يعلم الجميع أن الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة دعت في اجتماعها الأخير الحكم الدولي المساعد أيمن اسماعيل لسماع أقواله بخصوص ما أصبح متعارفا عليه بقضية علي معلول على خلفية رميه جمهور اتحاد بن قردان بمقذوفة أو «قذيفة» أو حجارة أو لا أعلم ماذا وذلك حسب ما أظهرته الصور التلفزية وألحت عليه بعض القنوات التلفزية إصرارا ولا ندري هل أن ذلك كان على حسن نية أو لغاية في نفس يعقوب وهذا ليس موضوعنا. إن ما يهمنا في المسألة هو دعوة المساعد. يقول صديقنا المساعد الدولي السابق ورئيس لجنة المتابعة ولجنة تعيين المساعدين عن مثل هذه الدعوات «سينما في حيط» وطبعا هذه المقولة تلخّص كل شيء. فما الغرض من دعوته ؟ فهو لم يشاهد العملية ولو كان شاهدها لأعلم الحكم كريم الخميري الذي سبق وأن ساءلته الرابطة عن الحادثة فأجاب أنه لم يشاهد شيئا. ولنفرض أنه سيشهد ان معلول رمى «ولاعة» أو لا أعلم ماذا تجاه جمهور الفريق المحلي فإن عقوبة معلول في أعين هيئة النادي الصفاقسي وجماهيرها تسبب فيها المساعد وعندها كل الاتهامات ستوجه لأيمن اسماعيل وكأنه المتسبب في غياب معلول عن الكلاسيكو وفي صورة قوله أنه لم يشاهد العملية فإن هيئة النجم الساحلي وجماهيرها ستوجه له أيضا أصابع الاتهام لكونه لم يقل الحقيقة وتغاضى عن الإشارة لما قام به معلول خدمة لفريق عاصمة الجنوب. أي في كلتا الحالتين فإن لأيمن اسماعيل سيكون متهما في حين «تخرج منها الرابطة كالشعرة من العجين». إنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الرابطة بمثل هذه العملية فقد سبق وأن دعت الحكام ولكن لم تأخذ بكلامهم وفي عهد غير بعيد كانت دعت الحكم محمد بن شريفة الذي تعرّض للاعتداء من طرف لاعب من اتحاد سبيطلة وأكّد بن شريفة تعرّضه للاعتداء فما كان من الرابطة إلا أن رمت بكلامه جانبا وسلطت عقوبة خفيفة على المعتدي تطبيقا للأوامر بعدم معاقبة لاعب سبيطلة. إن الرابطة بدعوتها للمساعد يوم الاثنين تهرّبت من المسؤولية فلم تكن لها الشجاعة الكافية لتعاقب معلول (حسب الصور التلفزية) أو تقر بأنه لم يقم بما يستوجب العقاب فيتحمّل المساعد المسؤولية عوضا عنها. إنه «الخبث» يا صديقي وعدم الثقة بالنفس.