انطلقت اليوم وعلى مدى يومين تظاهرة تنموية تحت اشراف وزارة التكوين المهني والتشغيل شعارها أي دفع جديد للتنمية في جهة صفاقس في تونسالجديدة وهي دورة يشارك فيها عدد من الجامعيين والباحثين والخبراء المختصين في عديد القطاعات الاقتصادية وبمشاركة عدد من الوزراء . والغاية من هذه التظاهرة البحث في سبل ارساء نظرة تنموية شاملة جديدة تخرج صفاقس من حالة االتهميش والنسيان او التجاهل وتجعلها قادرة على ان تصبح عاصمة متوسطية بامتياز وهي التي تتوفر لها الامكانيات البشرية والطاقات ولديها طموحات بلعب دور مهم وطنيا ومتوسطيا بانسجتها الاجتماعية والاقتصادية والعلمية لو تتوفر لها الرعاية ولو تحظى بالعناية من جانب الدولة . محمد الفريخة رئيس لجنة تنظيم التظاهرة اعتبر ان التحديات التي تعيشها تونس حاليا تتطلب بلورة حلول عاجلة ومبادرات جريئة من الخواص ومن الدولة في مجالات التنمية والتشغيل ومشيرا الى ان احداث الشركة الجديدة للنقل الجوي “سيفاكس ايرلاينز ” مؤخرا يعد افضل مثال يجسم هذا التوجه وشاطره الراي الوزير الاسبق في عهد بورقيبة منصور معلى معتبرا ان السبيل الوحيد لمجابهة تحدي البطالة يتمثل في دفع الاستثمار الخاص ورفع نسبة النمو الاقتصادي بانتهاج عدة طرق واجراءات منها ربط الامتيازات الجبائية المخولة للمؤسسات حسب درجة انخراطها في مجهود التشغيل . وقد شهدت الندوة في الفترة الصباحية من يومها الاول استعراض نتائج عمل لجنة التفكير الاولى المتعلقة بمحور “ التهيئة والتعمير” وجاء فيها ان الارتقاء بصفاقس إلى قطب حضاري ذي ابعاد متوسطية يستوجب ايجاد حلول لاستكمال مشروع تبرورة وربطه بشبكة من الطرقات والمنافذ والمسالك تواكب العصر وتعطي لشبكة المرور انسيابية ملحوظة تخفف الضغط والاكتظاظ المروري الخانق الذي تعاني منه صفاقس وبالتوازي مع ذلك قدم مكتب دراسات اجنبي تصورا لمشروع يقترح تحويل مدينة صفاقس إلى مدينة متوسطية تحت اسم “ ماديتارابوليس” ضمن شبكة مدن تجمعها خصائص حضارية ومعمارية مشتركة مشيرا الى امكانية جلب مستثمرين اجانب لتمويل القسط الثاني من مشروع تبرورة المتعلق بانجاز مشاريع سياحية ومعمارية وبيئية مختلفة بقيمة استثمارية تناهز 450 مليون اورو . وفي مداخلة له بالعربية على عكس المداخلات السابقة قال محمد رضا فارس وزير التجهيز ان ما ستفضي اليه اشغال التظاهرة من مشاريع في عديد المجالات التنموية وفي مقدمتها مشروع تبرورة يمكن ان تكون منطلقا لتجاوز النقائص الموجودة في المخططات التنموية السابقة واشار الوزير الى نمط تنموي جديد يقوم على اعادة تقسيم البلاد الى 5 اقاليم اقتصادية تجمع بينها مشاغل تنموية مشتركة وتقوم على تثمين الامكانيات الطبيعية والاقتصادية المتوفرة لكل واحدة منها غياب الملفات الاعلامية ... والفرنسية تطيح باللغة العربية لجنة تنظيم هذه الايام لم توفر أي مساعدة لرجال الاعلام للتغطية الجيدة لهذه التظاهرة اذ لم توزع أي مطوية او ملفات اعلامية تسمح بالمتابعة الدقيقة لها وكل ما تم تقديمه الى الاعلاميين هو " بايت ومجمر " اذ تم تقديم نشرية " الاقتصادية " التي يصدرها الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية التي تحدثت عن استعدادات الاتحاد لشهر رمضان والصولد واختتام الدورة 45 لمعرض صفاقس الدولي والجلسة العامة الخارقة للعادة وتعديل القانون الاساسي لجمعية معرض صفاقس الدولي التي تمت في جوان الماضي الى جانب توزيع النشرية الاقتصادية لغرفة التجارة والصناعة لصفاقس والتي تحدثت عن الصالون المتوسطي للبناء في دورته 11 من 6 الى 9 جوان 2011 وتم ايضا توزيع دليل المصدرين في صفاقس الصادر سنة 2011 نعم هذا كل ما تم تقديمه للاعلاميين ليساعدهم على فهم فقرات هذه التظاهرة الممتدة ليومين كاملين ! ويمكن القول ايضا ان هذه التظاهرة سعت الى اسقاط اللغة العربية بالضربة القاضية اذ ان معظم ان لم نقل كل المداخلات كانت بالفرنسية في وقت لم نلاحظ فيه حضورا لافتا لخبراء اوروبييين بما يمكن ان يبرر الحاجة الى استعمال الفرنسية وصراحة كان الواجب يحتم الاعتزاز بلغتنا العربية لتكون كل المداخلات والمحاضرات بالعربية بما يحقق النفع العميم للجميع وحتى لا تبقى التظاهرة نخبوية