قاد الدكتور والباحث التونسي حمدي مبارك دراسة عالمية رفقة فريق بحث متعدد الجنسيات خصصت لتحديد جينات قد تفسر إنجاب التوائم غير المتشابهة. وتفتح هذه الدراسة الباب أمام فهم أعمق لمشاكل الخصوبة عند المرأة وابتكار علاجات للعقم لديها. وقال الدكتور حمدي مبارك في حوار مع فرانس 24 " أول دراسة تؤكد أن إنجاب التوائم بصفة طبيعية له سبب وراثي من خلال الجينات التي وجدناها. وبالتالي هذا يجيب على سؤال ظل بدون إجابة لعقود طويلة: لماذا يوجد العديد من التوائم في العائلة؟" وأضاف أن أحد الجينيْن المُكتشفيْن يُؤثر بشكل كبير على خصوبة المرأة، مشيرا الى أن "معرفة هذه الجينات قد يساعد على تطوير وسائل علاج العقم المتأتي من خلل في عمل المبيضات لدى المرأة". وحسب الدراسة، تزداد فرص إنجاب التوائم الأخوية بنسبة 29 في المائة لدى النساء اللاتي يحملن هذين الاختلافيْن في الجينات. المُتغيِّر الأول مرتبط بأحد الجينات (الوحدات الأساسية للوراثة عند الكائنات الحية) المعروفة باسم FSHB....
وقال حمدي مبارك: "لم نكن نعرف أن لهذه الجينة علاقة بإنجاب التوأم. نعتقد أنها تلعب دورا هاما في كيفية استجابة المبيضات للهرمون المنبه للجريب (FSH) ".
ويعتقد الباحث التونسي أن مزيدا من الأبحاث حول جينة SMAD3 ستسمح بتشخيص القدرة الإنجابية لدى المرأة وتوفير أفضل سبل العلاج في حالة وجود خلل فيزيلوجي. مثال على ذلك: منع المضاعفات الشديدة الناتجة عن ما يعرف بمتلازمة فرط تنشيط المبيض في حالة إنجاب طفل الأنبوب (IVF). و ستُمكن هذه الدراسة من تعميق فهم الخصوبة لدى النساء. ويعتقد الباحثون أن الجينيْن المكتشفيْن ليسا إلا جزءً من لغز أكبر وأن جينات أخرى متعددة تدخل في مسار إنجاب التوائم الأخوية. وقد نُشرت الدراسة نهاية الأسبوع الماضي في مجلة The American Journal of Human Genetics الشهيرة، وأظهرت أنه تم تحليل معطياتِ قرابة 2000 أمٍّ أنجبت توائم غير متشابهة (توائم أخوية Fraternel Twins.) وتم تحديد جينيْن داخل الموروث الصبغي (الجينوم) يجعلان من بعض النساء أكثر عرضة لإنجاب هذا النوع من التوائم.