خلفية تعطل المفاوضات بين الاتحاد المحلي للشغل بالنفيضة والسلط المحلية المتهمة بتجاهل مشاكل المنطقة. واعتبر أهالي الجهة، أن وضع المنطقة مترديا اجتماعيا، إضافة إلى تواصل طرد عمال وموظفي مطار النفيضة - الحمامات الدولي، وتعطل انجاز مشاريع تنموية وارتفاع معدل البطالة بالمنطقة، اضافة الى غياب إرادة حقيقية للنهوض بالجهة. ويحتج عمال في مطار النفيضة الذي تديره شركة «تاف» التركية على قرارات الطرد التي شملتهم، في ظل التراجع الحاد لنشاط المطار مع تقلص رحلات الوفود السياحية منذ أحداث سوسة الارهابية في جوان الماضي. وعلى إثر اجتماع ضمّ ممثلين عن اتحاد الشغل الجهوي والأطراف المتدخلة تمّ إقرار إضراب ليومي 24 و25 فيفري. في المقابل، شهدت قلعة الأندلس إضرابا عاما احتجاجا على تعطل خدمات ميناء بحري حيوي في الجهة ممّا تسبّب في شلل بمختلف المرافق العمومية والخاصة وغلق جميع الطرق المؤدية للجهة. واعتبر البحارة المحتجون انّ هذا التحرّك سببه تجاهل السلط المعنية مشاكل قلعة الأندلس المتعلقة بالخصوص بحقهم في العمل ودفع الحكومة لتشغيل الميناء المغلق بالجهة أو إعادة تهيئته في أقرب الآجال. من جهته أكّد والي أريانة مهدي الزاوي تفهمه لمطالب بحارة قلعة الاندلس المحتجين، نافيا رفضه التحاور معهم. وأوضح أنّ جلسة عمل مع وفد من المحتجين انعقدت مع وزير الفلاحة لإطلاعهم على تقدم انجاز الدراسات المتعلقة بميناء قلعة الأندلس. أما في الكاف، فقد لوّحت مجموعة من العاطلين عن العمل من حملة الشهائد العليا المعتصمين بمنطقة ساقية سيدي يوسف بتنفيذ تحركات احتجاجية تصعيدية وغلق المعبر الحدودي مع الجزائر في حال عدم إقرار إجراءات عاجلة لفائدة أبناء المنطقة مؤكدين أنّ ساقية سيدي يوسف من المناطق ذات الأولويّة والتي تعاني من التهميش والنقص الفادح في الكوادر داخل الإدارات رغم توفّر أصحاب الشهائد من أبناء الجهة مطالبين الدّولة بإيجاد حلول عاجلة وجذريّة. من جهة اخرى، شهد المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس صباح أمس حالة من الفوضى والاحتقان بسبب الإضراب الذي يشنّه أعوان الحضائر والآليّة 16 حيث توقفت عمليّات تسجيل المرضى ممّا أثار استياء في صفوفهم بعد تعطل مصالحهم . وعمد المحتجون الذين يطالبون بتحسين وضعيات تشغيلهم الهشة إلى غلق مقر الادارة الجهوية للصحة بصفاقس. أما في المهدية فقد تدهورت صحة أحد المعتصمين من أصحاب الشهائد العليا والمعطلين عن العمل في منطقة السواسي، وتم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي الطاهر صفر. وبدأ الاعتصام منذ 10 أيام وتطور إلى اضراب جوع وحشي بعد اسبوع نتيجة عدم التجاوب من طرف سلطات الجهة المعنية. أما في القصرين فقد تعكرت أمس الحالة الصحية للمضربين عن الطعام بلقاسم هلالي و هيثم بناني مما استوجب نقلهما الى المستشفى المحلي بحيدرة من ولاية القصرين. من جهتها، قرّرت الجمعية التونسية للمعطلين عن العمل تنفيذ سلسلة من التحركات الاحتجاجية بعدد من جهات الجمهورية تعبيرا عن رفضها قرارات الحكومة الخاصة بالتشغيل و للمطالبة بالحق في الشغل إضافة إلى تنظيم مسيرة وطنية بالعاصمة يوم 15 فيفرى الجاري. واعتبر سيف عمار المداني رئيس الجمعية في تصريح اذاعي أن الإجراءات التي أقرتها الحكومة مجرّد ذرّ رماد على العيون بنية إخماد التحركات والاحتجاجات، مؤكدا أن احتجاجات الجمعية مازالت قائمة الذات مشيرا الى وجود مماطلة وعدم مبالاة في التعامل مع ملف التشغيل من قبل الحكومة، مؤكدا أن تحركاتهم ستكون في نسق تصاعدي في بعض الولايات تحضيرا ليوم 15 فيفري الذي سيحمل شعار «إما التشغيل أو نصب المشانق»، على حد تعبيره.