يبدو أن المسلسل المكسيكي المعروف بطول حلقاته و تسارع أحداثه، له نفس السيناريو في مسألة ما عرف بقضية "فابريغاس" و انضمامه إلى ناديه الأم إن صح التعبير باعتبار أن هذه القضية أخذت منحى دراميا متسارعا مثل حلقات الأفلام المكسيكية. البداية كانت منذ سنة 2007 عندما فرط الفريق الكاتالوني في لاعبه الأنيق و المدلل لنادي أرسنال الأنقليزي بعد أن رفض هذا الأخير الجلوس على دكة الاحتياط... بعدها بثلاث سنوات فقط دارت عقارب الساعة و أصبح "سيسك فابريغاس" مطلبا لكل الكتالونيين بعد أن كشر هذا اللاعب على أنيابه و أفرغ ما في جعبته من زاد كروي هائل جعل من فريقه الأم يندم نسبيا على الطريقة التي فرط فيه بها. مسلسل "فابريغاس" وبرشلونة هو امتداد لسنوات و سنوات لكن البداية الفعلية لبرشلونة من أجل استرداد ابنها المفقود انطلق منذ سنة 2010 لكن فريق أرسنال وضع كل العوائق أمام اللاعب و منعه من العودة إلى كتالونيا مهده الأول واضعا مبالغ تعجيزية أمام كل الأندية على حد السواء... الجميع ظن المسلسل قد انتهى لكن يبدو أن للمخرج أرسن فينغر رأي آخر عندما صرح في ندوة صحفية عندما سئل عن مستقبل "سيسك فبريغاس" مع المدفعجية قال حينها أن اللاعب يمكنه الخروج من الفريق إذا أراد، مباشرة و بعد هذه الندوة عاود الحنين فريقه الأم برشلونة ليجدد اتصالاته باللاعب، لكن "فنغر" اظهر مرة أخرى من الجشع و الغرور الشيء الكثير و منع اللاعب مرة أخرى محذرا إياه من تكرار هذه "العلكة" ليبقى اللاعب حبيس "عواطفه و مشاعره. طرف كان موجودا منذ بداية الموسم الحالي في المفاوضات و عبر عن استعداده لضم "فابريغاس" بكل الأثمان معتبرا أن هذا اللاعب يمتلك كل مقومات اللاعب الناجح، لكن سبحان الله، سرعان ما تبدلت الآلة و انقلب الحب و الشكر إلى إذلال و تحقير لقيمته اللاعب إنه رئيس برشلونة الذي لا طلما كان يحلم بضم اللاعب و إعادته إلى وكره الأصل تنكر لكل شيء ليتهجم على اللاعب و ينعته بعديم الثقة لأنه متقلب الأهواء فكل مرة يأتي برأي مرة يريد العودة و مرة يصرح بارتياحه في فريقه الحالي أرسنال. الأمر لم يقف عند هذا الحد بل إن الرئيس روسيل أكد أن قيمة اللاعب لا يمكن أن تصل إلى مثل هذه الأثمان الخرافية التي طالب بها أرسنال مؤكدا أن مليون يورو التي كان النادي الكتالوني قد عرض 40 مليون يورو في الموسم الماضي و رفضها أرسنال و في كلمات موجهة ضد فبريغاس أضاف روسيل أن اللاعب يرغب في المجيء إلى برشلونة لأن "لاعبي العالم يرغبون في ذلك" مؤكدا أنه لا يعرف ماذا سيحدث مع سيسك، لكن في حالة اهتمامنا بضمه فلن نترك الرغبة في ذلك تقتلنا أو تخرجنا عن صوابنا". يبدو أن المسلسل مازال متواصلا و أن فرضية تطور القضية مرجح فوق العادة.