بعد أكثر من شهر حيث هدأت الأعصاب وبدأ النسيان يلف الملف وتحركت «الماكينة» كعادتها تذكّرت الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة - التي انحرفت منذ الموسم الماضي عن مبادئها وأصبحت تكيّف القوانين على مزاجها وعلى المقاس – أن لديها ملفا عالقا يحتّم غلقه فاستدعت الحكم محمد بن شريفة لسماع أقواله بخصوص لقاء الاتحاد المنستيري واتحاد سبيطلة الذي دار يوم 21 جانفي الماضي وأوقفه قبل نهايته بدقيقة لتعرّضه للاعتداء بالعنف من طرف لاعب اتحاد سبيطلة الاحتياطي آزر الميساوي وحسب القوانين الجاري بها العمل فإن الفريق يخسر المقابلة جزائيا وتسلط عليه عقوبة مكالية وهو نصف القرار الذي اتخذته الرابطة الأسبوع الماضي والنصف الثاني من القرار يتعلّق بالمذنب والذي يقع اقتراح شطبه مدى الحياة غير أن الرابطة لم تطبق القانون وبحثت عن تبرئة اللاعب خارقة بذلك القانون وهي ليست المرة الولى التي تقوم فيها الرابطة الموقرة بمثل هذا الصنيع فقد سبق لها في الموسم الماضي ان تسامحت مع لاعب أولمبيك الكاف الصادق التواتي ولاعب النجم الساحلي بغداد بونجاح. أعضاء الرابطة ألحّوا أشد الإلحاح يوم أمس على الحكم محمد بن شريفة ان يغيّر أقواله ويصبح الاعتداء محاولة اعتداء غير أن بن شريفة أصر على أن اللاعب اعتدى عليه بالعنف. حينها صرفوا عنه النظر ورموا تقريره في سلة المهملات واعتبروا أنه تعرض إلى محاولة اعتداء وبالتالي تم تسليط عقوبة ب 8 مقابلات على اللاعب المعتدي. لقد تحوّلت الرابطة إلى لسان دفاع تلتمس الأعذار للمذنبين عوض تطبيق القانون وحماية الحكام ويبدو ان الطابع الإنساني طغى عليها وأشفقت على المعتدي بتجنيبه العقوبة مدى الحياة. هذا ليس دور الرابطة فكم من مرّة طبقت رابطة الهواة القانون بحذافيره واقترحت عقوبة الشطب النهائي لتراجعه لجنة الاستئناف بعد ذلك. كان على الرابطة أن تقوم بتطبيق القانون وتترك لجنة الاستئناف تتحقق في المسألة وتسعف اللاعب. إن ما صرّح به سابقا رئيس اتحاد سبيطلة الذي تمت إحالة ملفه على المكتب الجامعي (سينما في حيط) بدأ يتأكّد وخيوط اللعبة أضحت واضحة. إن ما قامت به الرابطة إضافة لما يمكن اعتباره تجاوز صارخ للقانون يعتبر دعوة غير مباشرة للاعبين لمواصلة الاعتداء على الحكام وهؤلاء يبقون الحلقة الأضعف فحتى الهيكل الذي من المفروض أن يدافع عنهم يقف إلى جانب المعتدين. هذا القرار لا يمكن لأي طرف استئنافه. لا اتحاد المنستير ولا الحكم محمد بن شريفة. الجامعة وحدها قادرة على ذلك ولكنها طبعا لن تفعل ذلك والأسباب يعرفها الجميع ولا نودّ الخوض فيها.