التونسية (تونس) في حديث خاص ب «التونسية», كشف اللّطيف الكردي الكاتب العام المساعد بالإتحاد الجهوي للشغل ببن عروس المكلف بملف الشركة التونسية للشحن والترصيف أن هناك خطة ممنهجة لخوصصة المؤسسة, مشددا على أن هذه النوايا لن تتحقق, وأن أبناء ال «ستام» (STAM) سيتصدون لكل محاولات إستهداف شركتهم وخوصصتها. و أضاف اللطيف الكردي أن ال «ستام» تواجه عدة صعوبات متعلقة بميناء رادس التجاري الذي قال انه يشكو من تدهور بنيته التحتية من خلال عدم استغلال الرصيف رقم 6 على خلفية حادث اصطدام سفينة به منذ فترة, مؤكدا أن المطلوب هو الإسراع في أشغال إصلاحه. و تابع بأن ميناء رادس يشكو كذلك من وجود مخازن بالمسطحات لا تتماشى ونشاط الحاويات والمجرورات التي وجب التسريع في إزالتها، مشيرا في الأثناء إلى وجود معوقات أخرى تساهم في تراجع مردودية الميناء وتتمثل في بعد مسطحات الخزن عن الأرصفة, مما يؤثر على مردودية الإستغلال. تقاطع نشاط المجرورات والحاويات وطول مدة مكوث البضائع و من الإشكاليات الأخرى التي يعاني منها ميناء رادس, وفق محدثنا التقاطع الكبير في نشاط المجرورات والحاويات, وكثافة دخول وخروج الشاحنات والمجرورات في أوقات محدودة من النهار, دون نسيان عائق عدم تواصل عمل الناقلين ليلا وأيام الآحاد والمكوث المطول للبضائع وخاصة الحاويات, خاصة ان السنوات الأخيرة سجلت تزايدا في مدة مكوث المجرورات داخل الميناء. و شدد اللطيف على أن طول مكوث البضائع التجارية بميناء رادس انعكس سلبا على مردودية هذا الرافد الحيوي لاقتصادنا الوطني, ملاحظا أن فترة مكوث البضائع في الموانئ العالمية لا تتجاوز ثلاثة أيام في حين أن هذه البضائع قد تمكث ثلاث سنوات بأكملها في ميناء رادس, مما من شأنه الإضرار بإنتاجية ومردودية الميناء. تردي البنية التحتية لميناء رادس والصعوبات ممنهجة و أشار محدثنا إلى أن الشركة تضررت من تدهور مردودية ميناء رادس تبعا للإشكاليات المشار إليها آنفا, مبينا في الأثناء أن ال «ستام» من بين المؤسسات الوطنية التي قامت بدورها وتحملت مسؤولياتها على أكمل وجه وأنها لم تتوقف عن العمل خلال أحداث جانفي 2011, كما أنها تقدم خدمات كبرى للاقتصاد الوطني وشريك فاعل في ملف التشغيل, لا سيما أنها وفرت 500 موطن شغل للمعطلين وهو ما يفوق طاقة استيعابها. وأكد أن الصعوبات التي تعاني منها الشركة ممنهجة وتصب في خانة مخطط الخوصصة على حدّ قوله, مستطردا أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيتصدى لهذا المخطط, وأن المطلوب من الجهات المعنية إصلاح وتهيئة البنية التحتية لميناء رادس وتعصير المعدات حتى تصبح عاملا مساعدا على تطوير مردودية الميناء. مخطط لخوصصة ال «ستام» وبين اللطيف أن بعض رجال الأعمال يبحثون عن موطئ قدم في ميناء رادس, وهو ما يفسر الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الشركة وأن الهدف هو خوصصتها. واعتبر أن الصعوبات التي تواجهها الشركة لعبة سياسية بامتياز. أما محمد دعبوك الكاتب العام للنقابة الأساسية لأعوان شركة «ستام» فقد أوضح أن أعوان المؤسسة ضد الإضرابات العشوائية وغير المؤطرة, مطالبا الحكومة وكل الأطراف المتدخلة في القطاع بضرورة إصلاح الوضع المتردي في ميناء رادس التجاري, وتوفير أسباب العمل اللازمة لأعوان المؤسسة بميناء رادس خاصة من حيث إصلاح الأرصفة وتوفير التجهيزات الضرورية للشحن والترصيف. أرصفة شاغرة و في سياق متصل, لاحظ محدثنا أن بقاء أرصفة شاغرة بحوض رادس لحصص عمل هامة نظرا لأولوية السفن بحلق الوادي وبالضفة لا يساعد على التقليص في عدد السفن. و بين في الإطار ذاته أن ال «ستام» عملت على محاولة إصلاح الأوضاع المتردية داخل ميناء رادس بغاية تجاوز الصعوبات التي اعترضتها خلال الخمس سنوات الأخيرة, من ذلك أنها قامت بتجديد بعض التجهيزات,على غرار تجديد الرافعات, إضافة إلى أن الشركة قامت كذلك بإقتناء معدات عمل جديدة, من ذلك 6 جرارات سيتم تسلمها في مارس المقبل. و أضاف محمد دعبوك أن أعوان الشركة التونسية للترصيف والشحن بميناء رادس يعملون كفريق رابع من الساعة الثالثة ليلا إلى الساعة السابعة صباحا بهدف تجاوز الصعوبات المذكورة سلفا وان الشركة شرعت للغاية نفسها في تكوين المنتدبين لديها خلال سنوات 2011 و2012 و2013 وأيضا في رسكلة الأعوان القدامى في مجال الصيانة وسياقة المعدات الثقيلة, الى جانب الشروع في التفاوض حول ساعات العمل الخاصة بعملتها. توسعة الميناء مطلب ملح والخوصصة خط أحمر محمد دعبوك طالب كذلك السلطات المعنية بتوسعة ميناء رادس, مبينا أن أرصفة الميناء السبعة تؤمن بمفردها تقريبا اقتصاد البلاد بالكامل. وأعقب أنه تم عقد عديد الجلسات مع وزارة النقل والجهات المتدخلة الأخرى لعرض مطالب الشركة لإصلاح وتهيئة البنية التحتية للميناء, إلا أنه لا مجيب. و شدد على أن الوضع داخل ميناء رادس يتطلب قرارا شجاعا من الحكومة لتوسعة الميناء وإصلاح أرصفته لتطوير سلم مردوديته خاصة من حيث استيعاب أكبر عدد ممكن من البواخر التجارية الناقلة للحاويات. كما طالب محدثنا بضرورة الحفاظ على شركة «ستام», مؤكدا أن نوايا التفويت والخوصصة المبرمجة لهذه المؤسسة لن تمر. و بخصوص شبهات الفساد التي تحوم حول الشركة, اعتبر محدثنا أن هذه الإتهامات مردودة على أصحابها, مضيفا أن ملفات ال «ستام» سليمة, مقرا في الصدد ذاته بوجود نقائص وسلبيات كما هو الشأن في كل القطاعات, وفق كلامه.