طائرة بلا طيّار نفّذت الضّربة انطلاقا من قاعدة بصقلية فيما أذنت تونس بفتح تحقيق حول القتلى والجرحى التونسيين الذين تم استهدافهم خلال الغارة الجوية الأمريكية بصبراتة الليبية، مازالت تداعيات الضربة الامريكية متواصلة حيث أعلنت أمس وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ان الغارة التي استهدفت الاسبوع الماضي معسكرا تدريبيا لما يسمى بتنظيم «الدولة الاسلامية» في ليبيا حالت دون وقوع هجوم كان التنظيم الجهادي يعد على الارجح لتنفيذه في تونس. وقال جيف ديفيس المتحدث باسم البنتاغون ان المعسكر الذي دمرته الغارة «كان يركز على القيام بتدريبات على شن عمليات من قبيل تلك التي شهدناها في تونس». وأضاف المتحدث «نحن متأكدون (...) من ان الغارة منعت وقوع مأساة اكبر بهجوم خارجي ما. ان طبيعة التدريب الذي كانوا يقومون به وقرب المعسكر من الحدود التونسية يشيران الى أنه كان يجري الإعداد لمخطّط كبير». وأوضح أن المعسكر كان يضم قرابة ال60 جهاديا «يتدرّبون ضمن مجموعات صغيرة منظمة ومنسقة للغاية (...) مزودين بأسلحة صغيرة». وفيما قدّر البنتاغون عدد مقاتلي التنظيم الجهادي في ليبيا بحوالي خمسة الاف عنصر، أكد رئيس بلدية مدينة صبراتة الليبية، حسين الدوادي، أن عدد عناصر المجموعة الإرهابية التي تم القضاء عليها في القصف الأمريكي على صبراتة، ارتفع إلى 50 قتيلا وأربعة جرحى معظمهم تونسيون ما عدا جثتان لموظفين صربيين. وأضاف ذات المصدر أن «آخر التحقيقات الأولية، تشير إلى أن معظم القتلى من التونسيين الذين دخلوا التراب الليبي خلسة منذ فترة غير بعيدة». تشكيك وانتظار وكان سلاح الجو الأمريكي قد استهدف فجر الجمعة الماضي معسكرا لتنظيم «الدولة الإسلامية» في صبراتة في غارة كان الهدف الرئيسي لها هو القيادي الميداني التونسي في التنظيم الجهادي نور الدين شوشان، الذي بعد أن راجت أخبار عن مصرعه تمكنت جهات أخرى من مقتله. ورغم تأكيد تقارير شبه رسمية على وجود ابو عياض بالمنزل ومقتله بالإضافة الى مقتل الارهابي نور الدين شوشان مدبر الهجوم الارهابي على باردو فإنّ التحقيقات الليبية الاولية مع الجرحى التونسيين الاربعة اكدت انهم يعرفون فقط شخصا يكنى ب«عاصم» واخر ب«أبو طلحة المهاجر» حيث تم العثور على وثيقة تحمل هذا الاسم في مكان العملية غير انه يبقى من غير المؤكد ان كان «أبو طلحة» هو فعلا نور الدين شوشان. كما تحدثت بعض المصادر الليبية عن وجود اتصالات مع الجانب التونسي للنظر في هويات القتلى قبل تسليم الجثث لكن مصادر ليبية اخرى أكدت أنّ قوّة الردع الليبية لن تسلمهم إلا بعد إصدار الأمر من قبل مكتب النائب العام وذلك لإتمام الإجراءات مع السلطات التونسية. لكن إذاعة «أوازيس أف.أم» أكدت أنّ عائلتين تقطنان بجهة بوشمة من ولاية قابس تلقت خبر مقتل أبنائها وهم كل من «عبد السميع المسعودي» والشقيقين «فهمي» و«الكيلاني الجحيدري» خلال الغارة الأمريكية. وأضافت الاذاعة انه من المنتظر أن تقوم عائلتا القتلى باستلام جثث أبنائهما على الحدود التونسية الليبية بالتنسيق مع السلط المعنية. قواعد ايطاليا تحت الطلب في المقابل، سمحت ايطاليا للجيش الأمريكي باستخدام طائرات بلا طيّار لضرب تنظيم «الدولة الاسلامية» في ليبيا انطلاقا من قاعدة سيغونيلا الجوية الأمريكية في صقلية بعد درس كل حالة على حدة حسب ما أعلنت وزيرة الدفاع الايطالية روبرتا بينوتي. وقالت الوزيرة في مقابلة مع صحيفة «ايل ميساجيرو» أمس أنه «يفترض ان يطلب الأمريكيون اذنا من حكومتنا في كل مرة يريدون فيها استخدام» طائرة انطلاقا من سيغونيلا. واضافت ان هذه الضربات ستكون محصورة بالعمليات التي تعتبر «الوسيلة الاخيرة» من اجل «حماية منشآت أو موظفين أمريكيين او من كل التحالف» في ليبيا وجميع انحاء المنطقة. وتابعت «هذا ليس قرارا مرتبطا بتسارع في الامور يتعلق بليبيا» حيث تدرس عدة دول غربية تدخلا مسلحا لوقف تقدم تنظيم الدولة الاسلامية. واوضحت «حتى الان لم تستخدم الطائرات من دون طيار في عمليات مسلحة ولم نتلق اي طلب بهذا المعنى» و«لم يتخذ اي قرار عملاني». وتستخدم سيغونيلا القاعدة الجوية الأمريكية منذ نهاية 1950، تستخدم ايضا من حلف شمال الاطلسي. واعربت روما عن استعدادها لقيادة تدخل عسكري في ليبيا لكن فقط بتفويض من الاممالمتحدة وبطلب من حكومة وحدة وطنية.