واحدا تلو الاخر بدأ رؤساء الجامعات الرياضية يتوافدون على مقر وزارة الرياضة بدعوة من الوزير السيد سليم شاكر والهدف من هذه الدعوات العاجلة هو تحديد الحاجيات المالية للهياكل الرياضية لكن ليس بأي ثمن !!!! الوزير سليم شاكر مرفوقا ب"القيادة العامة" للوزارة استضاف رئيس جامعة السباحة علي عباس ورئيس جامعة ألعاب القوى محرز بوصيان ورئيس جامعة الكيك بوكسينغ الطاهر الحرزي واستقبل عشية اليوم علي البنزرتي رئيس جامعة السلة وقبله مهدي خواجة رئيس جامعة كرة اليد ومازالت الاستقبالات مستمرة وفق أجندة واضحة هي ضرورة الالتزام بعقد جلسات عامة انتخابية في الاجال التي ضبطها المرسوم الرئاسي عدد 66 والا لا أموال في الأفق أو بعبارة أوضح ستغلق الوزارة حنفية التمويل . الوزير سليم شاكر ومعه مريم الميزوني كاتبة الدولة وعبد المجيد السنوسي مدير الرياضة طلبوا من الجامعات التوقيع على التزامات مكتوبة بهذا الشأن وهو ما رفضته الأخيرة باعتبار أنه ليس من صلاحيات رؤسائها الالتزام بأمور كهذه دون الرجوع الى المكاتب الجامعية وقد انجرت عن هذا الرفض الواضح والصريح مشادة حامية الوطيس بين رئيس جامعة السباحة علي عباس ومدير الرياضة عبد المجيد السنوسي على مقربة من مكتب الوزير علما بأن علي عباس شدد على أن رفض الوزارة تحويل الاعتمادات المالية انجرت عنه صعوبات كبرى في تمويل أنشطة الرياضيين وفي خلاص أجور الموظفين ناهيك وان اداريي جامعته اضطروا الى رفع الشارة الحمراء احتجاجا على عدم دفع مستحقاتهم . تلدد وزارة الرياضة أو انسياقها في سياسة العصا والجزرة قد يقود أيضا الى تخلف احدى بطلات الكيك بوكسينغ عن بطولة العالم فيما تلوح بعض الجامعات بتجميد أنشطة المنتخبات بما أنه لا موارد لديها لتغطية النفقات المتعلقة بالمشاركة في بعض الدورات الودية التحضيرية أو في البطولات القارية مع التأكيد على أن الأموال التي بعهدة الوزارة كان يفترض أن تصل في بداية أكتوبر على أقصى تقدير . بناء على ما تقدم تتجه الأمور الى مزيد التصعيد ما بين الوزارة والهياكل ويجري التحضير لعقد جلسة طارئة يوم الاثنين المقبل بحضور رؤساء الجامعات ودعوة وسائل الاعلام الوطنية الى ندوة صحفية ستعرض خلالها التطورات الحاصلة في الساعات الماضية وهو ما يشكل بالطبع منعرجا خطيرا يعقب الهدوء الذي أسفر عنه الحوار حول مقتضيات القانون الاساسي النموذجي. وزارة ثورية أم ماذا؟ تسعى وزارة الرياضة عبر اصرارها على فرض ارادتها بالقوة الى الظهور امام الرأي العام في مظهر الوزارة الثورية التي تريد تغيير من تعتبرهم منصبين لكن بعض القراءات تذهب في اتجاه اخر لتشير الى أن الهدف هو تثبيت الوزارة الحالية برموزها في أي حكومة مقبلة عبر مغازلة الفاعلين السياسيين لكن هذه القراءة تبقى في سياق التخمين لا أكثر ولا أقل ولا شيء ملموس يسندها على أرض الواقع . في كل الأحوال فإنّ الرياضة التونسية تعود الى نقطة الجمود أو نقطة الصفر بهذا السيناريو الصدامي الذي لم ينتظره أحد قبل أيام قليلة من استئناف النشاط الأهم أي بطولة كرة القدم .