أثث الممثل التونسي "لطفي العبدلي" سهرة ليلة 07 جويلية 2011 في ليلة من ليالي قرطاج ضمن الدورة السابعة و الأربعين من مهرجان قرطاج الدولي في المسرح البلدي بالعاصمة بمسرحيته من نوع المان شو "Made In Tunisia" . وقد غابت الأضواء الساطعة أمام المسرح و فتح باب واحد لدخول الجمهور و الصحفيين و رغم أن العامل في شباك التذاكر أكد لنا أن الإقبال مكثف على غرار سهرة الفنانة "اميمة الخليل" إلا أن الجمهور كان متوسط الحضور حيث أن الطابقين الأول و الثاني من المسرح كانا خاليين تقريبا ما عدى بعض الأشخاص هنا و هناك و كذلك أعوان الأمن. - 1 – الجمهور: رغم أن عدد الجماهير لم يكن كثيفا مقارنة بقيمة المهرجان و هذا أمر يمكن أن يعود لعدة أسباب نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد إلا أن هذا الجمهور تنوع ما بين الأطفال و الشيب و الشباب.و قد أفادتنا السيدة "فاطمة" موظفة بأنها قررت الحضور حبا في ما يقدمه الممثل "لطفي العبدلي" حيث أنها متشوقة للتعرف على المسرحية بعد الثورة. و حول الوضع الأمني بالبلاد و قرارها متابعة سهرات ليالي قرطاج أكدت السيدة فاطمة أنها لا تشعر بأي نوع من الخوف لأنه يجب تجاوز هذا الشعور واستئناف الحياة بصفة طبيعية و لكن ما تقترحه إدارة المهرجان من أسعار للتذاكر يعتبر عائقا فثمن التذكرة لسهرة العبدلي 10 دنانير و 500 مليم و هذا المبلغ لا يعتبر في متناول الجميع و هو ما يفسر الحضور المحتشم للجماهير. أما السيد "احمد" موظف بالمحكمة الإدارية فيرى أن ثمن التذكرة لسهرة العبدلي تفوق مقدرة المواطن العادي حيث أفادنا قائلا : "لقد أصبحت الثقافة غالية الثمن في تونس" و حول سهرة الفنان لطفي اكد أن حضوره يعود إلى ما لمسه هذا الفنان أثناء الثورة و ما تعرض له من مشاكل كالضرب و المطاردة و المواقف الذي تبناها "وقفت مع لطفي أيام أحداث الثورة و صرخنا مع بعضنا البعض و رددنا شعارات وهذا هو الفنان الحقيقي فلا يليق بالمثقف و الفنان إلا أن يكون ناقدا و صاحب موقف" و حول الأوضاع الأمنية أكد السيد احمد أن مسالة الأمن شيء مبالغ فيه فبيروت مثلا تعيش أوضاعا أمنية رديئة و مع ذلك تعتبر من اكبر العواصم العربية الناجحة في إنتاج الثقافة. الآنسة "أحلام" فترى من جهتها انه يجب تحدي كل المشاكل التي تمر بها البلاد لانجاح الثورة و هي تعتبر أن الخوف المفرط سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه لذلك وجب الخروج ليلا و حضور و تأثيث السهرات و استغلال ليالي قرطاج لاستعادة نمط الحياة. - 2 – المسرحية: وبخصوص العرض المسرحي فقد اعتلى الممثل لطفي العبدلي خشبة المسرح بتأخير وصل إلى قرابة النصف ساعة من الزمن متعللا حسب ما صرح به بحيرته فهو يجهل مكان تواجده أو زمن بداية المسرحية فقرطاج في وسط العاصمة و هو على علم بان المسرحية تبدأ على الساعة العاشرة ليلا . كل ذلك بطريقة غلبت عليها الابتسامة و حضرت معها الفكاهة ليمتص بذلك أي تعليق يمكن أن يسيء لمسرحيته آو لشخصه . و قد غلب على المسرحية التناول النقدي لعدة مظاهر اكتسحت الشوارع التونسية بعد الثورة إضافة إلى الإشادة بالثورة و الشعب التونسي و قد تميز العرض بخروج الممثل عن النص أكثر من مرة و مشاركة الجمهور الحوار مما أضفى اجواء خاصة على العمل. - 3 – بعد العرض : وقد عبر الجمهور بعد العرض عن إعجابه بالعرض المسرحي الذي تماشى و الأحداث الآنية بالبلاد حيث اعتبره الجميع عرضا متميزا. انتهى العرض قرابة الساعة منتصف الليل ليغلق المسرح أبوابه و يستعد لسهرة جديدة بتاريخ 12 جويلية الجاري مع بالي فهد العبد الله بداية من الساعة التاسعة و النصف ليلا.