ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه في الوقت الذي ظهر فيه حزب "النهضة" الإسلامي في تونس فائزا في أول انتخابات الربيع العربي، وكثر الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية مع الليبراليين في تحالف نادر وصفه قادة الحزب الإسلامي بأنه نموذج يحتذى به في العالم العربي، شعر إسلاميو مصر الساعين لتبني نهج أكثر ليبرالية بالجرأة والحماسة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في مصر. وأشارت الصحيفة إلى أن قبول أطياف الشعب التونسي لنتائج الانتخابات الأولية بفوز الإسلاميين بل وسعيهم إلى تشكيل شراكة نادرة دل على أن الثورة ساهمت في صعود الإسلاميين. و أغلب الظن أن الإسلاميين في مصر سيتمكنون من تحقيق فوز كبير في الانتخابات المقرر إجراءها الشهر المقبل، في الوقت الذي يلعب فيه نظراؤهم في ليبيا أدوارا بارزة في مرحلة ما بعد القذافي. ونقلت "نيويورك تايمز" عن عصام العريان، رئيس الحزب السياسي الجديد الذي شكلته جماعة الأخوان المسلمين قوله "هذا يثبت أنه لا يوجد استثناء للإسلاميين، ولا يوجد استثناء عربي للديمقراطية، فنحن ديمقراطيون شأننا شأن أي دولة". ورأت الصحيفة الأمريكية أنه برغم خشية البعض من تعاظم نفوذ الإسلاميين وسعيهم لأن يظهروا بأنهم معتدلون ولكنهم في الوقت نفسه يتبنون أجندة محافظة، إلا أن تونس أعطت نموذجا إيجابيا، فهي أقرب دول العالم العربي التي اجتاحها الربيع العربي إلى أوروبا، ويعتقد البعض أن لديها أفضل الفرص في تأسيس نموذج حقيقي للحكومة التعددية. وأكد قادة حزب النهضة أن حزبهم يدافع عن الالتزام بمبادئ الديمقراطية الغربية الليبرالية أكثر من أي حزب إسلامي آخر في المنطقة، وأعربوا عن أملهم في أن يساعد النموذج الخاص بهم الإسلاميين في الدول العربية الأخرى بأن يحذوا حذوهم. "نحن أكثر حزب إسلامي تقدمي في المنطقة، وقبول أحدنا الآخر، وقبول التعددية، وقبول التنوع، ومحاولة العمل مع ، هو الدرس الذي ستمنحه النهضة إلى الحركات السياسية الإسلامية الأخرى"، هكذا أكدت، سمية الغنوشي، الكاتبة الصحفية في إحدى الصحف البريطانية والباحثة في مدرسة الدراسات الإفريقية والشرقية في لندن وتعتبر المتحدثة باسم الحزب. أما في مصر، حيث يتسم الإسلاميون بأنهم منقسمون إيديولوجيا، فأغلب الظن سيشعرون بالجرأة بعد فوز النهضة، خاصة هؤلاء الذين يفضلون النهج الليبرالي، ومنهم بعض أعضاء الإخوان المسلمين، وحزب الوسط الجديد. غير أن الإخوان المسلمين في مصر يواجهون منافسة ضارية من الأحزاب السياسية الجديدة التي شكلها السلفيون، والذين يسعون من أجل دولة إسلامية. ونقلت "نيويورك تايمز" عن البروفيسور سامر شحاتة، الباحث في جامعة "جورج تاون" قوله "هؤلاء الذين يميلون إلى الاحتذاء بحزب النهضة ليسوا اللاعبين الأكثر أهمية في الحركة الإسلامية في مصر"، مشيرا إلى أن نتيجة ذلك ينظر العلمانيون الليبراليون إلى القبول الإسلامي في تونس "بخوف كبير".