عقدت حركة النّهضة، صباح اليوم، بقصر المؤتمرات بتونس مؤتمرا صحفيّا قصد عرض برنامجها الانتخابي. وأكّد السيّد حمّادي الجبالي في بداية حديثه أنّ هذا البرنامج الذي أحصى في 365 نقطة متعلقة و بإجراءات من شأنها أن تؤسّس لتونس الحريّة و العدالة و التنمية قد اهتمّ في إرسائه أكثر من182 خبيرا من خيرة خبراء تونس من جامعيين و مهندسين انطلق عملهم في إطار الدراسات و التحقيق منذ فيفري 2011 و أضاف أنّ الحركة ستعمل على الالتزام بهذا البرنامج قصد تأسيس مرحلة للحوار الوطني و التحرر الاجتماعي و السياسي. المبادئ و التوجّهات العامّة للبرنامج: و أشار السيّد راشد الغنّوشي الى دور الحركة و أولوياتها في بناء نظام ديمقراطي يقطع مع الماضي و ذلك من خلال خطّة اجتماعيّة و اقتصاديّة تضمن مواطن شغل للجميع و تشجّع على الاستثمار كما نوّه بدور تونس في إرساء علاقات التّعاون و التّواصل مع بقيّة الدول خاصة منهم ليبيا و الجزائر مع التأكيد على الهويّة التونسيّة كما أكد التزامه بقرار الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات حول منع الإشهار السياسي. ووسط هالة من التصفيق نوّه الليبي مفتاح عبد الحميد عضو مؤسس لائتلاف 17 فيفري بمسراطة بدور الثورة التّونسيّة في إحياء ربيع الثورات العربيّة ليؤكّد على التعاون الكبير بين العرب و المسلمين. أهمّ نقاط البرنامج السياسي : ومن جهته أكّد السيّد نور الدين البحيري عضو المكتب التنفيذي و رئيس الدّائرة السياسيّة للحركة أنّ النظام الذي تسعى الحركة الى ارسائه حسب برنامجها السياسي يتمحور حول 4 نقاط هامّة وهي نظام برلماني يعمل على حماية الوطن و الشّعب بما يدعم استقلاليّة القضاء و يعيد له السلطة كما يكرّس لمبدأ التعدّدية و مؤسسة دستوريّة بإحداث محكمة دستوريّة عليا تتولّى مراقبة دستوريّة القوانين يختار البرلمان رئيسها. و تعرّض الى كيفيّة التعامل مع المرحلة الانتقاليّة بالتركيز على الأولويات في ظل توافق و طني و حكومة ائتلافيّة لتتوّج بانتخابات ديمقراطيّة و نزيهة. من النقاط الأخرى التي أشار إليها هو أحقية العمل النّقابي وإصلاح و تطوير الإدارة وتفعيل دبلوماسية ناشطة مع كلّ الدول بداية بدول الجواربالاضافة الى تركيز هيئة عليا مستقلّة تشرف على تنظيم القطاع الإعلامي وتطوير مؤسساته بما يضمن الحرّيات الإعلامية. التّحدّيات الاقتصاديّة و الاجتماعيّة والثقافيّة : في الحديث على البرنامج الاقتصادي أفاد السيّد حمّادي الجبالي أنّ التحدّيات التي تعمل الحركة على رفعها تمثيل في تجاوزات كبرى بعد العجز الذي شهده القطاع في غياب الحوكمة و الارتفاع المفرط لعدد العاطلين عن العمل مضيفا ان البرنامج يسعى الى تنمية جهويّة متوازية بين الجهات و عدالة اجتماعيّة تقوم على أساس القضاء على الفاقة مع إعادة الاعتبار للطبقة الوسطى كما أكد على توسيع منوال التنمية عن طريق توسيع الشراكات و فتح الأفاق و تنويع القطاعات الإنتاجية . و من جهته أفاد السيد رضاء السعيدي مهندس البرنامج انّ الغاية من البرنامج التنموي هو تحقيق الانتعاش و التآلف سنة 2016 لتكون سنة 2013/2014 سنة التّدارك حيث أكّد رغبة الحركة في إنشاء 590 ألف موطن شغل لتنخفض البطالة الى 8.5 بالمائة و الترفيع في الدخل الفردي الى 10000 دينار سنة 2016 مقابل 6300 دينار منتظرة سنة 2011 و لتحقيق هذا البرنامج لا بدّ من 163.300 مليون دينار للفترة 2012-2016 يساهم فيها الادّخار الوطني ب 67 بالمائة و التمويل الخارجي المصحوب بفائدة بنسبة ضئيلة تقدّر ب6 بالمائة وفي هذا السياق اكد على ضرورة اللجوء الى التمويل الإسلامي و قائلا أن الصّكوك تعد من الآليات النّاجحة التي انتهجتها بلدان اخرى لتحقيق مشاريع كبرى... أمّا بخصوص المجال الثّقافي فقد أكّد دعمهم الكلّي للهويّة و الانفتاح على المكتسبات الانسانيّة بحماية حريّة الابداع ووضع القوانين التي تضمنها. مكانة المرأة والشباب و حماية مكاسبهما: للنّهوض بالمجال الاجتماعي أكّد السيّد نور الدين البحيري أن للمرأة مكاسبها التي حققتها والتي ستعمل الحركة على تدعيمها بما يضمن حقّها في الشغل و التّعليم و حرّيّة ملبسها و تعليمها و القطع مع كلّ أشكال العنف و التّمييز المسلّط عليها هذا الى جانب النهوض بقطاعي الشباب و الطفولة.