بحضور كامل أعضاء قائمته الجديدة ووسط حضور إعلامي منقطع النظير،عقد وديع الجريء الرئيس الحالي للجامعة التونسية لكرة القدم والمترشح الثاني لانتخابات 18 مارس الجاري، صبيحة اليوم بمقر الجامعة، ندوة صحفية خصصها لاستعراض عضلاته، عفوا، نجاحاته في الفترة النيابية الأولى وتقديم ومضات عن برنامجه الانتخابي للفترة الانتخابية القادمة. الندوة الصحفية التي استمرت لأكثر من ساعة ونصف، وقف خلالها الحضور على براعة رئيس الجامعة في تبييض الفشل وفي توجيه «زرارق» العادة لكل منتقديه وحتى الإعلاميين لم يسلموا من سهام «الدكتور» حيث اتهمهم ونحن منهم طبعا بالتحامل عليه والتركيز فقط على الشطر الفارغ من الكأس وغضّ البصر عن النجاحات التي تحققت في السنوات الأربع الماضية. أرقام بالجملة ما يحسب لوديع الجريء أنه استعد كما يجب للندوة الصحفية وجهز رفقة معاونيه تقريرا ضمنوه أرقاما بالجملة أعطت صورة ايجابية ومغايرة تماما للواقع الحالي لكرة القدم التونسية، رئيس الجامعة خصص الجزء الأكبر من الندوة الصحفية لإجراء مقارنات في محاور متعددة بين ما تحقق في الفترة النيابية السابقة والفترة التي تولى فيها الإشراف على الهيكل الجامعي، مقارنات صبت جلها في خانة «الوديع»حيث تضاعف عدد الحكام بين 2011 و2015 ( 711 – 1413) مع تتطور في نسبة التعيينات على المستوى الدولي والإقليمي كما تضاعف عدد المدربين في نفس الفترة ( 325 – 1013) كما قدم الجريء أدلة على تحسن ترتيب المنتخب الوطني قاريا ودوليا ( مارس 2012: 56 دوليا و8 إفريقيا وفيفري 2016: 48 دوليا والسادس إفريقيا) وأرقاما تدل على تطور مستوى البطولة التونسية (2011: 52 عالميا والخامسة إفريقيا والرابعة عربيا، أما في 2015: 26 عالميا والأولى إفريقيا وعربيا) كما بين وديع الجريء تراجع ديون الجامعة من 8 مليارات في 2012 إلى مليارين في 2016 وتطور المداخيل. أرقام ورغم طابعها الإيجابي فإنها لم تقنع الحضور ولا نخالها تعني كثيرا الجماهير الرياضية في ظل النتائج المحققة. تبرير ما لا يبرر قلنا أن التركيز خلال الندوة الصحفية كان كبيرا على سرد الأرقام وتقديم الاستنتاجات في حين لم يحظ الجانب الرياضي باهتمام وديع الجريء الذي حاول بكل الوسائل تبرير النتائج الهزيلة للمنتخب الوطني فاستعان طورا بالتحكيم وطورا آخر بقوة المنافسين وقلة العناصر المحترفة التونسية وتغافل بقصد أو دونه عن التغييرات المتكررة للمدربين والتقطعات الكبيرة في الروزنامة. برنامج من ست نقاط بعد استعراض ايجابيات الفترة النيابية الأولى، تطرق وديع الجريء إلى برنامجه الانتخابي للفترة القادمة والقائم على ست أبواب أبرزها تطوير الإدارة الفنية ونتائج المنتخبات الوطنية ومزيد الإحاطة بقطاع التحكيم وتنمية موارد الجامعة وتطوير العلاقات الداخلية والخارجية للجامعة مع العناية بالتشريع الرياضي من خلال تحيين القوانين بالتنسيق مع الأندية ومحاولة العناية بالبنية التحتية من خلال وضع برنامج لبناء نزل خاص بالمنتخبات بمساهمة مالية من «الفيفا» واحداث ملعبين معشبين اصطناعيا. رسائل العادة وديع الجريء لم يغفل كعادته عن توجيه بعض الرسائل المبطنة لبعض من الذين انتقدوه، حيث طالب الخماسي الذي كان ينوي الترشح لانتخابات الجامعة بالتخلي عن «لوبانة» إهدار المال العام واستغلاله من قبله في الحملة الانتخابية مشيرا في هذا السياق إلى أن الجامعة تتحصل على مليار من وزارة الشباب والرياضة تحول مباشرة إلى حساب خاص لتصرف في أجور الفنيين والمقدرة بمليار و800 مليونا حسب تأكيداته، كما أعلن الجريء بصفة غير مباشرة بأن المكتب الجامعي الحالي لن يمتثل لقرار محتمل من المحكمة الإدارية قد يقضي بتأجيل الانتخابات مشيرا إلى أن الرد عليه في حال صدوره سيكون وفق القانون كما فند رئيس الجامعة كل الاتهامات الموجهة إليه بالتحكم في مصير البطولة وبفرض قوانين تضيق الخناق على الراغبين في خلافته مشيرا في هذا السياق إلى أنه ليس «صيد بوقلادة» حتى يفعل كل هذا أو يسمح لنفسه بتجاوز القانون. «أيدينا مفتوحة» رئيس الجامعة استغل معنى اسمه للتأكيد على طابعه الوديع وعدم سعيه لافتعال المشاكل مشيرا إلى أنه يدافع عن قراراته وفق ما يقتضيه القانون وأنه لا يحمل صداما أو عداءا شخصيا مع رئيس اللجنة الأولمبية محرز بوصيان أو وزير الشباب والرياضية ماهر بن ضياء مؤكدا على أنه وفي حال نجاحه في الانتخابات القادمة فإن أبواب الجامعة ستكون مفتوحة لكل الأراء التي تبحث عن الإصلاح والإفادة داعيا كل الأطراف إلى الإتحاد من أجل تطوير واقع كرة القدم التونسية. الإعلام في قفص الاتّهام رئيس الجامعة ومنذ افتتاحه للندوة الصحفية لم يغفل عن توجيه اتهامات مبطنة لمختلف الوسائل الإعلامية باستهدافه ومحاولة ربط كل فشل بشخصه مشيرا إلى أن الإعلام هوّل كثيرا الأمور وركز بشكل كبير على السلبيات وتغاضى عن الإيجابيات التي تحققت في عهدها وهي قليلة للأمانة، كما لم يكن الجريء وديعا في رده على بعض الأسئلة التي وجهت له من قبل بعض الزملاء حيث كانت ايجاباته انفعالية وهي ما خلق تذمرا كبيرا من الصحفيين الذين حضروا بأعداد غفيرة المؤتمر الصحفي. «دلّلنا فاخترنا الالتحاق بقائمته» بهذه العبارة برر سنان بن سعد التحاقه بقائمة وديع الجريء وذلك في رده على سؤال لأحد الزملاء، حيث أشار إلى أن الرئيس الحالي للجامعة كان سخيا مع الأندية الهاوية ومع الرابطات الجهوية وخاصة رابطة المنستير الذي كان رئيسا لها مشيرا إلى أنه تحصل على كل ما طلبه في السنوات الأربع الماضية خلافا لما كان في السابق وهو السبب الوحيد الذي جعله يقبل دخول المعترك الانتخابي في قائمة الجريء. أعضاء القائمة القائمة التي سيدخل بها وديع الجريء انتخابات 18 مارس ستتكون من حنان السليمي والبصيري بوجلال ومحمد السلامي وهشام بن عمران وابراهيم عبيد وسنان بن سعد وحامد المغربي ومحمد الحبيب مقداد ومحمد واصف جليل وأمين موقو وبلال الفضيلي.