الإعلامي التونسي الشهير غسان بن جدو، الذي أحدثت استقالته من قناة "الجزيرة" جدلا في الوطن العربي حول مدى مهنية الفضائيات العربية في التعامل مع الثورات التي تجتاح الوطن العربي، تحدث للشروق الجزائرية عن لقاءاته العديدة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وإيمانه بأنه رجل يؤمن بالإصلاح، وأن الحوار جار مع رموز المعارضة في سوريا، مشددا على رفضه استعمال العنف في المظاهرات التي تطالب بالحرية. الشروق الجزائرية وقبيل سفر غسان بن جدو من سوريا، طرحت عليه مجموعة أسئلة، وتلقت إجابات سريعة، تابعوا........ * متى ستنطلق قناتك الجديدة بعد استقالتك من الجزيرة؟ - لحد الآن لم نحدد بعد تاريخ انطلاق القناة، ولكننا شكلنا الفريق القانوني والإداري والصحفي وبعدها تبدأ عملية تسجيل الحصص قبل الانطلاق الذي سيأخذ منا بعض الوقت. * كشفت في قناة "الدنيا" السورية أنك كنت أحد قادة المظاهرات ضد نظام بورقيبة، ما هو الدور الذي لعبته حينها؟ - لم أكن قياديا كبيرا ولكني شاركت في الانتفاضة الشعبية التي قامت ضد حكم الرئيس الحبيب بورقيبة في 1987 وهي مظاهرات معروفة وشهيرة، وكنت حينها من بين قياداتها. * هل لعبت أي دور في انتفاضة الياسمين الأخيرة؟ - كلا لم ألعب أي دور، لأن ثورة تونس قام بها المواطن التونسي وكنا نؤيد هذه الثورة وندعمها. * انتفضت على طريقة تناول "الجزيرة" لاحتجاجات سوريا، ولكننا لم نسجل لك أي انتفاضة عندما خرج شعبك التونسي للتظاهر، ماذا تغير؟ - في سوريا أنا مع الاحتجاجات التي تقوم على الحرية والتي ترفض استعمال السلاح ولكني ضد الذين يمارسون العنف، فالمطالبون بالإصلاح حاليا منكفئون على أنفسهم في بيوتهم، ولكن عددا من الرموز الوطنية المعارضة تجري في الوقت نفسه حوارا جديا مع السلطة. * أنت أجريت حوارا مع الرئيس بشار الأسد، فكيف عرفته كشخص وإنسان؟ - الرئيس بشار الأسد التقيته أكثر من مناسبة وبصفة شخصية، وهذا الرجل جاء من أجل الإصلاح و يريد أن يوجد نموذجا لدولة حديثة، ولكن أدواته تقليدية. وقد تكون هذه الأدوات عاجزة عن تحقيق هذا الإصلاح، وشخصيا أنا من القائلين بضرورة تبني مشروع وطني متفاعل مع عدالة اجتماعية، لأنه بدون عدالة اجتماعية تصبح ديكتاتورية، ودولة ديمقراطية بدون دعم للمقاومة تصبح دولة تابعة. * ما هي قراءتك لأداء الفضائيات العربية خلال الثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا؟ - (يصمت مليا) هذه الفضائيات قدمت إنجازات كبرى، حيث ساهمت في الإصلاح ودعمت المقاومة خلال الحرب الإسرائيلية ضد لبنان، وكان بها إيجابيات كبيرة ولعبت دورا اكبر من الدور الذي لعبته بعض الدول العربية والأحزاب السياسية ولكن الإشكالية ليس كل احتجاج ثورة. * هل تنوي الترشح لأي منصب سياسي في تونس بعد أن انفتحت الأمور؟ - كلا، لا أنوي الترشح ولا أرى نفسي مسؤولا في أي منصب بتونس، لأن العودة إلى تونس في هذا الظرف فيها نوع من الانتهازية، وهذا لا يعني أني لا أريد العودة إلى بلدي أو المساهمة في بنائها، بل لدي من الآراء والأفكار، ما أريد تقديمه كمواطن تونسي. * حصتك :حوار مفتوح" التي كانت تبثها الجزيرة، كان لها متابعون كثر في الجزيرة رغم أنك لم تتطرق في أي من أعدادك لموضوع حول الجزائر، ما السر في ذلك؟ - ببساطة، لم يكن مسموحا لنا التسجيل في الجزائر أو حتى الذهاب إليها، ومع ذلك استضفت في العديد من الحصص جزائريين تحدثوا عن الوضع في فلسطين وفي الوطن العربي وعن الجزائر أيضا: حتى لا تبقى فلسطين هما مشرقيا لا يعني المغاربة، والموضوع الجزائري المحلي لم أتطرق إليه إلا مرة واحدة، وأتمنى أن تتمكن القناة التي نشرف على التحضير لإطلاقها من العمل في الجزائر التي تعتبر دولة مركزية ليس فقط في المغرب العربي، بل في الوطن العربي من خلال دورها في دعم المقاومة، والشيء الذي يتناساه الكثير من العرب أن الجزائر واحة من واحات الحرية في الوطن العربي ففيها تعددية حزبية حرة، ولديكم انتم الجزائريون إنجازاتكم الكبرى التي يفتخر بها كل جزائري.