كنا قد أشرنا سابقا إلى أن العلاقة بين الجامعة التونسية لكرة القدم و سلطة الإشراف تسير في طريق مسدود خاصة بعد أن ادعى أعضاء المكتب الجامعي أن الوزارة تتدخل في مهام المكتب الجامعي و تسعى بكل الطرق لتضييق الخناق عليه و دفعه نحو الاستقالة و بالتالي عقد جلسة انتخابية تكون بمثابة العنوان الأخير لولاية المكتب الجامعي الحالي و هو ما كان فعلا بعد أن أعلن رئيس الجامعة أنور الحداد عن تاريخ 29 أكتوبر القادم كموعد لعقد الجلسة الانتخابية... الأمور لم تقف عند هذا الحدّ فمصادرنا أكدت للتونسية أن السيد الوزير سليم شاكر مازال يحرص على متابعة كلّ كبيرة و صغيرة تعنى بنشاط الجامعة و كلّ تحركاتها خلال المرحلة القادمة و الجديد في الأمر هو المكالمة الهاتفية التي جمعت بين السيد الوزير و الحداد و فيها أبلغ الوزير سليم شاكر الحداد بجملة من التعليمات حاثا اياه على التسريع بعقد جلسة خارقة للعادة تكون مخصصة لتنقيح القوانين و تسبق الجلسة العامة الانتخابية .الوزير أوصى الحداد بضرورة عقد الجلسة التنقيحية في أقرب الآجال مع ترك أمر الجلسة الانتخابية إلى موعد لاحق غير أنه اشترط تنقيح بعض النقاط خلال الجلسة المرتقبة وهي أولا التقليل في مدة سنوات التسيير من أربع سنوات إلى سنتين . النقطة الثانية هي التغافل عن إعتماد شرط المستوى التعليمي (باك + 2) لكل من سبق له أن تقمص زي المنتخب في 30 مباراة رسمية مع السماح له فقط بالترشح كعضو ضمن قائمة وحرمانه من ترؤسها وهذه النقطة هي عبارة عن رسالة مضمونة الوصول الى طارق ذياب ... النقطة الثالثة هي منع كل الأعضاء السابقين والذين سبق لهم العمل في المكاتب الجامعية السابقة من الترشح للانتخابات القادمة ... المكالمة الهاتفية للسيد الوزير لم تلق تجاوبا كبيرا من رئيس الجامعة انور الحداد الذي أعلن عن تمسك المكتب الجامعي الحالي بموعد 29 اكتوبر كتاريخ للجلسة الانتخابية وترك الجلسات التنقيحية وما شابه ذلك إلى المكتب الجامعي الجديد المنتخب لتولي الأمور وفق ما تقتضيه طبيعة المرحلة القادمة ... مصادر مطلعة أكدت للتونسية ان الحداد وجماعته مستاؤون من مكالمة الوزير خصوصا وأنهم إعتبروها مسا من سيادة الجامعة وتدخلا صارخا في شؤونها إضافة الى أنهم رأوا في الأمر تهديدا ضمنيا بما ان الوزير أشعر الجامعة بحرص جهات عليا في الدولة على إنهاء الأمر ... قد يكون حرص سلطة الإشراف على إنجاح الانتخابات القادمة لجامعة كرة القدم أمرا مفهوما بالنظر إلى ما عانته الكرة التونسية في السنوات الأخيرة لكن منطق الوعيد وسياسة لي الذراع لن تجديا نفعا في هذه المرحلة الاستثنائية خاصة وأن البعض يصف الأمر على أنه وصفة سياسية بنكهة رياضية وهذا لم يعد مقبولا في تونس بعد 14 جانفي والمتأمل في النقاط التي طالبت الوزارة بتنقيحها يدرك جيدا ما تخفيه بين السطور ...