تمكن الثوار الليبيون مساء الثلاثاء من دخول منزل معمر القذافي في مجمع باب العزيزية بطرابلس بعد ساعات من المواجهات العنيفة. وشن مئات من المقاتلين المتمردين هجوما على مقر العقيد الليبي بعد ثلاثة ايام من دخولهم العاصمة، ودخل الثوار وتبعهم العديد من المدنيين إلى ما يسمى 'بيت الصمود' حيث اعتاد العقيد معمر القذافي إلقاء خطاباته. وسيطر الثوار على معظم مجمع بيت العزيزية الذي اقتحموه'بعد اشتباكات عنيفة مع قوات نظام القذافي استعمل خلالها الجانبان قذائف آر بي جي وأسلحة أخرى وتبادلا إطلاق نار كثيف. وفيما يخيم الغموض على مصير العقيد القذافي، يعتقد البعض انه عاد الى مدينة سرت مسقط رأسه، لكن انباء قالت ان الثوار يتفاوضون مع شيوخ المدينة ليدخلوها بدون اراقة دماء. واعلن المتحدث العسكري باسم الثوار الليبيين أنهم تمكنوا من السيطرة على مدينة رأس لانوف النفطية الواقعة على الطريق الى مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال العقيد احمد عمر البني 'نحن الان في رأس لانوف'، معربا عن امله في ان يصلوا قريبا الى بلدة بن جواد شرق سرت والواقعة في منتصف الطريق تقريبا بين بنغازي ومصراتة اللتين يسيطر عليهما المتمردون. وسمع دوي قذائف الهاون والمدفعية والصواريخ في باب العزيزية، وهي آخر حصن للقذافي، وكذلك هدير طائرات حلف الاطلسي التي كثفت غاراتها. وتصاعدت سحب دخان كثيف من المنطقة. من جهة أخرى أكد رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج الروسي كيرسان ايليومجينوف اليوم الثلاثاء ان القذافي أبلغه انه موجود في طرابلس وليس في نيته مغادرة ليبيا. وقال ايليومجينوف في تصريح اوردته وكالة الانباء الروسية انترفاكس، ان القذافي اكد له عبر الهاتف 'اني حي وفي صحة جيدة. انني موجود في طرابلس وليس في نيتي مغادرة ليبيا'. وكان حلف الاطلسي اكد ان القذافي لا يشكل هدفا لقواته، مع تأكيده ان نهاية النظام الليبي باتت 'قريبة' وان انصاره يخوضون 'معركة خاسرة'. في غضون ذلك أكد المبعوث الليبي لدى الأممالمتحدة ابراهيم الدباشي ان مجمع باب العزيزية هو الآن في ايدي مقاتلي المعارضة بالكامل. وأضاف انه سيتم تحرير ليبيا بالكامل في غضون 72 ساعة. وقال الدباشي الذي انشق عن القذافي مع بداية الانتفاضة الحالية قبل ستة أشهر ان مجمع القذافي بالكامل اصبح في أيدي الثوار. وبعيدا عن طرابلس تواردت أنباء عن سيطرة الثوار على جيوب في شرقي البلاد وعن مواجهات متفرقة بينهم وبين كتائب القذافي في مدن بغرب وجنوب البلاد. والى ذلك قال مسؤول سويسري الثلاثاء ان سويسرا تعتزم الافراج عن أموال ليبية مجمدة بملايين الفرنكات السويسرية بمجرد ان ترفع الاممالمتحدة العقوبات التي فرضت على حكومة معمر القذافي. وقال رولاند فوك رئيس إدارة العقوبات بالأمانة الحكومية للشؤون الاقتصادية 'الغالبية العظمى من الاموال المجمدة تخص شركات مملوكة للدولة وليس لافراد. واذا حذفت من قائمة عقوبات الاممالمتحدة فان الاموال ستتاح مرة اخرى لهم.' وأضاف فوك 'لكن لا يمكننا رفع التجميد من جانب واحد لارصدة البنك المركزي الليبي أو أي شركة اخرى مملوكة للدولة.' وقالت الأمانة الحكومية للشؤون الاقتصادية ووزارة المالية السويسرية ان قيمة الارصدة تبلغ نحو 650 مليون فرنك سويسري (827 مليون دولار) ويمكن أن يكون الافراج عن أرصدة تخص أفرادا في النظام الذي اطيح به أكثر تعقيدا. وقال مصدر بوزارة الخارجية السويسرية ان الامر استغرق اربع سنوات من المشاحنات القانونية قبل ان يتسنى اعادة أموال مصادرة من حسابات تخص الدكتاتور النيجيري السابق ساني أباتشا الى الدولة النيجيرية وبعد انشاء لجنة مراقبة من البنك الدولي.