مردود هزيل جدا واخطاء بالجملة وشرود غير مبرر للأذهان واختيارات بشرية للمدرب بجانب الموضوع ناهيك أننا لم نر العلويني في هذا المونديال الا اليوم ...هذه حصيلة مباراة منتخبنا بطل افريقيا ضدّ نظيره المصري أما على مستوى النتيجة الاجمالية فبامكاننا القول أن حظوظ الترشح الى الدور الثاني قد تبخرت فعليا باعتبار الهزائم الثلاث التي خرجنا بها ضدّ فرنساواسبانيا ثم ضد الفراعنة. بداية اللقاء كانت مع ذلك واعدة جدا حيث أخذ زملاء الهدوي الأسبقية الى حدود ( 6 - 3 ) و( 9 -5 ) لكن ظل التجانس مفقودا هجوميا وكانت السواعد الضاربة خارج الموضوع تماما وهو ما سمح لزملاء عوض بالعودة تدريجيا في النتيجة عن طريق عبد الوارث والقليوبي والأحمر ومن ثمة التعديل قبل انهاء الفترة الأولى لصالحهم بنتيجة ( 11 – 10) . خارج الموضوع في بداية الشوط الثاني تمكن المنتخب المصري من رفع الفارق الى ثلاثة أهداف مستغلا قلة تركيز لاعبي المنتخب في الهجوم وقد تواصلت ألأخطاء بشكل غريب وبدا الانهيار واضحا وكأن شيئا ما حدث في أذهان زملاء عصام تاج في المقابل كان تركيز واصرارالمصريين كبيرين وهو ما مكنهم من تعميق أسبقيتهم الى 5 أهداف( 15 -10) بحلول الدقيقة الخامسة ورغم أخذ المدرب الان بورت وقتا مستقطعا الا أن الحلول ظلت مفقودة خصوصا وأن مردود سعيد كان ضعيفا مرة أخرى وعصام تاج لاح منهكا تماما وقد تحسن المردود بشكل طفيف عندما تم اقحام غلوز وكمال العلويني لكن دون أن يتقلص الفارق حيث لم ينزل تحت الخمسة اهداف الى حدود الدقيقة العاشرة. أداء الحارس ماجد حمزة الذي كان ممتازا خلال الشوط الاول تراجع نسبيا واضطر الاطار الفني الى اقحام مكرم الميساوي في الاثناء واصل لاعبونا اضاعة الفرص وتقدم منتخب الفراعنة الى حدود 7 اهداف في الدقيقة 12 ثم 8 أهداف وسجل مقنم الهدف 13 في الدقيقة 14 وتصدى الميساوي لهجوم مصري واستغل عياد الفرصة ليسجل بدوره ويعود الأحمر أفضل لاعب في اللقاء ليحقق الهدف 21 لفريقه في منتصف الشوط. بعد ذلك قلص الهدوي النتيجة الى( 21 – 15) وسجل الغربي هدفا اضافيا تلاه كمال العلويني الذي تأكد أن الان بورت ظلمه بالفعل عندما تجاهله في المباراتين الأولى والثانية ضدّ فرنساواسبانيا. بعد 23 دقيقة عاد الفارق الى مستوى 5 أهداف ( 23 – 18 ) علما بأن ألان بورت ارتكب خطأ فادحا جدا عندما ترك حمزة على البنك وعول على الميساوي الذي لم يعط والحق يقال الاضافة لأنه لم يكن حاضرا ذهنيا للعب في ضوء المردود الممتاز لزميله حمزة. تكتيكيا وقفنا على مشاكل كبيرة في الناحية الدفاعية نقطة قوة المنتخب في مباراة اسبانيا واذا أخذنا في الاعتبار انعدام الخيارات البديلة في الهجوم فان اللوحة تصبح سلبية الى أبعد الحدود وهو ما تجلى في ما تبقى من الوقت حيث نجح المصريون في التقدم (26 – 20 ) وقد سهل لهم الهدوي المهمة عندما خرج بورقة حمراء في الدقيقة 55 من اللقاء بعد اقصائه في ثلاث مناسبات لينهي زملاء النقيب اللقاء لصالحهم بنتيجة (27 – 23 ). من أجل المرتبة الخامسة ضيع المنتخب الوطني اذن حلم الترشح الى الدور الثاني لكن الأسوأ من ذلك انه سيلعب من أجل المرتبة الخامسة في مجموعته هذا ان تمكن بالطبع من الفوز على البحرين وفضلا عن ذلك فإننا سنخرج مجددا بمرتبة متأخرة جدا في ترتيب المونديال الحالي بعد خوض مباراتي كأس رئيس الاتحاد الدولي ...للأسف الشديد لم يلتزم الان بورت بما وعد به قبل المونديال أي منح هامش أكبر للشبان فيما كان اللاعبون " الكبار" مهتمين بما يجري في تونس أكثر من اهتمامهم بتمثيل البلد على الوجه الاكمل وهو ما يعني أن المحاولات التي بذلها المسؤولون لاخراجهم من هذا الموضوع لم تؤت أكلها.