مثل اليوم أمام الدائرة الجنائية رقم 3 مراهق يبلغ من العمر سبعة عشر عاما بتهمة العنف الشديد الذي نجم عنه الموت . "رفاد" وهو إسم الضحية لم يكمل بعد السادسة عشرة من عمره، هو الإبن الأكبر في عائلته له اخ صغير يبلغ من العمر ثماني سنوات لم يصدق إلى حد الآن أن أخاه قد فارق الحياة . إنطلقت الجلسة على وقع بكاء أم الهالك وأم الجاني وأعطى القاضي الكلمة إلى أم الهالك بإعتبارها شاهدة على الحادثة وقصت أم "رفاد" الحادثة على مسامع المحكمة بصوت مرتعش قائلة ان ابنها تعود إرتياد مركز عمومي للأنترنات بصلامبو رفقة أصدقائه وفي يوم من الأيام ذهب إلى هناك وقد نسي أن يأخذ معه معلوم الدروس الخصوصية التي يتلقاها فلحقت الأم بإبنها لتعطيه المعلوم فوجدته يتخاصم مع صديقه ويتبادلان اللكمات ، ففضت النزاع وأخذت "رفاد" إلى المنزل فأخبرها أنه يشكو من آلام في رأسه وأذنه فظنت الأم أنها مجرد آلام عادية لأنها لم تلحظ أي علامات خطيرة عليه ولكن الأوجاع ازدادت وحينها هرعت الأم حاملة إبنها إلى أقرب عيادة طبيب فأخبرها أن ما يعاني منه "رفاد" هو مجرد أوجاع عادية لكن حالته ازدات سوءا فنقل إلى المستشفى وثبت أن لديه إرتجاجا بالدماغ وتحديدا في الجهة الأمامية اليسرى للدماغ فأجريت عليه عملية جراحية باءت بالفشل وتوفي على إثرها "رفاد" تاركا وراءه لوعة وأسى في قلب أمه . وبإستنطاق الجاني أكد أن "رفاد" لم يرجع له مبلغا قدره 1500 مي فتشاجرا ثم وجه الجاني للهالك لكمة واحدة لتأتي اثرها مباشرة أم "'رفاد" وتنهي النزاع وهذا التصريح يتطابق مع تصريحات الأم إلا أن اللبس يكمن في أن اللكمة لا يمكن لها أن تسبب إرتجاجا في المخ وأقر الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثة أن سبب الوفاة ناجم عن إرتطام الرأس بمادة صلبة سببت الإرتجاج . ورجحت الأم أن يكون إبنها قد تعرض قبل قدومها إلى العنف وسقط على الأرض وإستندت في شكوكها إلى شهادة بعض الأطفال المتواجدين هناك زمن الحادثة ورأت المحكمة أنه من الضروري إعطاء الإذن بإصدار حكم يقضي بإجراء أبحاث تكميلية نظرا لوجود حلقة مفقودة هي التي تسبق قدوم أم "رفاد" إلى مكان الواقعة .