أكد وزير الداخلية الهادي مجدوب أمس في لقاء صحفي بالبرلمان عقب الجلسة العامة المغلقة أن الأجهزة الأمنية على اتم الإستعداد للتصدي لكل ما من شأنه المساس بأمن تونس وإستقرارها مبينا أن مواصلة التصدي لمختلف التهديدات تتطلب طول نفس قائلا: «نحن متفائلون بالقادم لكن لا بد من طول نفس لمواصلة التصدي لمختلف التهديدات».من جانبه اشار وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني الى انه تم التأكيد خلال الجلسة العامة على ان الدولة في الطريق الصحيح وان محاربة الإرهاب حرب إجتماعاتية تتطلب إنخراط الجميع من دولة و إعلام و احزاب سياسية ومجتمع مدني. و أكد أنه تم مد نواب الشعب بمعطيات حول إستراتيجية الدولة في مكافحة الإرهاب و تفاصيل العملية التي جدت في بن قردان مبينا ان الجلسة تندرج في إطار العلاقة بين السلطة التشريعية و التنفيذية و المراقبة البرلمانية للقوات المسلحة . كما اوضح انه تم إطلاع النواب على مدى تقدم المؤسسة العسكرية و مشروع تأمين الحدود الجنوبية الشرقية مؤكدا أن المؤسسة تقدمت شوطا هاما في العمل بإقامة الساتر الترابي في إنتظار إستكمال منظومة المراقبة الإلكترونية قصد تأمين الحدود من المخاطر رغم ما تم تحقيقه من نجاح في عملية بن قردان. ونوه الحرشاني بالدور الذي لعبه اهالي المدينة الذين مكنوا وفق تعبيره المنظومة الامنية من إيقاف العديد من الإرهابيين و كشف أسلحة هامة موضحا ان المعلومة تعد اقوى سلاح في الوقت الراهن حاثا المواطنين على ضرورة الإنخراط في هذه المسألة بتوفير المعلومات الضرورية لقوات الامن و الجيش .وأشار إلى ان الحرب على الإرهاب مازالت متواصلة رغم النجاح الباهر في بن قردان مبينا ان الخطر عالمي يستهدف كافة الدول بما فيها الدول ذات الإمكانيات الكبرى على غرار ما حدث في بن قردان مشيرا إلى ان هذا الخطر يستوجب التعاون العالمي على مستوى المعلومات و اقتناء التجهيزات باعتباره عابر للقارات.كما اكد ان الجانب الامني و العسكري لا يكفيان لمواجهة الخطر الإرهابي لأن الإرهاب حسب تعبيره ثقافة تتطلب محاربتها بثقافة مضادة على المستوى الإجتماعي و الإقتصادي و بتمرير الخطاب الديني المبني على التسامح و الإعتدال.وكان نواب البرلمان قد صوتوا ب 143 صوتا على ان تكون اشغال الجلسة العامة المتعلقة بالاستماع الى كل من وزيري الداخلية الهادي مجدوب والدفاع الوطني فرحات الحرشاني وكذلك الناطق الرسمى باسم الحكومة خالد شوكات و الخاصة بالوضع العام بالبلاد مغلقة حسب احكام الفصل 105 من النظام الداخلي للمجلس. وكان رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر قد بيّن قبيل انطلاق الاشغال ان هذه الجلسة تندرج في اطار العمل الرقابي للمجلس على العمل الحكومي مضيفا انه سيتم التطرق الى الوضع العام في البلاد خاصة الامني واستراتيجية الحكومة في مواجهة الارهاب بعد الاحداث التي شهدتها بن قردان في 7 مارس الجاري.