أكدت الجلسة الموسعة التي عقدها مؤخرا سعيد العايدي وزير الصحة بمقر الوزارة مع عدد من المديرين الجهويين للصحة بحضور سفيان بوراوي مدير ديوان الوزير وعدد من اطارات الوزارة العليا حرص الوزارة على الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطن والجهود الكبيرة التي تسعى من خلالها سلطة الإشراف إلى القطع مع المعاناة التي عاشها المواطن منذ عقود في بعض المؤسسات الصحية من نقائص كالنقص في الأدوية والموارد البشرية وتدني الخدمات الصحية في بعض الفضاءات الصحية وغيرها من النقائص. أعمال الجلسة استغرقت حوالي 4 ساعات واحتوت على العديد من المحاور منها متابعة القرارات التي اتخذت للتعجيل بتنفيذ المشاريع المبرمجة التي تخص البنية التحتيّة والاستعدادات لاستكمال تنفيذ مشروع المساعدة على تقليص الفوارق الاجتماعيّة ودعم الخدمات الصحيّة بمراكز الصحة الأساسية والوسيطة في الجهات ذات الأولويّة وذلك بعد الهبة التي منحها الاتحاد الأوروبي لتونس في الآونة الاخيرة. وقد ثمّن الوزير في بداية كلمته الجهود التي بذلتها مختلف الادارات الجهوية والهياكل الصحية بفضل جاهزيتها وحسن استعدادها وتدخلها الناجع في قبول المصابين بعد الأحداث الارهابيّة التي شهدتها بلادنا وآخرها العمليّة الارهابيّة الجبانة التي جدّت بمنطقة بن قردان متوجها بأخلص عبارات الشكر لكل الإطارات الطبية وشبه الطبي والموظفين والعملة على حسن استعدادهم ووطنيتهم لإنقاذ المصابين. كما أوصى على مزيد تكثيف الدورات التكوينية في مجال الإتصال والتواصل ووظائف الاستقبال لمستحقيه. وحثّ الوزير الجهويين على ضرورة احترام توقيت العمل والقيام بعمليات تفقد ميدانية للمؤسسات التابعة لهم والوقوف على متابعة سير حسن استقبال المواطن منذ دخوله للمؤسسة الصحية. ولفت الوزير أنظار الحضور إلى ضرورة التوازن في توظيف واستغلال التجهيزات الطبية حتى لا يبقى البعض منها في الدرج متروكة غيرمستغلة في وقت تكون مؤسسات صحية أخرى في أوج الحاجة إليها . ليؤكد بعد ذلك للحضور على ضرورة التعاون ومزيد التنسيق بين الإدارات الجهوية والوزارة لضمان المتابعة والتصدي للأزمة قبل وقوعها. وقد استمع سعيد العايدي لكل المديرين الذين أمدّوه بالأرقام حول أهم الإنجازات التي تحققت في سنة 2015 وما ينتظر الوزارة في سنة 2016 سواء في ما يتعلق بالتجهيزات الطبية والأدوية وطب الاختصاص الذي يشهد تباعا تحسنا واضحا على مستوى حاجات الجهات الداخلية أو في خصوص الإدارة حيث تم التطرّق لموضوع الانتدابات والمبادرة التي قامت بها رئاسة الحكومة في منح الصلاحيات الكاملة للوزارة للتصرف في هذا الملف. كما دعا سعيد العايدي المديرين الجهويين إلى مزيد استحثاث نسق إنجاز المشاريع الصحيّة الجارية والمبرمجة وإحكام التوزيع الأمثل للموارد البشريّة والتجهيزات الطبيّة بما يساعد على تحسين الخدمات الصحيّة المسداة للمواطنين. وشدّد الوزير على ضرورة مضاعفة زيارات التفقّد للمؤسّسات الصحيّة قصد الوقوف على مدى تنفيذ برنامج تأهيلها الذي شرعت فيه الوزارة والرامي إلى تحقيق النجاعة المطلوبة لهذه الهياكل وتنظيمها بما يخدم المرضى على أفضل الوجوه، مشدّدا في هذا السياق على أهميّة تكثيف عمليّات مراقبة ظروف الاستقبال وشروط حفظ الصحّة. وذكّر الوزير في الختام بضرورة مزيد انفتاح الادارات الجهوية للصحة على وسائل الاعلام لتسهيل الحصول على المعلومة الصحيّة من مصادرها في أفضل الظروف حتى تكون العلاقة بين الإعلامي والوزارة مبنية على الثقة المتبادلة ومصداقية المعلومة .