في إفريقيا لا يعد الفوز على الأهلي المصري عملاق القارة وأكثر نواديها تتويجا أمرا سهلا وهينا باستطاعة أي كان تحقيقه بل هو شيء صعب يتطلب توفر عدة عوامل مثل الجاهزية الكاملة بدنيا ونفسانيا وتكتيكيا وكذلك تقديم أفضل الآداء واللعب في أعلى المستويات وخاصة خاصة مواجهته بكل الركائز والعناصر الأساسية دون غيابات بارزة ومؤثرة وهو العامل الذي نقص الترجي الرياضي أمس بملعب رادس في ظل تخلف كل من القربي والمساكني وبانانا وبن منصور إضافة إلى بن عمر والبشطبجي اللذين عول عليهما معلول في مباراتي نصف النهائي ونهائي الكأس... هي غيابات عديدة وبارزة من الصعب الفوز في ظلها على فريق اسمه الأهلي المصري لأنها تؤثر على آداء الفريق وتجبر الإطار الفني على إدخال تغييرات على التشكيلة وكذلك على مراكز بعض اللاعبين... فخليل شمام لعب لأول مرة في محور الدفاع وآفول لم يضطلع بمركز ظهير أيسر منذ سنتين والمولهي ينقصه نسق المقابلات الرسمية تمتما مثل العياري في حين لا يزال المهاجم الكامروني نجانغ جديدا في الفريق وينقصه التفاهم مع بقية زملائه... كل هذه المعطيات تصعب مهمة الترجي الرياضي بل تجعلها شبه مستحيلة ضد فريق مدجج بكل عناصر الخبرة من جمعة وغالي إلى متعب وأبو تريكة مرورا بأحمد فتحي وعاشور وشوقي وجدو ولذلك كان على نبيل معلول أن يحسن التصرف مع ما هو متوفر لديه من لاعبين واختيار الطريقة المثلى لاجتياز هذه العقبة بسلام... هذا الأمر نجح فيه مدرب الترجي الرياضي على الوجه الأكمل وعرف كيف يتعامل معه لأن الترجي الرياضي حقق الأهم وهو الفوز ولأنه كذلك دخل اللقاء على النحو الأفضل وكان سيد الميدان طوال الشوط الأول الذي أحدث خلاله أسبقيته وكان بإمكانه تدعيمها بهدف ثان وحسم اللقاء مبكرا... المباراة التي كان لزاما الفوز فيها...للإنطلاق نحو المربع الذهبي مباراة الأهلي هي المقابلة التي كان لزاما على الترجي الرياضي الفوز مهما كانت قيمة الغيابات وهذا ما نجح فيه ممثل الكرة التونسية ذلك أن أي نتيجة أخرى غير الإنتصار كانت ستقلص من حظوظه في بلوغ المربع الذهبي ... المواجهة لم تكن سهلة ضد منافس من العيار الثقيل والترجي الرياضي حقق الإنجاز وتدارك تعادل الجولة الأولى وانطلق كأحسن ما يكون في مسيرته القارية ... هذا الفوز مكن فريق باب سويقة من تصدر الطليعة مع الوداد منافسه في الجولة القادمة في مواجهة قد تحسم التأهل إلى الدور نصف النهائي بما أن الإنتصار في المغرب أو حتى التعادل سيضاعف من حظوظ ممثلنا في ضمان مكان في المربع الذهبي في ظل استقباله بعد ذلك الوداد والمولدية على التوالي في تونس وإمكانية ضمان الترشح وحسمه قبل التحول في آخر جولة إلى مصر... إذن هكذا تتجلى قيمة انتصار أمس الذي وصفه العديد من الترجيين بأنه فوز التأهل بدون شك وهو ما نتمناه لممثل الكرة التونسية الذي عاد فعلا إلى صف الكبار في القارة السمراء. نبيل معلول" بعد فوز الترجي على الأهلي: الفوز على المصريين مفتاح التأهل كان مدرب الترجي نبيل معلول سعيدا بفوز الترجي على الأهلي كيف لا و هو الذي نجح في الإيقاع بالداهية البرتغالي ايمانويل جوزي و عن هذا صرح معلول لأحد المواقع ما يلي: فزتم في هذا الدربي.. و ان كانت الأمور بدت صعبة في الشوط الثاني؟ اهم ما يجب الخروج به هو الحصول على النقاط الثلاث عنوان الفوز. و لا يمكن لي الا أن أكون سعيدا نظرا للظروف التي عاشها الفريق حيث تغيب ما لا يقل عن 4 عناصر من الوزن الثقيل.و أعترف أنه لن تتوفر لي الحلول لتعويضهم و لئن لم يمثل ظهور أفول على الجهة اليسرى مفاجأة لأنه شغل هذه الخطة و في منتخب غانا و في المحور أعطيت الثقة لشمام لتعويض بانانا الذي يخوض مونديال الأواسط في كولمبيا. و كنت متخوفا من المباراة و لكن اللاعبين أظهروا رباطة جأش رغم التحويرات في المراكز و الإرهاق بعد الماراتون الكروي و التراجع بعد الثنائي. و ما هي مفاتيح نجاحكم؟ لم أتوان عن تذكير اللاعبين خلال هذا الأسبوع بأن الفوز على المصريين سيكون مفتاح التأهل. و لقد أعددنا العدة على الصعيد التكتيكي بطريقة جيدة و كان تركيزنا عاليا و تحتم علينا شل نقطة قوة المنافس و المتمثلة في الظهيرين سيد معوض و أحمد فتحي كما كانت مهمتنا فتح المحور الدفاع المتكون من 3 مدافعين و كان بإمكاننا الفوز بنتيجة عريضة لو لم يضع الدراجي ركلة الجزاء.. و قد كان بامكان الأهلي التعديل في آخر المباراة و لكن تلك قوانين الكرة و لقد حققنا المهم. ستواجهون يوم 13 أوت الوداد الذي فاز بنتيجة عريضة على المولدية؟ النقطة التي عدنا بها من الجزائر تفقد معناها بعد فوزنا على الاهلي و برصيد 4 نقاط نتقاسم الصدارة مع الوداد. سنركز على كل مباراة على حدة و سنذهب للمغرب للفوز و سنسترجع المساكني و القربي المهمين في تركيبتنا.. و لكن للأسف سنفتقد مجدي التراوي.