روتردام – خاص: اختتم مهرجان الفيلم العربي في مدينة روتردام الهولندية فعاليات دورته الحادية عشرة مساء الأحد 11 سبتمبر 2011، بمجمع قاعات السينما "لانتارن/فينستر"، بحفل اختتام حضره إلى جانب ضيوف المهرجان السفير التونسي في لاهاي، و تضمن إلى جانب توزيع الجوائز، عروضا فنية و موسيقية، كان من أبرزها غناء الفنانة اللبنانية رنين الشعار، و العرض الفكاهي للفنان الجزائري حكيم طرايدية، فضلا عن مقاطع من موسيقى "الراب" أداها الفنان التونسي محمد علي بن جمعة. تغييرات ثورية و شهد مهرجان الفيلم العربي في روتردام، الذي يعد اليوم أهم تظاهرة فنية و ثقافية عربية خارج العالم العربي، تغييرات ثورية في بنياته التحتية، لعل أهمها قرار إدارته تخصيص موضوع أساسي لكل دورة، جرى بموجبه تخصيص هذه الدورة للاحتفاء بالثورات العربية، المنتصرة منها، و السائرة في طريقها إلى النصر. و خلافا للتقسيم الكلاسيكي الذي التزمه المهرجان في تحديد مسابقاته خلال العشر سنوات الماضية، حيث جرى اعتماد مباريات للأفلام القصيرة و الطويلة و الوثائقية، فإن مسابقات هذا العام اعتمدت على تقسيم جديد يحيل الأفلام مهما كان نوعها إلى موضوع محدد، حيث تبنى المهرجان ثلاث مسابقات رئيسية هي: مسابقة الثورات العربية، و مسابقة سينما الضواحي، و مسابقة السينما العربية المستقلة. و إلى جانب هذه البرامج، تضمنت فعاليات الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، مسابقتين إضافيتين، الأولى نظمت بالتعاون مع القسم العربي في إذاعة هولندا العالمية، للسينمائيين الهواة في موضوع رصد و متابعة أحداث الربيع العربي، أما الثانية فقد نظمت بالتعاون مع أكاديمية الفنون في روتردام، و جرى تخصيصها للطلبة و الشباب تحت شعار "إجعل حيك سعيدا"، و تهدف المسابقة إلى تنمية سينما الضواحي. و بلغ العدد الجملي للأفلام المشاركة في هذه الدورة ما يناهز 63 فيلما تمثل أكثر من عشرين دولة عربية و أوربية، تنتمي إلى كافة أصناف الفيلم، القصير والوثائقي و الطويل و التحريك. فنانون ثوريون و عرف المهرجان مشاركة عدد كبير من نجوم التمثيل و الإخراج العربيين. و شهد حفل الافتتاح تكريم النجم التونسي هشام رستم، و النجم المصري عمرو واكد، الذي عرف بمساهمته الفعالة في الثورة المصرية، و حضوره منذ الأيام الأولى في ميدان التحرير. و كان من بين أبرز ضيوف المهرجان الممثل المغربي هشام بهلول، و الممثلين التونسيين محمد علي بن جمعة و محمد علي النهدي، و الممثل الجزائري حكيم طرايدية، إلى جانب عدد من المخرجين الشباب من بينهم صبا الرافعي من لبنان، و أحمد ماهر و محمد شوقي من مصر، و المخرج المغربي نسيم عباسي و المخرج التونسي منجي الفرحاني. الأفلام الفائزة و حصدت السينما المصرية حصة الأسد من جوائز المهرجان، حيث فاز الفيلم الوثائقي المصري " ممنوع" للمخرجة أمل رمسيس جائزة الصقر الذهبي لمسابقة أفلام الثورات العربية، بينما أحرز الفيلم المصري "المسافر" للمخرج أحمد ماهر الصقر الذهبي لمسابقة سينما الضواحي، و انتزعت مصر الصقر الفضي في مسابقة السينما العربية المستقلة، حيث جرى إسناد الجائزة مناصقة لكل من " السندرة" لمحمد شوقي و "الرحلة" لصبا الرافعي. و فازت السينما المغربية بجائزة "الصقر الفضي" في مسابقة سينما الضواحي، بينما فازت لبنان بالصقر الذهبي لمسابقة السينما العربية المستقلة بالفيلم الوثائقي "عكس السير" للمخرجة ميشال تيان، و لم تغب سوريا عن لائحة المكرمين حيث فاز الفيلم الوثائقي "أزادي" ( أي الحرية) لمخرج سوري مجهول بالصقر الفضي، وهو فيلم يدور حول الثورة السورية، كما لم تخرج تونس خالية الوفاض حيث تمكن الفيلم القصير "حدث ذات فجر" لمحمد علي النهدي بتنويه خاص في مسابقة سينما الضواحي. و تشكلت لجنة التحكيم من الناقد السينمائي الهولندي "كريستيان فان شخيرمبييك" و المخرجة الهولندية " أناخريت فيتسما"، إلى جانب الممثل و الفنان التونسي محمد علي بن جمعة. ندوات و حفلات و انتظمت على هامش فعاليات المهرجان أربعة ندوات سينمائية، تطرقت إلى أربعة مواضيع مختلفة هي: " مسار الثورتين التونسية و المصرية" و " نظرة على الثورة السورية"، و " الإسلام الراديكالي بعد 10 سنوات من أحداث 11 سبتمبر"، و " دور الفايسبوك في الثورات العربية". كما اشتمل برنامج المهرجان على سهرة موسيقية مساء يوم السبت 10 سبتمبر، بمناسبة مرور عشر سنوات على مرور احداث 11/9، أحياها الفنان الهولندي "كونراد كوسيليك"، إلى جانب الفنانين " كلارون ماكفاود" و "أسامة عبد الرسول"، حضرها عمدة المدينة المغربي الأصل أحمد أبو طالب. السعودية ضيف شرف و كان من بين البرامج الخاصة للدورة استضافة السينما السعودية الشابة كضيف شرف المهرجان، بالتعاون مع وزارة الثقافة السعودية، حيث شهد المهرجان تنظيم أمسية سعودية عرضت خلالها ثلاثة أفلام هي: الخروج لتوفيق الزايدي، و جدة ملتقى الثقافات و الحضارات لممدوح سالم، و صباح الليل لمأمون البني و هو من بطولة راشد الشمراني. إصرار على الاستمرارية و في كلمته خلال حفل الاختتام أكد خالد شوكات رئيس المهرجان، على إصرار إدارة المهرجان على مواجهة كافة التحديات ومن اهمها الاستمرارية، حيث نظمت الدورة الحالية بما يقارب ربع الميزانية المعتادة خلال السنوات الماضية، و تحدي التجديد، إذ أعلن الناشط التونسي الأصل أن المهرجان سيظل نافذة مفتوحة لتنمية سينما الضواحي و الدفاع عن قيم التعايش السلمي و الشراكة الحضارية و حوار الثقافات.