سبق للمدرب نبيل معلول ان اشرف على حظوظ النادي الافريقي والنادي البنزرتي واولمبيك الكاف كما سبق له العمل الى جانب الفني الفرنسي روجي لومار ضمن الاطار الفني للمنتخب التونسي ورغم تعدد تجاربه وثرائها فان نبيل معلول لم يقع حوله الاجماع ولم يترك أحسن اثر عند مروره بختلف هذه المحطات التدريبية...وذهب جل الفنيين الى اعتبار معلول مدربا متواضع الامكانيات وهو لا يصلح سوى للتنظير وللتحليل وهو لا يمكن ان يكون سوى اسم حركي ضمن احد البلاتوهات في قنواتنا الرياضية العربية كما عهدناه في السنوات الاربع الاخيرة... ! في ما ذهب البعض الى حد التاكيد على ان معلول الفتى الذهبي للترجي التونسي لن يعمر طويلا على راس الاحمر والاصفر وهو الذي خلف المدرب الاكثر اثارة للجدل في تونس فوزي البنزرتي وتدعم هذا الموقف بعد الخماسية التاريخية التي تكبدها الترجي ضد وصيفه النجم الساحلي في اولى محطات معلول مع المكشخة وتوقع البعض نهاية التجربة في خطواتها الاولى... كل هذا كان يبدو بديهيا قياسا بنبض الترجيين الذين خشوا من فلسفة الرئيس حمدي المدب بعد منحه الثقة لمعلول الذي لم يكن بارعا حينها سوى في فن الخطابة ومعسول الكلام قبل ان تداهمنا نسمات الثورة وتتغير المعادلة وتنقلب الامور رأسا على عقب ويتوج ابن الترجي بالثنائي عن جدارة واستحقاق... تتويج الترجي بالثنائي ربطه البعض بفيلق النجوم الذين يعززون صفوف الفريق ومنهم من منح أحقية هذا الإنجاز الى رئيس الفريق حمدي المدب الذي اعتبره البعض الدعامة الاولى في بناء الجمعية وهناك من ذهب الى حد العودة الى الوراء والتاكيد على ان الترجي الحالي هو نتاج لفلسفة المدرب فوزي البنزرتي واعتباره صاحب الفضل في ما وصل اليه الفريق اليوم...لكن حقيقة الميدان وما صنعه الترجي في ملاعب الوداد المغربي والاهلي القاهري وام درمان كشف حقيقة مغايرة وأشر لميلاد مدرب كبير أثبت من خلال قراءاته الفنية ورسومه التكتيكية في دور المجموعات الافريقية انه عملة جديدة من المدربين الاكفاء الذين يستمدون وجودهم من أبجديات الكرة الحديثة ومن رسومات صناع القرار في الملاعب الاوروبية... معلول غيّر من وجه الترجي وغيّر من طريقة و أسلوب لعب الترجيين ويمكن القول انه المدرب الوحيد الذي طبع بصماته على الفريق وجعل منه فريق الاحلام على الاقل على مستوى القارة السمراء...الترجي التونسي يفوز بكل اقناع..يتعادل ويحصد الثناء..لا ينهزم وهذا أهم ما في الامر... ترجي معلول قوة ضاربة خارج الديار ومعزوفة رائعة داخل القواعد... الترجي الذي نراه اليوم يجمع بين سحر المغاربة وقوة الافارقة...ونبيل معلول الذي خبرناه فنانا على الميدان وضابط ايقاع بامتياز في الفريق صبغ اداء الترجي ببصمة خاصة خالفت المعتاد وأضفت على الفريق حلة الكبار... قد يكون الحظ وقف احيانا الى جانب نبيل معلول وقد تكون الفورمة الكبيرة لبعض الاوراق المهمة في تشكيل الترجي خدمت "الكوتش" لكن هذا لا يمكن ان ينقص من استحقاق معلول شيئا لان المتامل في مشوار الترجي خصوصا في المسابقة الافريقية يقف على حقيقة واحدة وهي ان معلول له الفضل الكبير في ما وصل اليه الترجي اليوم ومن يستغني عن القائد أسامة الدراجي ويلحقه ببنك البدلاء لا يمكن الا ان يكون كبيرا على الاقل في شخصيته...اسامة الدراجي كان بالامس ولا يزال القلب النابض للترجي لكن معلول يرى الامور من منظوره الخاص لذلك تعامل مع الاهلي المصري وهلال السودان باسحلته الخاصة فصنع قائدا جديدا واكتشف ضابط ايقاع جديد فكان التوفيق حليفه وحليف الفريق...في ترجي نبيل معلول ليس هناك لاعبون أساسيون آخرون احتياطيون فالمجال مفتوح أمام الجميع واحتياطيو اليوم أساسيو الغد...تلك فلسفة معلول فلكل مباراة حقيقتها ولكل ميدان رجالاته... منطقيا يسير الترجي التونسي إلى نهائي الابطال للموسم الثاني على التوالي وبلغة المنطق كذلك فالترجي أقوى من منافسه المرتقب سواء كان ممثل الكرة المغربية أو اينيمبا النيجيري والحلم الافريقي على مرمى حجر و يكاد يكون شبه حقيقة والاكيد ان تتويج الترجي بالاميرة الافريقية وتحقيق الثلاثية سيعلن للملأ ميلاد مدرب جديد كثيرا ما طالته الانتقادات والشائعات غير انه أجبر منتقديه على تعديل مواقفهم كيف لا وهو يسير بثبات لتسيد القارة السمراء وتحقيق ما عجز عنه أسلافه...