التونسية (تونس) اشتغلت مصالح وزارة الصحة كأفضل ما يكون خلال الأحداث الأخيرة بمدينة بن قردان وقامت بواجبها في مواكبة بطولات أبناء تونس من العسكريين والحرس الوطني والأمنيين وسلك الديوانة وكذلك المواطنين في التصدي للدواعش وإحباط مخططاتهم الإجرامية ، حيث كانت على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية في أداء دورها. ولم يأت هذا النجاع من فراغ أو قبيل الصدفة إذ كانت هناك خطط جاهزة سلفا لحالات الطوارئ وللتدخلات الكبرى مثلما أكد لنا ذلك كريم عون المدير العام للصحة الذي أضاف في لقاء خاص مع «التونسية»: « الحرب على الإرهاب حتمت علينا منذ مدّة اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة نظرا لأهمية دور المؤسسات الصحية في هذا المجال ، حيث أجريت عمليات بيضاء على أوضاع مشابهة للتي حدثت مؤخرا ببن قردان وهو ما جعل وزارة الصحة تكون على أهبة الاستعداد في الأيام الأخيرة وإلى الآن نحن جاهزون لكل الحالات. نجاعة تدخلنا تمت كذلك بفضل جهود كل الأطراف والتنسيق المحكم مع وزارتي الداخلية والدفاع عبر قاعة عمليات موجودة بمقر الوزارة يشرف على تسييرها الدكتور السمراني والتي عملت بأقصى جهد بفريق متكامل من الأطباء والإطار شبه الطبي وإطارات عليا وتحت إشراف مباشر من وزير الصحة سعيد العايدي مما جعل التنسيق والتواصل بين مختلف الأطراف المعنية يحصل بنجاعة عالية وكل هذه الجهود جعلت جميع المستشفيات بالوسط والجنوب التونسي على أتم الجاهزية لكل التوقعات. وبخصوص المصابين والجرحى قال كريم عون إن بعضهم غادروا المستشفيات فيما مازال البقية يتلقون العلاج وتحت المراقبة الطبية وأطمئن الجميع أن حالاتهم في استقرار (وربما قد تقلص عدد المقيمين بالمستشفى بما أن جلستنا مع المدير العام للصحة كانت منذ يومين ). كما أن مخزون الدم كان متوفرا في جميع المؤسسات بالكميات المطلوبة وزيادة وكل الشكر بالمناسبة لأهالي بن قردان الذين هبوا للتبرع بالدم ... الأطباء في كل الاختصاصات ولا سيما في جراحة العظام والقلب والإنعاش والتبنيج كانوا في الموعد فضلا عن رغبة عدد كبير من أطباء الاختصاص المتطوعين في الالتحاق بمستشفيات ولاية مدنين للمساهمة في تقديم الخدمات الصحية ومداواة المرضى». وفي الأخير شدد المدير العام للصحة على أهمية مواصلة هذا التمشي لتكون وزارة الصحة على أتم الاستعداد والجاهزية للتدخل وتقديم الخدمات الصحية للمرضى والمصابين وكلما تطلب الأمر وفي أي ظرف كان، متوجها بالشكر الجزيل للإطار الطبي وشبه الطبي والعملة الإداريين والمستشفيات على مساهمتهم الكبيرة في التغطية الصحية الشاملة والناجعة خلال حربنا ضد الإرهاب.