أكدت مصادر مطلعة مقربة من قصر قرطاجل«التونسية» أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يسعى لتجميع شمل العائلة السياسية الوسطية من دساترة وتجمّعيين وندائيين وتقدميين ومستقلين تحت لواء حزب وسطي كبير بُغية تكريس مشهد سياسي مستقر في البلاد يمكن الأطراف المذكورة من خوض الإنتخابات المقبلة في جبهة موحدة. وأضافت مصادرنا أن طموح مؤسس «نداء تونس» هو الدفع في اتجاه بناء حزب وسطي كبير يضم مختلف مكونات الطيف السياسي الوسطي التقدمي المتناثر في تونس للحصول على 3 ملايين صوت خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة بهدف التفوق على حركة النهضة التي تملك 500 ألف من الأصوات الإنتخابية, ولكسر التفوّق البرلماني الذي أصبح يحظى به الإسلاميون على إثر الشرخ الذي ضرب «نداء تونس». وأشارت ذات المصادر إلى أن فقدان «نداء تونس» صلوحيته الانتخابية وتأثيره السياسي وخاصة وزنه الشعبي بعد نكث وعوده الانتخابية التي بنيت أساسا على إقصاء «النهضة» وفق مقولة شهيرة لمؤسسه: «النداء والنهضة خطان متوازيان لا يلتقيان», فلاحقا دخل قياداته في حرب مواقع مستعرة في السر والعلن والتي أصبحت حديث الرأي العام التونسي على امتداد ما يناهز الستة أشهر, من أهم دوافع أو قوادح السير في اتجاه تجميع الشتات السياسي تحت راية جبهة موحدة تجمع «الدساترة» و«التجمعيين» وما تبقى من «نداء تونس», وكذلك ما تبقى من «الحزب الجمهوري», إضافة إلى «الحزب الوطني الحر» الذي يتجه إلى الإنصهار مع نداء «الهيئة التأسيسية» بشروط معينة موضوعة على الطاولة منذ فترة بين سليم الرياحي ومؤسس «النداء» حسب نفس المصادر. وأكدت مصادرنا أنّ التفكير في تأسيس الحزب الوسطي الكبير هو كذلك بهدف التصدي لإمكانية تغول حزب محسن مرزوق الجديد, إذ يخشى من هذا المولود السياسي المقبل القدرة الكبيرة على استقطاب الشباب والنساء, وهو ما قد يمثّل خزانا إنتخابيا ذا وزن هام في قلب المعادلة السياسية في البلاد إنطلاقا من الإنتخابات البلدية القادمة. مصادر «التونسية» أفادت أيضا أن مختلف اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية بقصر قرطاج خلال الفترة الأخيرة مع عدد من القيادات السياسية, والشخصيات الوطنية وعلى رأسهم منذر الزنايدي ومحسن مرزوق ونجيب الشابي والنوري الجويني والمهدي جمعة وعبد الرحيم الزواري, وغيرهم, تصب في الاتجاه آنف الذكر, لا سيما أن البعض من هؤلاء يستعد لبعث حزب جديد. وأوضحت مصادرنا أن رئيس الدولة يدفع في اتجاه أن تتوحد جميع الشخصيات السياسية المذكورة مع مشاريعها الحزبية المنتظرة مع «نداء تونس» و«الوطني الحر» والطيف الدستوري والمستقلين في جبهة وسطية موحدة, حتى أنه عرض نفس المقترح على محسن مرزوق الذي أصر على تأسيس حزبه الخاص. وتابعت ذات المصادر أن المشهد السياسي التونسي المقبل سيكون وفق قاعدة القطبية الثنائية, أي بين جبهتين كبيرتين لا ثالث لهما تتمثلان في حزبي اليمين الوسطي الكبير, واليسار الكبير, مقابل الإسلام السياسي أي حركة «النهضة», علما أن قيادات «الجبهة الشعبية» شرعت مؤخرا في تباحث سبل تأسيس «حزب اليسار الكبير» الذي طالما دعا ونظّر له الشهيد شكري بلعيد.